الموقف الفلسطيني بعد رسالة المنسق الى حسين الشيخ 

الموقف الفلسطيني بعد رسالة المنسق الى حسين الشيخ 
الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

تغريدة حسين الشيخ رئيس هيئة الشؤون المدنية حول الرسالة التي وصلته من تل ابيب والتي بموجبها اعلن عودة الامور مع الاحتلال الى ما كانت عليه قبل تاريخ ١٩-٠٥-٢٠٢٠ وهو التاريخ الذي اعلن فيه نتنياهو نيته ضم الضفة الغربية الى كيانه في الاول من تموز  تتضمن كما قال الرجلين التزام الاحتلال بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين ،

العالم - قضية اليوم

لكن نص الرسالة التي نشرها الضابط الاسرائيلي لم تتضمن ما قاله الشيخ وانما كانت عباره عن التزام اسرائيلي بتحويل اموال المقاصة والعودة للتنسيق بكافة اشكاله بناء على الاتفاقيات السابقة بين الطرفين والبون شاسع بين ما ذكره الشيخ وماجاء في رسالة المنسق ، اضافة ان هذه الرسالة ليست من حكومة نتنياهو وانما هي من ضابط اسرائيلي له دور محدد في العلاقة ما بين الاسرائيليين والفلسطينيين ولم يتجاوز دوره في رسالته ولا صلاحياته ، وهنا يطرح التساؤل هل قطع العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين كان نتاج موقف سياسي ام قرار اجرائي ؟الاجابة هي الاولى فمن المفترض ان تكون عودة العلاقات قائمة على تغيير في الموقف السياسي لتل ابيب كأن يعلن نتنياهو تراجعه عن فكرة الضم والتزامه بحل الدولتين على اساس قرارات الشرعية الدولية ، وبالطبع هذا الامر لن يحدث ولا اظن ان نتنياهو الذي يبني اليوم امجاده على حساب المستوطنين من الممكن ان يتجرأ ويتحدث عن تراجعه عن ضم الضفة الغربية ، اذا ما الذي حدث لتذهب السلطة الفلسطينية الى هذا التراجع عن الموقف المعلن سابقا بقطع العلاقة مع الاحتلال ، وهل حقا رسالة المنسق كانت السلم الذي نزلت عليه السلطة الفلسطينية عن الشجرة ؟ الحقيقة ان السلطة الفلسطينية كانت في أزمة كبيرة والكل يدرك ذلك ، فالازمة الاقتصادية مع انقطاع اموال المقاصة وتزامنها مع جائحة كورونا خلق واقعا لا يمكن للسلطة الاستمرار في ظله ، لكن في ظل ادارة ترامب كان صعبا على السلطة ان تتراجع حتى ولو وجدت السلم لأن ما كان يصدر عن ادارة ترامب من اقوال وافعال كان يفرض على السلطة ان تتمترس خلف موقفها الرافض لاي علاقة مع حكومة نتنياهو الادارة الامريكية . وكما يبدو جليا فإن قرار السلطة بالعودة الى التنسيق مع الاحتلال واستلام اموال المقاصة يرتبط بالادارة الامريكية الجديدة التي ستتولى زمام السلطة في العشرين من كانون ثاني المقبل ووفق المعلومات فان تطمينات وصلت للسلطة قبل فوز بايدن بان الادارة الديمقراطية لن تتعاطى مع الملف الفلسطيني كمان تعاطت معه ادارة ترامب وعليه فان هذه التطمينات كانت ترتبط بشرط فوز بايدن وبما ان الشرط تحقق فكان لابد كما يبدو من السلطة الفلسطينية ان تتقدم خطوة الى الامام لكن هذه الخطوة كانت تحتاج الى مبرر يبتعد عن تطمينات الادارة الامريكية الجديدة فجاءت ورقة المنسق كمبرر لاعادة العلاقات الى ما كانت عليه ، لكن هنا اسئلة لازاما على السلطة الاجابة عليها ، هل عودة العلاقات مع الاحتلال تعني بان الهجوم على الدول العربية التي تهاوت نحو التطبيع سيتوقف وهل ستذهب السلطة الى ابعد من ذلك باعادة العلاقات مع هذه الدول ؟ وايضا ما مصير المصالحة هل كانت المصالحة فقط لشراء الزمن حتى ياتي بايدن ام ان المصالحة الفلسطينية منفصلة عن التغييرات السياسية في الاقليم وعن العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية ؟ والاهم من كل ذلك هل ستقبل الفصائل الممثلة في منظمة التحرير والتي كانت تطالب دوما بوقف التنسيق الامني واقرت ذلك في المجلس المركزي هل ستقبل ان تظل في مكانها بعد عودة العلاقات رسميا مع الاحتلال ؟

فارس الصرفندي