فتح الانتفاضة تندد باتفافيات التطبيع والذل مع الكيان الصهيوني

فتح الانتفاضة تندد باتفافيات التطبيع والذل مع الكيان الصهيوني
السبت ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

ادانت حركة فتح الانتفاضة بشدة اتفاقيات التطبيع والذل والعار بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني .

العالم - فلسطين

واصدر الحركة اليوم السبت بيانا بمناسبة حلول الذكرى الـ (56) لانطلاقة حركة فتح وقواتها العاصفة جاء فيه :

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل ... يا جماهير أمتنا العربية المكافحة
يا أبناء فتح وثوار العاصفة البواسل
أيها الوطنيون المقاومون رفاق الدرب في فصائل المقاومة الفلسطينية
تتوجه اللجنة المركزية لحركة فتح الإنتفاضة بأطيب تحياتها وتبريكاتها بمناسبة حلول الذكرى الـ (56) لإنطلاقة الحركة وقواتها العاصفة, إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة, وهي ذكرى مناسبة وطنية كفاحية يعتز بها الشعب الفلسطيني ويعتز بها كل الأحرار والشرفاء في الأمة... إنها ذكرى يوم إنتظره الشعب الفلسطيني ليجد طريقه نحو التحرير والإنعتاق والخلاص والعودة الى وطنه المحرر, وهي ذكرى يوم هام للقوى الحية في أمتنا التي طالما إنتظرت لحظة الإلتحام بمعركة الشرف لإستعادة الكرامة والوطن المغتصب.

لقد كانت الإنطلاقة تعبيراً عن إرادة وطنية حقيقية في إمتلاك الشعب الفلسطيني زمام الأمور بالفعل الكفاحي المقاوم للإغتصاب الصهيوني وتأكيداً راسخاً أن الشعب الفلسطيني يرفض الإغتصاب والإحتلال ويرفض طمس هويته الوطنية وتبديد وضياع حقوقه التاريخية في أرضه ووطنه.

لقد وعى شعبنا مبكراَ طبيعة العدو الصهيوني وطبيعة أهدافه ومخططاته وإرتباطه بالمشروع الإستعماري الغربي, فاستلهم خط الكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الامد نهجاً له في معركة التحرير الذي يخوض غمارها.

عامٌ جديد من أعوام الثورة والنضال يدخل سجل وتاريخ النضال الوطني الفلسطيني, وسيكون عاماً حافلاً بالأحداث والتطورات العاصفة, فالصراع مع الغزاة الصهاينة لن يخمد كما يتوهم ويخطط المتخاذلون والسماسرة والأتباع.. والنضال الوطني الفلسطيني لن يتوقف مهما حاول أصحاب مدرسة التنسيق والتعاون مع الأعداء الصهاينة ومدرسة التفاوض والحلول والتسويات الذي يستهويها السقوط والفشل والخيبة ولا يبالون ..!
عامٌ جديد سيعبره الصامدون على بطاح الجليل وقمة الكرمل وكثبان النقب, يتصدون لمخططات الإقتلاع والقوانين العنصرية الجائرة ويعلون الصوت بأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب المناضل في كافة أماكن تواجده يواصلون النضال لتحقيق ذات الأهداف الوطنية.

إنه عامٌ جديد يعبره الرازحون تحت مطرقة التهويد والإستيطان وسندان الإخضاع والتطويع ومروجي ثقافة الإستسلام والرضوخ في الضفة الغربية, لكنهم ينهضون وينتفضون ويقاومون ويلاحقون جنود الإحتلال وقطعان المستوطنين.

عامٌ جديد سيكون قدر أهلنا في قطاع غزة والذي سيشهد مزيداً من التحدي والصلابة أمام الإعتداءات الصهيونية المتواصلة والمتصاعدة وسيشهد مزيداً من الصمود أمام الحصار الظالم .

عامٌ جديد سيسمع العالم كله صوت شعبنا في أقطار اللجوء والشتات ليتردد صداه في أرجاء الدنيا كلها يقول بكل وضوح أن حقنا الكامل في وطننا فلسطين لا ينفيه إغتصاب أو إحتلال ولا تنتقص منه قرارات أو معاهدات أو إتفاقيات ولا يخضع لمساومات ولا لأي إغراءات أو مصالح ذاتيه أو أغراض سياسية.

ولكن أخطر ما يواجه شعبنا وقضيتنا وساحتنا الفلسطينية هذه الأزمة العميقة وحالة التفكك والتمزق الذي بات يشكلُ خطراً كبيراً على مجمل نضالنا الوطني ومصير قضيتنا ومستقبل شعبنا... إن المسؤولية الأساسية في هذا الواقع المتردي تقع على عاتق سلطة الحكم الإداري الذاتي والقيادة المهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية التي لازال العبث وإفتقاد الجدية والمصداقية يشكل سلوكاً ونهجاً يحكم مسيرتها السياسية.
ولا زالت تلجئ للألاعيب كلما مرت بضائقة أو عانت من مشكلة أو واجهت أزمة, فلا تتورع في أن تلعب أحياناً دور (الإسفنجة) لامتصاص حالة الغضب والإحتقان الشعبي جراء سياستها ونهجها وما تلحقهُ من اضرار فادحة على كل الأصعدة..

وتلعبُ أحياناً دور الحريص على لحمة الساحة الفلسطينية وتوحيد الصفوف لكنها في الواقع لا تمتلك إرادة صادقة لتحقيقها, فما أن تسنح لها فرصة للتفلت حتى تسارع لإدارة الظهر راضخةً لمطالب بعض الحكام العرب ومعولة على إدارة جديدة للولايات المتحدة الامريكية تختلف عن سابقتها...لقد دعت في أيلول الماضي لإجتماع الأمناء العامون لبعض الفصائل الفلسطينية, ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى تجاوزت كل توجهات المؤتمرين فعادت الأمور الى سيرتها الأولى, فعاد التنسيق الأمني والإستعداد للمفاوضات وتوسل العودة لمنطوق حل الدولتين والدعوة لمؤتمر دولي الى آخر هذه المعزوفة التي جرى إختبارها لثلاث عقود من الزمن كانت بالنسبة للعدو الصهيوني فرصة سانحة للتوسع والضم والإستيطان والتهويد, والتمدد في أرجاء الوطن العربي على يد بعض أطراف النظام الرسمي العربي.

أيها الأحرار في الوطن العربي..
أما على صعيد الواقع العربي الرسمي المتهاوي, فلقد إحتشد طابور من العملاء الخانعين الأذلاء من بعض الحكام ليقيموا العلاقات ويوقعوا الإتفاقيات مع العدو الصهيوني سواء من دول ما يسمى مجلس التعاون الخليجي أو السودان ولاحقاً مملكة المغرب.. وإن أي وصف لهذه الإتفاقيات بأنها إتفاقيات تطبيع وسلام ما هو إلا إفتراء وأضاليل.. فعن أي سلام يتحدثون واي معارك خاضوها مع الكيان الغاصب إنهم كيانات لم يشهدوا حرب 48 ولا 67.. إن هذه الخطوة البائسة المتهاوية التي تقطرُ ذلاً ومهانة ما هي إلا تحالفات سياسية وعسكرية وأمنية وإقتصادية, تأخذ العالم العربي بدوله وحكوماته نحو حالة تنتشر فيها ثقافة الإذعان والإلتحاق بالمشروع الأمريكي الصهيوني وفي خدمة أهدافه في تصفية قضية فلسطين وإستهداف محور المقاومة , سوريا العربية الشقيقة, والجمهورية الإسلامية الإيرانية, وحزب الله, والمقاومون في اليمن الشقيق, والحشد الشعبي العراقي وكل هذا بهدف إخضاع الوطن العربي وبسط السيطرة والنفوذ الأمريكي– الصهيوني ونهب ثرواته, ومحو الهوية العربية لصالح مشاريع التفتيت والتجزئة.. لكن أخطر ما رافق هذا التكالب على العلاقة مع الكيان الغاصب هو ترتيب زيارات لوفود شعبية لفلسطين المحتلة يهتفون ويغنون ويرقصون مع الغزاة الصهاينة... والترويج للرواية الصهيونية بأحقية وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.. إنها ثقافة الصهينة بإمتياز والتي لن تلحق الضرر بفلسطين القضية والأرض والشعب وكفاحه المجيد وحسب، بل تلحق الأضرار الكبيرة على مستقبل هذه الدول التي باتت تفقد هويتها مسلوبة الإرادة لا تمتلك من أمرها شيئاً, لا ثرواتها ولا حدودها ولا سماؤها, ولا إنتماؤها لحضارة تنتسب لها.
بهذا الواقع المرير أصبح واضحاً أننا بتنا في مرحلة ما بعد إنهيار النظام الرسمي العربي وتبعات ذلك.. ومرحلة ما بعد التطبيع بإتجاه التحالفات مع العدو.. ومرحلة إفتقاد قضية فلسطين عمقها العربي, وإن كانت وستظل في وجدان كل الأحرار والشرفاء في هذه الامة.. وما يتبعُ ذلك من إفتقاد قضية فلسطين عمقها الإنساني كقضية شعب له الحق في التحرر الوطني وإسترداد حقوقه والتمتع بحق تقرير المصير.

أيها الثوار أبناء فتح..
أمام هذه المستجدات الخطيرة فإن اللجنة المركزية لحركة فتح الإنتفاضة ترى أن المهام الوطنية الراهنة تتلخص في حماية قضية فلسطين من براثن التصفية, وحماية الحقوق الوطنية من الضياع, وحماية الهوية الوطنية من الطمس والتغييب.. وفي الوقت الذي ترى فيه أن أي لقاء وطني وأي جهد وطني بتوصل لبرنامج وطني كفاحي لتحقيق هذه الأهداف فإن الحركة مستعدة ومنفتحة على الإنخراط في كافة فعالياته وتضع كل إمكانياتها لتحقيق هذه الاهداف السامية والنبيلة, وتدعوا في نفس الوقت من أجل تعزيز العمل المشترك لبناء جبهة مقاومة وطنية متحدة تملأ الفراغ القائم راهناً ولا تشكل بالتأكيد بديلاً عن منظمة التحرير بل تعمل كل ما في وسعها على إستعادة المنظمة لخطها الوطني وإعادة بناء وتفعيل وتعزيز مؤسساتها الوطنية كونها الإطار الوطني الناظم والجامع لقوى شعبنا وقائدة لنضاله الوطني لثورته المعاصرة.

فقضيتنا باتت في خطر شديد وحمايتها واجب وطني بالدرجة الأولى فلنتهيأ للمواجهة ونرفع راية المقاومة وليكن شعار الكل الوطني المقاوم متحدون في مواجهة صفقة القرن ومخططات التهويد والضم والإستيطان ...متحدون مع كل القوى الحية في أمتنا لمواجهة التمدد الصهيوني والإختراقات الصهيونية على يد بعض الحكام الأذلاء ..متحدون لحماية قضية فلسطين من براثن التصفية.. فلنتهيأ للمواجهة.. فقدرنا مقاومة... إن المقاومة حياة.. ولتكن ثقتنا بالنصر ثقة لا تتزعزع وعزيمة لا تلين وإيمان لا ينطفئ.

في هذه المناسبة الخالدة نتوجه بالتحية الى جماهير شعبنا الفلسطيني في فلسطين المحتلة عام 1948 وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي بلدان اللجوء وأقطار الشتات.

تحية لسوريا العربية الشقيقة, وللجمهورية الإسلامية الايرانية, وحزب الله المقاوم, ولكل القوى الحية في أمتنا المناضلة في مواجهة المخططات والمشاريع الإستعمارية.
عاشت فلسطين حرة عربية
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والحرية للأسرى الأبطال
وثورة حتى النصر
اللجنة المركزية لحركة فتح الإنتفاضة