المسجد الأقصى يرفض التطبيع والمطبعون يدخلونه بحماية اليهود

المسجد الأقصى يرفض التطبيع والمطبعون يدخلونه بحماية اليهود
السبت ١٩ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٤٦ بتوقيت غرينتش

مَنْ يُسيطِر على المسجد الأقصى المُبارك في القدس المحتلّة؟ هذا هو السؤال الذي حاول التلفزيون العبريّ (القناة الـ11 شبه الرسميّة) الإجابة عليه في التقرير الذي بثّه ليلة أمس الجمعة ضمن النشرة المركزيّة، ويبدو أنّ الأقصى كان وما زال وسيبقى وفق كلّ المؤشّرات سدًا منيعًا أمام محاولات السيطرة عليه والسماح للمطبعين بزيارته، كما تبينّ من متابعة التقرير الذي طرق إحدى القضايا الحساسّة جدًا في فلسطين، إنْ لم يكُن في العالميْن العربيّ والإسلاميّ.

العالم-فلسطين

الأردن ما زال يُسيطِر على الأمور في المسجد، وللتدليل على ذلك عرض التلفزيون الإسرائيليّ مشاهد في تقريره تُظهِر وجود يافطات تحذّر المصلّين من وباء الكورونا، ليؤكّد أنّ اليافطة هي من الحكومة الأردنيّة وليس من أيّ جهةٍ إسرائيليّةٍ رسميّةٍ أوْ غيرُ رسميّةٍ، كما كشف عن تسجيلاتٍ مسربةٍ تثبت بأنّ الوقف الإسلاميّ في المدينة المقدّسة يتلقّى التعليمات من عمّان وليس من السلطة الفلسطينيّة، كما أنّ حرّاس الأقصى رفضوا الإجابة على أسئلة معد التقرير عندما حاول استدراجهم للحديث.

اللافِت في التقرير كان الكشف عمّا يتعرّض له السياح من الإمارات والبحرين لدى وصولهم إلى الأقصى. ناشطٌ إسرائيليّ يمينيّ، وهو من منظمّة (طلّاب من أجل الهيكل)، كشف النقاب خلال حديثه عن أنّ المسؤولين عن المسجد الأقصى يسمحوا لليهود بالدخول إلى الأقصى عن طريق بابٍ واحدٍ فقط، وفي ساعاتٍ وأيّامٍ محددةٍ.

ولكنّ المفاجأة كانت عندما قال الناشط المذكور إنّ المسلمين من دولتيْ الإمارات والبحرين، الذين يصِلون للصلاة في المسجد الأقصى، يخشون المرور عن طريق الأبواب المُعدّة للزوّار المسلمين، لأنّ الفلسطينيين، أضاف في حديثه، يقومون بالبصق عليهم ورميهم بالأحذية، وذلك للتعبير عن رفضهم المطلق لاتفاقيات التطبيع بين كيان الاحتلال وبين دول الخليج (الفارسي).

وتابع الناشِط الإسرائيليّ قائلاً إنّ الجماعات اليهوديّة المُرابِطة في المكان تقوم بتسهيل عملية دخول البحرانيين والإماراتيين للمسجد الأقصى عن طريق حمايتهم وإدخالهم عن طريق “باب اليهود” (!)، كي لا يتعرّضوا للإذلال والتحقير من قبل الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.

وفي معرض ردّه على سؤال التلفزيون الإسرائيليّ قال الناشِط المذكور إنّ منظمته قامت بالتواصل مع منظمات في الدولتيْن الخليجيتيْن للتنسيق، وأنّ عددًا من مسؤولي المنظمّة الإسرائيليّة المتطرفة قاموا بزيارةٍ إلى الإمارات لترتيب الأمور بهدف منع الفلسطينيين من مواصلة التحكّم فيما يجري بالمسجد الأقصى، لافِتًا إلى أنّ الزيارة ستجلِب ثمارها قريبًا، في حين عبّر معد التقرير عن دهشته واستغرابه من هذا التعاون الناشئ.

وجريًا على العادة الإسرائيليّة الممجوجة حاول معد التقرير التشديد على أنّ الفلسطينيين الذين يصلون المسجد الأقصى للصلاة لا يحافظون على التعليمات الصحيّة لدرء خطر وباء كورونا، لافتًا إلى أنّه في الصلوات التي تجري أيّام الجمعة في الأقصى لا يحافظ المصلون على التعليمات، الأمر الذي يؤدّي لارتفاعٍ كبيرٍ في عدد المرضى بالفيروس التاجيّ، على حدّ قوله.

وكان بارزًا للعيان أنّ المسؤولين عن الوقف الإسلاميّ يرفضون الإدلاء بأيّ تصريحٍ أوْ تعقيبٍ لوسيلة الإعلام الإسرائيليّة، الأمر الذي يؤكّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ الأقصى يرفض التطبيع بين الاحتلال وبين الدول العربيّة والإسلاميّة.

وعلاوة على ذلك، لم يتطرّق التلفزيون في تقريره إلى الردّ الإسرائيليّ الرسميّ على ما ورد في التقرير، إذْ أنّ التلفزيون لم يُشِر لا من قريبٍ ولا من بعيد إلى موقف الحكومة الإسرائيليّة ممّا يجري في الأقصى. كما أنّ التقرير أتى في الوقت الذي نشر فيه الإعلام العبريّ تقارير تفيد بأنّ السعودية تشترِط التطبيع الرسميّ مع الاحتلال في حال وافقت الأخيرة على نقل المسؤولية عن الأوقاف الفلسطينيّة في القدس المحتلّة من الأردن إلى السعوديّة.

رأي اليوم/ زهير أندراوس