المال السعودي يفقد بريقه..

عمران خان يرفض بيع القرار الباكستاني لـ'إبن سلمان'

عمران خان يرفض بيع القرار الباكستاني لـ'إبن سلمان'
الإثنين ٢١ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٢٢ بتوقيت غرينتش

قيل الكثير عن اسباب الازمة الناشبة بين باكستان والسعودية، بعد مطالبة الاخيرة بإسترداد قرضها البالغ ثلاثة مليارات دولار، الذي أقرضته للاولى وبإصرار لافت. منها الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به السعودية، وتغير الموقف السعودي ازاء قضية كشمير، وتقاربها من الهند، واسباب اخرى عديدة، الا ان جميع هذه الاسباب تعود الى سبب واحد ورئيسي، مر من امامه المراقبون مرور الكرام، وهو شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

العالم يقال ان

رغم ان السعودية معروفة في محاولاتها الدائمة شراء سياسات وتوجهات الدول الاخرى بالمال، واستخدام هذه السياسات والتوجهات في علاقاتها وصراعات مع من تعتبرهم منافسين لها على مستوى الاقليم والعالم، الا ان ولي العهد السعودي انقلب على هذه السياسة التي تبناها ملوك السعودية على مدى عقود طويلة، والتي كانت تعطي مجالا لتلك الدول، التي تشتري السعودية سياساتها بالمال، ان تتخذ في بعض الاحيان مواقف حيادية ازاء بعض القضايا الدولية والتي لا تمس بالسعودية، فهو يعتقد ان المال السعودي يجرد هذه الدول من اي استقلالية في التعامل مع القضايا الدولية، والتي يجب ان تكون سياستها متطابقة كليا مع السياسة السعودية، وإلا فإنها ستحرم من المال السعودي.

استخدم ابن سلمان هذه السياسة الفجة مع باكستان، حيث انقلب عليها لرفض اسلام اباد ان يتحول جيشها الى مرتزق بيده يقاتل به الشعب اليمني. او لرفضها الدخول في تشكيل حلف "ناتو سني" ضد ايران. أو عدم اعلان باكستان رفضها للاجتماع الذي احتضنته ماليزيا للدول الاسلامية في عام 2019 . او عدم وقوفها الى جانب السعودية في محاصرتها قطر.

ابن سلمان عاقب باكستان على "تمردها"!، عبر التقارب اللافت مع الهند ، وتبني موقفها من قضية كشمير، ففي الوقت الذي الغت فيه الحكومة الهندية، في أغسطس الماضي، المادة 370 من الدستور، التي تكفل الحكم الذاتي في جامو وكشمير، وبدلا من ان تدعو السعودية الى عقد اجتماع لمنظمة التعاون الاسلامي لاتخاذ موقف من الاجراء الهندي كما طالبت باكستان، ذهبت إلى إبرام صفقة مع الهند بقيمة 15 مليار دولار، وطالبت في الوقت نفسه وبالحاح من باكستان استرداد قرضها فورا دون تاخير، رغم الازمة الاقتصادية التي تمر بها الاخيرة .

يبدو ان ابن سلمان لم يكن يتوقع ردة فعل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي لا يشاطر رؤية اسلافه من امثال ضياء الحق وبرويز مشرف للعلاقة التي تربط باكستان بالسعودية، حيث توجه الى الصين للاقتراض منها ودفع ما على باكستان من دين للسعودية، في تأكيد واضح ان باكستان لن تبيع السعودية سيادتها واستقلالها وقرارها السيادي في مقابل ثلاثة مليارات.

يبدو ان ابن سلمان ادرك جيدا ان باكستان لن تتحمل نزواته وتهوره وتعامله الاستعلائي والمتعجرف، لذلك استدار استدارته الحادة صوب الكيان الاسرائيلي، ليحل محل باكستان التي كانت تدرب الجيش السعودي ، ولديها جنود يعملون على حفظ الامن داخل السعودية وحماية امراء ال سعود، وهي استداره ستكلف السعودية اثمانا باهظة، بعد ان فتح ابن سلمان ابواب ارض الحرمين الشريفين، للموساد والعصابات الصهيونية، التي لم تدخل بلدا الا وافسدته ونشرت فيه الخراب.