"كرديات عفرين شاهدن الرعب".. سبايا للمسلحين الموالين لأنقرة

الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٤٥ بتوقيت غرينتش

تفاصيل صادمة ترويها الكرديات الفارات من مدينة عفرين عن جرائم اغتصاب وحشية تنفذها المجموعات المسلحة الموالية لأنقرة بحقهن منذ سيطرتهم على المدينة في مارس 2018.

العالم - سوريا

فبعد أن دخلت القوات التركية المدينة وسيطرت عليها المجموعات المسلحة، تم تحويل المراكز والمؤسسات والمدارس لسجون سرية، كشفت شهادات الناجيات منها، أن عمليات والسبي والقمع، التي تعاني منها الكرديات في عفرين، تروح ضحيتها عشرات النساء والفتيات يوميا، لا سيما القُصر منهن وابتزاز ذويهن مادياً وتعرضهن للعنف والانتهاك بشكل غير مسبوق.

وكشف تقرير لصحيفة "عفرين بوست" الكردية، عن اختطاف ميليشيا "جيش النخبة" المدعومة من تركيا، طفلة كردية قاصر تدعى "سلوى أحمد شاشو" من منزلها في قرية دار كريه بريف عفرين واخفائها في أحد منازل قرية "عمارا معبطلي".

وقال "بنكين درويش"، اسم مستعار لناشط كردي من عفرين، إن فتاة تدعى "هناء" من ناحية شيراوا بريف عفرين، قد اعتقلت أثناء احتلال مدينتها على يد مليشيات الحمزات الإرهابية، بعد قتل زوجها وإجبارها على خدمة عناصر الحمزات في مركزهم بناحية بلبل.

وأكد درويش في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مسلحاً من بقايا تنظيم داعش يتحدر من منطقة حربل بريف الشهباء، انضم للحمزات وهو من قتل زوجها، واقتادها معه إلى ليبيا أثناء قتاله لصالح الأتراك في العاصمة الليبية طرابلس.

وأضاف "المختطفات ينقلن إلى تركيا إما عبر معبر (حوار كلس) العسكري على الحدود السورية التركية، أو عن طريق قرية الخليل الحدودية مع تركيا، وكذلك من معبر قرية (الحمام) العسكري الحدودي في ناحية جنديرس الذي يربط منطقة عفرين بولاية هتاي التركية".

واقع مرير تصفه "شيرين بلو"، وهو اسم مستعار لسيدة عشرينية فرت من مدينة عفرين بعد تعرضها لابتزاز من قبل ميليشيات "أحرار الشرقية" الإرهابية، الذي يتزعمها "حاتم أبو شقرا" المتهم بارتكابه جرائم حرب ضد الأكراد، خلال العملية التركية المسماة بـ"نبع السلام".

شيرين قالت لـ"سكاي نيوز عربية" إن ميليشيات أحرار الشرقية اقتحمت منزلها ومنزل جيرانها، وهددوهم بقطع رأسهم أو دفع مبلغ 4 ملايين ليرة سورية.

وأضافت "طلبت منهم مهلة أيام قبل قبولي عرضهم، وكانت فرصتي وزوجي الفرار من عفرين باتجاه مناطق الشهباء بريف حلب".

من جانبه، كشف إبراهيم شيخو مدير منظمة عفرين لحقوق الإنسان، التي تنشط في منطقة الشهباء، عن توثيق مئات حالات اختطاف للنساء والفتيات وقتل بعضهن ورمي جثثهن في البراري.

محققون وخبراء بالأمم المتحدة التابعين للجنة العقوبات الأممية للتحقيق في الانتهاكات بالمناطق، التي دخلتها تركيا في عفرين ورأس العين وتل أبيض، تحدثوا في أحدث تقرير لهم بعنوان "لا أيدي نظيفة - خلف الجبهات الأمامية" عن جرائم حرب ترتكبها المجاميع الإرهابية.

وحذر التقرير من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بحق أكراد عفرين ورأس العين وتل أبيض من قبل المجموعات المسلحة التي تدعمها أنقرة من عمليات قتل وتهجير ممنهجة، بالتهديد والابتزاز والاختطاف والتعذيب والاحتجاز القسري.

فيما أطلقت منظمات إنسانية وحقوقية ومدنية في شمال سوريا وأوروبا نداء استغاثة دولية للكشف عن مصير المختطفات والمغيبات قسراً في السجون في المناطق التي دخلتها المجموعات المسلحة المدعومة تركيا شمال سوريا.

وأكدت أن عدد المختطفات بلغ نحو 1000 سيدة وفتاة كردية، بينهن قاصرات أطلق سراح بعضهن، مقابل فدى مالية، فيما لازال مصير أكثر من 400 مختطفة مجهولاً لليوم.