استجابة لطلب السعودية.. عباس يعطي تعليمات بعدم انتقاد المطبعين!

استجابة لطلب السعودية.. عباس يعطي تعليمات بعدم انتقاد المطبعين!
الثلاثاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

في مفاجأة صادمة للنشطاء العرب الذين استنكروا ورفضوا تطبيع الدول العربية الأخير وعلى رأسها الإمارات مع الكيان المحتل، ذكرت مصادر مطلعة أن السلطة الفلسطينية وبأوامر من محمود عباس قررت الامتناع عن توجيه أي انتقادات للدول العربية التي تطبّع مع الاحتلال، وأن تعليمات بهذا الصدد وصلت من رئاسة السلطة الفلسطينية إلى منظمة التحرير وحركة “فتح” ووزارة الخارجية.

العالم-فلسطين

المصادر التي نُقل عنها قالت إن امتناع السلطة الفلسطينية والإعلام الرسمي الفلسطيني ووزارة الخارجية عن التعقيب على إعلان المغرب، الخميس الماضي، التطبيع مع "إسرائيل"، جاء تماشياً مع التعليمات الجديدة التي تم إرسالها، من دون أي توضيح، للمستويات القيادية المختلفة.

ونقل موقع "الواقع السعودي" عن ذات المصادر قولها ان هذه التعليمات لا تقتصر على التصريحات الصحفية والبيانات، بل تصل إلى كتابة التدوينات والتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أشارت المصادر أيضا إلى حديث يدور في كواليس السلطة الفلسطينية، حول إصلاح العلاقة مع السعودية والاستجابة لطلبها بعدم توجيه الانتقاد لأي دولة عربية مطبعة.

وتفيد المصادر بأن زيارة عباس إلى الأردن ومصر، قبل أيام، كان أحد محاورها التقارب العربي عبر إنهاء حالة الانتقاد الفلسطيني للدول العربية المطبعة، على أن تقوم مصر بتقريب المسافة بين السلطة الفلسطينية وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأكدت أن “عباس لا يريد أن يفقد حاضنته العربية، ويصبح مثل (سلفه) الرئيس “ياسر عرفات” في آخر مرحلة من حياته.

وكانت آخر التعليمات التي وصلت إلى حركة “فتح” ومنظمة التحرير ووزارة الخارجية، تتعلق باتفاق التطبيع بين المغرب و"إسرائيل"، حيث التزمت كافة الأطر الرسمية بعدم التعليق على الاتفاق التطبيعي.

ورغم أن 8 فصائل فلسطينية أدانت الاتفاق، إلا أن “فتح” التزمت بتعليمات الصمت، ولم تعلق حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، كما درج عدد من قياداتها على ذلك، منذ أن افتتحت الإمارات مسلسل التطبيع مع "إسرائيل" في 13 أغسطس الماضي.

وفي أكتوبر الماضي، كانت التعليمات تأتي على شكل تنبيه ومراجعة لأي قيادي فتحاوي يقوم بانتقاد السعودية، مثل ما حصل مع عضو مركزية “فتح” عباس زكي، الذي صرح لفضائية “الميادين” أنه “في حال قامت السعودية بالتطبيع فإنه لن يكون هناك كعبة ولا مسجد نبوي”.

ودفع هذا الأمر السلطة الفلسطينية لنشر تصريح عبر الوكالة الرسمية بذات التاريخ، معلنة أن “تصريح زكي لا يُعبر عن الموقف الفلسطيني الرسمي”.

وتظهر ردود أفعال القيادة الفلسطينية كيف انتقلت من النقيض إلى النقيض بموقفها من التطبيع العربي.

ففي حين اعتبرت اتفاق الإمارات “خيانة للقدس والأقصى والقضية” حسب بيانها في 13 أغسطس، فإن الرد على تطبيع السودان كان خالياً من الاتهامات المباشرة، ويقتصر على الرفض والإدانة، إلى أن انتهت السلطة الفلسطينية تعطي تعليمات بعدم انتقاد الدول المطبعة.