الاحتلال يشرعن الاستيطان و يشجع المستوطنين بإقامة بؤر استيطانية

الاحتلال يشرعن الاستيطان و يشجع المستوطنين بإقامة بؤر استيطانية
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٠٧ بتوقيت غرينتش

قال تقرير أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان: إن الجهاز القضائي الإسرائيلي لا يعمل بمعزل عن الاعتبارات السياسية في الكثير من القضايا التي تتصل بحياة المواطنين الفلسطينيين.

العالم-فلسطين

وأضاف تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر اليوم السبت، أنَّ الجهاز القضائي يتدخل بتوجيه من المستويات السياسية والأمنية، ليضفي شرعية على الاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين وتحويلها لفائدة النشاطات الاستيطانية.

وأوضح أنَّ السياسة التي تمارسها حكومة الاحتلال، تشجع المستوطنين الذين يواصلون الاعتداء على أراضي الفلسطينيين بإقامة بؤر استيطانية في أكثر من مكان في الضفة الغربية، كان آخرها شمال إقامة واحدة في قرية بورين (جنوب نابلس)، التي تقام على أراضيها مستوطنة "براخا"، وأخرى في جبل النجمة جنوب قرية جالود بالمحافظة، حيث نصب المستوطنون خيمة، ووضعوا خزانات مياه فوق أراضي القرية، وأقاموا سياجا حول مساحات واسعة من الأراضي، في إشارة إلى إقامتهم بؤرة استيطانية جديدة تبعد مئات الأمتار فقط عن مدرسة القرية، وثالثة في منطقة "الراس" غرب سلفيت، حيث تجرى المحاولات للاستيلاء على مساحات من الأراضي لإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة.

وفتحت المحكمة العليا التابعة للاحتلال شهية اليمين الإسرائيلي والمستوطنين بشرعنة البؤر الاستيطانية، بدءا من القدس المحتلة ومحيطها، حيث صدّقت المحكمة على الإعلان عن "أراضي دولة" تبلغ مساحتها 224 دونما في مستوطنة "كوخاف يعقوب" في أراضي بلدة كفر عقب، ورفض القضاة التماس المواطنين ضد هذا الإعلان، الذي من شأنه أن يشرعن البؤر الاستيطانية في "نتيف هافوت" و"سديه بوعز"، ولوحدات استيطانية في أكثر من عشرين مستوطنة.

ويولي المستوطنون أهمية كبيرة لقرار المحكمة؛ فبعد أن أزالت محكمة الاحتلال "العليا" القيود، دعت اليهودية المتطرفة "ايليت شيكيد" إلى العمل من أجل تسوية سريعة لهاتين البؤرتين الاستيطانيتين، رغم تحذيرات المنظمة الحقوقية "ييش دين"، من أن قرار المحكمة يفتح بابا واسعا أمام استيلاء هائل على أراضي الفلسطينيين.

وكان وزير الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي، تعهد خلال كلمة له في الكنيست قبل أسبوعين في ضوء اتفاقه مع رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو على تسوية أوضاع 70 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة المحتلة، وتحويلها إلى مستوطنات قبل رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهي الخطوة التي باركها مجلس مستوطنات الضفة الغربية، وطالب بتطبيقها على الأرض وبالسرعة الممكنة عبر تشكيل طاقم لتسوية أوضاع عشرات البؤر الاستيطانية.

جدير بالذكر أنَّ هناك 124 بؤرة استيطانية عشوائية مقامة على أراضي المواطنين بالضفة، تم الشروع في إقامتها في التسعينيات من القرن الماضي، وفي المقابل فإن هناك 132 مستوطنة كبيرة بالضفة الغربية، مقامة بموافقة حكومة الاحتلال.

وفي السياق، أعلنت سلطات الاحتلال مؤخرًا، عن إقرار خطط لبناء 1481 وحدة استيطانية جديدة على ما مساحته 1357 دونما، عبر إعطاء سريان مفعول لمخططات استيطانية كانت قد أعلنت عنها بتواريخ مختلفة خلال العام الجاري، كما صدّقت على إقامة محمية طبيعية على مساحة 500 دونم، بالتزامن مع إجراءات لتحويل ملكية الأراضي إلى "أملاك الدولة".