من هو ’أنتوني بلينكن’ مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية؟

من هو ’أنتوني بلينكن’ مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية؟
الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

اختار "جو بايدن" الذي فاز في انتخابات الرئاسة الأميركية قبل اسابيع، شخصية غير معروفة لتولي منصب وزير الخارجية، فمن هو "أنتوني بلينكن" الذي سيكون أحد أقطاب الإدارة الجديدة التي تباشر عملها رسميا فور تنصيب بايدن في 20 يناير/كانون الثاني بواشنطن.

العالم - الاميركيتان

ولد بلينكن عام 1962 في نيويورك لأبوين يهوديين، أما جده الأكبر مئير بلينكين فهو مولود في كييف إبان الإمبراطورية الروسية وتلقى تعليما يهوديا دينيا نموذجيا في التوراة ولم يكن يتحدث سوى لغة الإيديش، وأحد أبرز كتاب هذه اللغة.

وانتقل بلينكن إلى باريس عندما كان في التاسعة من عمره وبعد طلاق والديه تزوجت والدته من صموئيل بيسار اليهودي.

ويقول بلينكن إن الوقت الذي قضاه في باريس بالإضافة إلى قصة زوج والدته حفزه على العمل الدبلوماسي، إلا أنه كان يميل دائما إلى الفن على حساب السياسة.

ودرس بلينكن القانون في جامعة هارفارد وتخرج فيها، ثم حصل على درجة الدكتوراه بالقانون من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا عام 1988، وعمل في مجال دراسته لفترة بعد تخرجه ثم انخرط بالمجال السياسي.

وفي عام 1999 تولى منصب المدير الأول للشؤون الأوروبية والكندية إلى جانب عمله مساعدا خاصا للرئيس بيل كلينتون حتى عام 2001، وفي العام التالي عين مديرا للموظفين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حتى عام 2008.

ومن العام 2009 وحتى عام 2013 بدأ في عمل جديد كنائب مساعد الرئيس، كما تولى منصب نائب مستشار ​الأمن​ القومي من 2013 وحتى 2015 في عهد الرئيس الاميركي السابق ​باراك أوباما​.

وعام 2015 كان أنتوني بلينكن أول مسؤول حكومي أميركي يشغل منصب نائب وزير خارجية ​الولايات المتحدة​، وإلى جانب الوظائف التي تولاها كان بلينكن عضوا في الفريق الانتقالي الرئاسي لأوباما، كما شارك في الحملة الانتخابية لجو بايدن.

انضم بلينكن إلى حملة جو بايدن فور إعلان نائب الرئيس السابق ترشحه لخوض السباق التمهيدي داخل الحزب الديمقراطي، وظل سندا له ومستشارا وفيا لغاية فوزه في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

ويتميز أنتوني بلينكن (58 عاما) بقربه من بايدن على مدى سنوات. فقد كان أحد المستشارين الرئيسيين لجو بايدن عندما كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. ولدى تولي باراك أوباما الرئاسة في 2009، شغل بلينكن منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ثم نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائبا لوزير الخارجية (جون كيري).

ويظهر هذا الدبلوماسي الفرانكفوني في الصورة الشهيرة التي التقطت فيما تسمى "غرفة العمليات" التي نشرها البيت الأبيض بعيد عملية قتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن بمدينة أبوت آباد الباكستانية في 11 مايو/أيار 2011.

ويعزي بعض المتابعين للشأن الأمريكي انطلاق مسيرة بلينكن السياسية إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما انتقل من مهنة الصحافة (التي مارسها لوقت قصير في صحيفة "الجمهورية الجديدة") إلى البيت الأبيض حيث أصبح محرر خطابات الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون في مجال السياسة الخارجية.

* المناخ والصحة العالمية وإيران

ولأجل إصلاح الأضرار التي ألحقها دونالد ترامب بالسياسة الخارجية الأمريكية، تبرز من الآن ثلاثة عناوين في أجندة أنتوني بلينكن: إعادة بلاده إلى اتفاقية باريس للمناخ وإلى عضويتها في منظمة الصحة العالمية، وإنعاش الاتفاق النووي مع إيران الذي شارك في صياغته إلى جانب كيري.

وقد تم تعيين وزير الخارجية السابق في منصب موفد الرئيس الأمريكي الخاص لشؤون المناخ.

وكغيره من الديمقراطيين الأمريكيين، ظل ينتقد دبلوماسية ترامب التي وصفها بأنها "عبثية وغير منتظمة". وقال لفرانس24 في يونيو/حزيران 2017: "نظرتنا إلى العالم وإلى دور الولايات المتحدة دوليا مختلفة تماما" عن نظرة ترامب. وتابع: "في ظل إدارة أوباما، كنا مقتنعين بأن كل طرف يمكنه تحقيق إنجازات في العلاقات الدولية، خلافا للرئيس ترامب الذي يرى دائما أن هناك حتما فائز وخاسر".

* العلاقات الاميركية - "الاسرائيلية"

ويؤكد موقع "ميدل إيست آي" أن بلينكن يشارك نفس وجهة نظر جو بايدن بأن دعم الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" غير قابل للنقاش، ويجب عدم استخدامه وسيلة للتأثير على سياسات السلطات "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين. ففي العام 2016 غرد على تويتر قائلا "إذا نظرنا للسنوات الثماني الماضية أشعر بالفخر لخدمة رئيس (باراك أوباما) قدمت إدارته لأمن إسرائيل أكثر من أي وقت مضى".

كما أعلن في مايو/أيار الماضي أمام مجموعة مرتبطة بلجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "إيه آي بي إيه سي" (AIPAC) -وهي أقوى مجموعات الضغط الموالية "لإسرائيل" في أميركا- أن بايدن ملتزم بتقديم مساعدة عسكرية "غير مشروطة" إلى تل أبيب.

كما تعهد بلينكن -في تصريحات سابقة- بعدم إظهار الخلافات بين إدارة الرئيس المنتخب الجديد بايدن و"إسرائيل" إلى العلن، مما يؤشر -بحسب "ميدل ايست اي"- على عكس نهج الرئيس أوباما الذي كان يندد صراحة بالتوسع الاستيطاني الإسرائيلي.

* تغيير علاقات واشنطن مع "الحكام المستبدين"

من ناحية أخرى، يرى الموقع أن إحدى ركائز نهج بلينكن في وزارة الخارجية ستكون تغيير علاقات واشنطن مع "الحكام المستبدين" في المنطقة، حيث إنه انتقد مرارا خلال حملة بايدن الرئاسية علاقات ترامب الوثيقة مع منتهكي حقوق الإنسان، وتحديدا في مصر ودول عربية في الخليج الفارسي.

وفي يوليو/تموز الماضي قال لمناصرين عرب للحزب الديمقراطي إن بايدن سيدعم "مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية" في التعامل مع الحكومات بالمنطقة، كما أكد أنه "عندما يصف ترامب الرئيس المصري (عبد الفتاح) السيسي بأنه دكتاتوره المفضل فإن لذلك تأثيرا كبيرا يقوض موقفنا الأخلاقي عالميا وقدرتنا على القيادة" حسب تعبيره.

كما نقل عنه قوله إن إدارة بايدن المقبلة "ستراجع علاقات واشنطن مع الحكومة السعودية التي منحها ترامب شيكا على بياض لمتابعة سياساتها الكارثية، بما في ذلك حرب اليمن وقمع المعارضة في الداخل وقتل الصحفي جمال خاشقجي".