لبنان.. الحريري أسير "الفرمانات" الأميركية

لبنان.. الحريري أسير
الثلاثاء ١٧ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٤٠ بتوقيت غرينتش

تستمر المراوحة في الملف الحكومي، رغم اللقاء السرّي الذي جمع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري أمس لاستمرار المشاورات ولو شكليا لإبقاء بارقة أمل قائما.

العالم_لبنان

زار رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، رئيس الجمهورية ميشال عون ظهر أمس للتباحث بشأن الموضوع الحكومي. لكن منذ مدة، لم تعد هذه الزيارات ذات جدوى نتيجة الدوّامة التي أدخل الحريري نفسه طوعاً فيها. لذلك، كل الإشارات والمعلومات تشير الى أن فرص تأليف الحكومة منعدمة، وهو ما أدركه الحريري شخصياً بعد لقائه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، التي أبلغته رفض بلادها تمثيل حزب الله في الحكومة، مباشرة أو عبر ما يسمى بالاختصاصيين. هذا الشرط "التعجيزي"، معطوفاً على فرض الفرنسيين اسمَي وزيرَي المالية والطاقة، كبّل رئيس الحكومة الذي كان يملك ترف تأليف الحكومة في الأسبوع الأول عبر اتفاق داخلي، لكنه فضّل رفع سقف طلباته وتصفية حساباته الشخصية، فشرّع باب الانهيار على وسعه. وسط ذلك، كان رهانه لا يزال قائماً حتى يوم أمس على بيان أميركي فرنسي شديد اللهجة يجبر الأطراف على تقديم تنازلات له، لكن رهانه خاب مجدداً.

واليوم، تتابع صحيفة "الأخبار"، بات الحريري أسير "فرمانات" الإدارة الأميركية، ولا سيما أنه لا يملك شجاعة تجاهلها لتأليف حكومة يراها خدمة لـ"لبنان أولاً" ومحاولة للنهوض من الانهيار الاقتصادي الذي تسبّب به النموذج الذي لا يزال، مع قوى سياسية حليفة وشريكة له، متمسكاً به. وهنا، خلافاً لما يروّج له وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن "جهود أميركية لإقامة حكومة مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان"، فإن الولايات المتحدة هي المعرقل الأول لما تحدّث عنه الأخير، وشروطها تحول دون تأليف حكومة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية بما فيها حزب الله.

إذًا، الأجندة الأميركية التي تحمل بنداً واحداً يتمثل بعرقلة تأليف الحكومة وإقرار الإصلاحات، وجدت في لبنان من يخضع لها وينفذ "عقوباتها" بحرفيّة تامة. لذلك، يبدو الحريري مرتبكاً، لا هو قادر على التأليف ولا بوسعه الاعتذار لينضمّ إلى قافلة الذين سمّاهم وأسقطهم بنفسه. الحل الأفضل له حتى اليوم هو شراء المزيد من الوقت، ومضاعفة رهاناته الخارجية.