نواب الأردن الجدد: “لسنا في جيب السلطة”..

نواب الأردن الجدد: “لسنا في جيب السلطة”..
الإثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

لسبب أو لآخر غامض على الأرجح حتى الآن، قرر الأعضاء الجدد في برلمان الأردن تحييد أهم خبير من بين زملائهم في الملف المالي والاقتصادي ومنحه حرية التعليق والتداخل وبدون قيود عندما امتنع الجدد عن التصويت له في رئاسة اللجنة المالية لمجلس النواب.

العالم _ الأردن

اللجنة المالية في المسألة الاقتصادية هي الأهم والأكثر حساسية.

لكن صوت الأعضاء الجدد كان مرتفعا جدا وهو يقصي النائب الدكتور خير أبو صعليك عن رئاسة تلك اللجنة مع أنه الوحيد المؤهل لرئاستها من قدامى النواب من بين 130 نائبا.

عمليا لا أحد تخيل بأن حليف الحكومة والطاهي الاقتصادي المتميز والخبير النائب أبو صعليك قد يخسر في انتخابات داخلية هذا الموقع في أحلك الظروف المالية والاقتصادية.

بكل حال وبعد خسارته لانتخابات رئاسة اللجنة المالية في مفاجأة من العيار الثقيل ظهر الإثنين، يجلس أبو صعليك تحت القبة متحررا من القيود التي تفرضها اللجنة حيث لا يستطيع عضو أو رئيس أي لجنة التعليق والتداخل في التشريعات التي يقررها.

بوضوح شديد خسرت الحكومة في المربع المالي حليفا خبيرا وصلبا، ووجه النواب الجدد رسالة جديدة هنا تنطوي على نمط غامض من المناكفة والاعتراض لما تريده مراكز القوى في السلطة.

نجح أبو صعليك أولا في اختياره عضوا في اللجنة المالية لكنه خسر ترشحه لرئاستها في خطوة مستجدة مباغتة تحرره من قيود العمل باللجان وهو موقع يتساوى فيه اليوم أبو صعليك الخبير الاقتصادي المتقدم مع القطب القانوني الإسلامي صالح العرموطي الذي كان قد خسر قبل ذلك عضوية اللجنة القانونية.

خسارة نائب بمواصفات أبو صعليك لها دلالات سياسية أعمق قد تتجاوز خبرات الرجل والرهان الرسمي على مزاجه المعتدل في التشريع لكن النواب الجدد صوتوا لزميلهم الدكتور نمر سليحات العبادي رئيسا لتلك اللجنة استثنائية الأهمية.

المعنى ثمة “شريف جديد في المدينة” الآن في مربع الإدارة المالية للدولة يقال إن لديه خبرات سابقة في مجال المحاسبة وهو وضع لا ترحب به الحكومة بالتأكيد وإن كان السليحات قد قفز إلى هذا المربع المهم برافعة الوجوه الجديدة في البرلمان.

هل المسألة تنطوي على تمرد برلماني أم نتيجة لسعي النواب الجدد للقول “نحن هنا”؟

الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى المزيد من الوقت لكن الواضح من تشكيل مواقع الصف الأول في لجان التشريع والرقابة أن 100 نائب جديد على الأقل لديهم مزاج حاد يقول ضمنيا: “لسنا في جيب الحكومة ولدينا خطوطنا”.

إقصاء أبو صعليك عن اللجنة الأهم في المسألة الاقتصادية رسالة بهذا المعنى، لكن النائب خالد أبو حسان وهو أصلا رجل أعمال فاز أيضا برئاسة اللجنة الاقتصادية، وقبل ذلك قال النواب الجدد كلمتهم في انتخاب رئيس اللجنة القانونية وهي أم اللجان حيث الدكتور محمد الهلالات وهو نائب جديد يتربع اليوم على أهم مفصل على عملية التشريع.

احتكر النواب الجدد غالبية المواقع المهمة في اللجان فممثل المخيمات الوحيد في مجلس النواب الدكتور أحمد السراحنة أصبح رئيسا للجنة الصحية وهي لجنة في الظرف الواقعي ستحظى بأضواء الاهتمام كثيرا بسب رهان مفترض عليها مرحليا له علاقة بالرقابة على وزارة الصحة في عهد الفايروس كورونا.

استمر إقصاء الإسلاميين أيضا عن المواقع المتقدمة في اللجان فقد خسر الإعلامي الإسلامي عمر العياصرة رئاسة لجنة التوجيه والإعلام التي فاز بها النائب عمر الزيود.

تلك مناقلات مثيرة تظهر ميل النواب الجدد لفرض بصمتهم وسط فوضى الهندسة وتداعياتها.

لكنها مناقلات تؤشر على أن فعاليات الهندسة لم تعد مضمونة بالنسبة للسلطة والحكومة تماما.