محور المقاومة بات أكثر حماسا بعد جريمة اغتيال الشهيد سليماني +فيديو

الخميس ٠٧ يناير ٢٠٢١ - ٠٨:٤١ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2021.01.07 – أكد الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أن محور المقاومة أصبح أكثر فاعلية وحماسا بعد جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني، حيث أن نشاطه المحوري في محاربة الإهاب لم يرق للأميركان ما دفعهم لقتله في جريمة تاريخية لا تغتفر وضعتهم أمام انتقام لابد منه وضعته إيران والعراق ومحور المقاومة بشكل عام على جدول أعمالهم.

العالم - إيران

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" وصف بروجردي جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني بأنها جريمة لا تغتفر، وقال: خاصة أن الشهيد كان رمز محاربة الإرهاب، وخاصة أن الأميركان هم من أرسوا الإرهاب في المنطقة.. فهم قد وضعوا أسس داعش في المنطقة ودعموه، ويواصلون استراتيجيتهم هذه إلى الآن، فهم لم يعودوا يحتملوا أن يباد رأس مالهم في المنطقة بهذه السهولة.. وهذا ما الذي حدث بحمدالله.

وبشأن علاقته بالشهيد قاسم سليماني أوضح أنه و: وفقا لطبيعة عملنا في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان فإن التعامل مع القوات المسلحة هو إحدى اركان عملنا المهمة، ولذلك من الطبيعي أن كان لدينا ارتباط مع قوة القدس، وكنا نلتقي بالشهيد في بعض الجلسات.

ولفت إلى أن شخصية الشهيد سليماني: اجتازت الحدود الإقليمية بل هي شخصية دولية، لذلك قد يثير استغراب البعض أن بعض رؤساء الدول الإقليمية الذين كانوا يأتون إلى إيران كانت إحدى طلباتهم المؤكدة اللقاء بالشهيد سليماني، رغم أنه كان شخصية عسكرية، وذلك كان بسبب أنه كان يتمتع بتفكير استراتيجي مؤثر جدا في التطورات الإقليمية، وهذا ما كان العالم يعرفه جيدا.

وأضاف: هو المصداق الحي للآية الشريفة من "المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه.." وهو توج بهذا التوفيق، حيث وفي بالعهد الذي كان قد قطعه مع الله، كل شخصيته يمكن تلخيصها بهذه الآية الشريفة، كان الله قد وفقه لكي يطبق كل تعاليم القرآن والشريعة وهدي الرسول الأكرم والأئمة الأطهار عليهم السلام.

وفي استعراض لخصال الشهيد سليماني قال بروجردي: شجاعته كانت من دون نظير، وهو رائع في التفكير الاستراتيجي، لم يكن من الجنرالات الذين يديرون المعكرة من داخل غرفهم، كان فيه حب لا يوصف للعمل الجهادي، ولم يقتصر ذلك على داخل إيران بل رأيتم ذلك في العراق أيضا وبرفقة رفيق دربه الحاج أبومهدي المهندس، الذي استشهد معه ومع ثلة من رفاق دربهما، وأثار استشهادهم موجة عارمة في مختلف أنحاء العالم، حيث تخطت مراسم تكريمهم الحدود.

وأضاف: كان يتمتع بميزات فريدة من نوعها، وثقها التاريخ ليس في الجمهورية الإسلامية وحسب بل في تاريخ المنطقة والعالم، كما عرت الطبيعة الإرهابية لأميركا.

وفي جانب آخر من اللقاء قال الدبلوماسي الإيراني: أتذكر أنني وحين كنت في وزارة الخارجية وقبل أن أبدأ عشرين عاما من العمل مع البرلمان وفي سفرة إلى موسكو رافقنا القائد الشهيد قاسم سليماني، وهناك قال مضيفنا نائب وزير الخارجية الروسي إنني ولأول مرة أصطحب معي جنرالين بأربعة نجوم على طرفي، وكان ذلك احتراما للشهيد قاسم سليماني، وكان البحث آنذاك حول أفغانستان حيث كانت الأزمة الأفغانية في أشدها، حيث كان الشهيد مشاركا في تلك الجهود.

وأضاف: كما رافقنا عدة مرات في سفراتنا المتكررة إلى سوريا، لذلك لم يكن نشاطه محصورا بمحور خاص، ومن هذا الحيث كذلك كان شخصية عالمية، إي كان حاضرا في أزمات العراق وسوريا واليمن وغيرها وحتى أزمة أميركا اللاتينية، محور استراتيجيته كان مواجهة الإرهاب ودعم الصلح المستدام، أي هذه كانت هواجسه، بما أن دعم المستضعفين في مختلف أنحاء العالم هم من الأصول المصرحة في دستور الجمهورية الإسلامية حيث لسنا محصورين بالعالم الإسلامي وحسب، فالشهيد لم يكن يهمه أن المستضعف سنيا أو شيعيا أو مسيحيا أو إيزيديا، فأين ما كان يقع ظلما على أحد كان يحضر هناك لمواجهة ذلك الظالم.

وفي محور آخر من الحديث أشار علاءالدين بروجردي إلى أن: حضور القوات الأجنبية في المنطقة يتلخص حاليا في القوات الأميركية بحاملات طائراتهم وقواعدهم العسكرية العديدة، فرغم مزاعمهم لم يكون هؤلاء يوما وكلاء سلام، هاجموا أفغانستان بمزاعم مواجهة طالبان وقتلوا عشرات الآلاف من العزل هناك، وهجموا على العراق من دون تفويض مجلس الأمن وتسببوا بمقتل مئات الآلاف هناك وخربوا البلاد، وكذلك سوريا، ففي كل مكان وطأت أقدامهم كانت الهمجية وكان الخراب، هم كرروا الجرائم المغولية ثانية، من خلال دعمهم لداعش الأميركي، حيث أنهم ولعدة مرات قاموا بتحرير قادة داعش من سجن الحسكة على سبيل المثال، كما استضاف وعالج الكيان الصهيوني الدواعش فيي مستشفياته.

وفيما أشار إلى أن نشاط الشهيد سليماني بمواجهة الإهاب كان محوريا، قال إن الأميركان قد قتلوه في جريمة تاريخية، حيث أعلن ذلك ترامب وتقبل مسؤولية الجريمة، وخلص إلى القول إن: الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك العراق وكل محور المقاومة يحتفضون لأنفسهم بحق الانتقام.. سوف لن يكون العالم آمنا لجميع الضالعين والآمرين بهذه الجريمة.

وأوضح أن الأخذ بهذا الثأر أمر جاد وسيكون شاملا، وقال: هم يعرفون حقا قدرة الجمهورية الإسلامية، فنحن وبعد سبعين عاما من الحرب العالمية أول بلد يقوم بضرب قاعدة أميركية، وهذا أول الفيض، ومن المؤكد أن هناك انتقام جاد سيكون في الطريق.. ليتأكدوا تصرم ذلك العهد بأن يقوموا بتنفيذ جريمة ولا تقدر دولة ما من الوقوف بوجههم.

ووصف بروجردي إخراج القوات الأجنبية من المنطقة بأنها ضرورة تاريخية سوف تنفذ ولا مفر منها، منوها إلى أن: قوة أميركا والكيان الصهيوني في تقهقر، فأميركا هزمت في العراق، فقدت حوالي 4 إلى 5 آلاف جندي لها في العراق، في حين تزعم أنها قوة عظمى، واضطرت لسحب حوالي 150 ألف جندي لها من هناك، فهل هناك هزيمة أقوى من ذلك؟ ذلك فيي أفغانستان وسوريا، ففي سوريا حتى لم تجرؤ من أن يكون لها حضور مباشر، وعمدت هناك إلى الحرب بالنيابة كما تعلمون، خاضتها عشرات الآلاف من العناصر الإرهابية بمساعدة حلفاء أميركا في المنطقة.. وهزموا أجمع، فمن المؤكد أن أميركا لم تعد بنفس القوة القديمة، وسوف تضطر لمغادرة المنطقة.

هذا بينما أكد أن محور المقاومة أصبح أكثر حماسا وحافزا بعد جريمة اغتيال الشهيد سليماني، وقال إن: جميع الشباب الذين كان الشهيد سليماني يشكل رمزا لهم يشعرون أن عليهم الأخذ بثأره، وأن عليهم إبداء نفس البسالة والشجاعة والعزيمة مقابل الأعداء خاصة أميركا والكيان الصهيوني، برأيي أن محور المقاومة مقارنة مع السابق بات أكثر قوة وصلابة.

وأضاف: على سبيل المثال لاحظوا حرب اليمن وهو بلد فقير جدا وبإمكانيات بسيطة، في حين أن السعودية ليست وحيدة أمامه، فهي تستعين بحلفائها، إلى جانب أميركا وبريطانيا وفرنسا، وتستخدم أحدث التكنولوجيا، فيما يجمع المحللون العسكريون اليوم على أن الفائز في تلك الحرب هم اليمنيون وأن المهزومون هم السعوديون، والواقع الميداني ما يؤكد ذلك، وإلا فإن اليمن المحاصر كيف له أن يتمتع بالصواريخ دقيقة التصويب أو أن يضرب العمق السعودي بالمسيرات؟ فهذه مؤشرات تعاظم قوة الجبهة المقاومة وهزيمة الجبهة المضادة لها.

وفي الشأن السوري صرح علاءالدين بروجردي: نحن حساسون للغاية بشأن وحدة أراضي سوريا وسيادتها، ونرى أن تتحرر سوريا حتى آخر شبر منها، وأن يغادر الأجانب المحتلين للشمال السوري والذين استولوا على آبار النفط هناك وغصبوا أراضي غرب الفرات.

وأضاف: ليعلم هؤلاء أن سوريا ليست مكانا لهم، وسوف يرغمون على مغادرة التراب السوري عاجلا أم آجلا، نحن ندعم بشدة الاستقلال والسيادة التامان لسوريا، وأكدنا ذلك في لقاءنا برئيس البرلمان ووزير الخارجية في سوريا، كما كانت لنا مناقشات حول التعاون الثنائي ومنها إعادة إعمار سوريا، وهو شأن للطرفين رغبة فيه.

وبشأن قرار البرلمان الإيراني رفع نسبة التخصيب وتخزين اليورانيوم المخصب مقابل إجراءات الحظر الأميركي أشار الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان أنه و: بعد مصادقة البرلمان مباشرة وفي أكثر من لقاء إعلامي أعلنت دعمي للقرار، وهو إجراء منطقي كنا قد بدأناه في البرلمان الإيراني السابع، حيث كان ينوي الأميركان آنذاك نقل الملف النووي الإيراني من مجلس الحكام إلى مجلس الأمن.. إذ أعلنا وقتها أننا وفي حال تنفيذهم هذه النية سوف نلزم الحكومة بالتخلي عن التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي، وحين قاموا بذلك نفذنا قرارنا، حيث صادق مجلس الشورى على ذلك وأوعز رئيس الجمهورية بتنفيذه، ما فتح الطريق واسعا أمام علماءنا وجعلهم يحققون تقدما كبيرا في هذا المجال.

ولفت إلى أن أميركا كانت تتابع سياسة متغطرسة في هذا الجانب، مبينا: كانت تنوي بألا نتوصل إلى التقنية النووية خوفا من صناعتنا قنبلة نووية، ولكن القنبلة النووية خط أحمر لنا، وفضلا عن الخط الأحمر نحن البلد الوحيد الذي تردعنا فتوى كذلك عن هذا الأمر، وهي الحرمة الشرعية لصناعة القنبلة النووية التي أقرها سماحة قائد الثورة الإسلامية آيةالله السيدعلي خامنئي.

وأضاف: هذا في حين أنهم من يمتلك الأسلحة النووية والكيميائية ومختلف الصواريخ، ونحن وبعد خوض حرب استمرت 8 سنوات كان لزاما علينا أن نتوصل إلى قوة الردع، لذلك أعلنا ونعلن -وهذه استراتيجية دائمية بالنسبة لنا- بأن القدرة الصاروخية الإيرانية واستراتيجيتنا في المنطقة أمور غير قابلة للتفاوض أبدا، ترامب كان أم بايدن أم أي شخص آخر، فهذا خط أحمر جاد بالنسبة لنا.

وأكد أن مجلس الشورى: لا يرى أي حد لدعم هذا الموضوع وندعمه بشكل قوي، ورغم جميع المشاكل الاقتصادية لكننا أمددنا ونمد الاقتدار الدفاعي للبلاد بالميزانية اللازمة، وكان قرار المجلس قرارا حصيفا وذكيا، لأن طريق الاتفاق النووي منذ البداية كان ذي اتجاهين، كانت لنا التزامات بخفض مستوى نشاطنا ونفذنا تلك الالتزامات في أراك وفي نطنز وفي فوردو، وهم كانت لهم التزامات برفع كافة أنواع الحظر.. وأميركا بصفتها محور هذه المجموعة الغربية حين نكثت لم يتمكن الباقي كذلك من تنفيذ تعهداتهم، فأميركا أعادت إجراءات الحظر وانخرطت الدول الأوروبية الأخرى خلفها.. فهل من المنطقي أن نضع يدا على يد ونتفرج؟ من الطبيعي أننا ومن أجل إحقاق حقوقنا الوطنية كان لزاما علينا اتخاذ قرارات مثل هذه التي أقرها المجلس.

وأضاف: يجري الحديث الآن عن بايدن... نحن لم نعد نقبل أي كلام شفاهي.. فالسيد بايدن إن أراد عليه إلغاء جميع إجراءات الحظر بمحورية الحظر المصرفي والنفطي بشكل مطلق.. يلغيها عمليا ويكتبها ويوقعها.. آنذاك يمكنه العودة إلى الكرسي الأميركي المقلوب على طاولة المفاوضات.. وفضلا عن أننا لن نتفاوض حول قدراتنا الصاروخية واستراتيجيتنا الإقليمية فلن نتفاوض أيضا حول قدراتنا النووية ونواصل طريقنا "ولو بلغ ما بلغ!"

وبين أنه: ما دون تصنيع القنبلة النووية يحق لنا وفي إطار إن بي تي التخصيب بأي نسبة نحتاجها، فنحن لمفاعل طهران نحتاج إلى 20 بالمئة.. حيث قال الدكتور صالحي قبل يومين إننا أعلنا ذلك إلى الوكالة الدولية وسوف نشرع بذلك، فهذه حاجة داخلية، ذات يوم لو احتجنا الـ60 بالمئة من أجل وقود السفن الحربية برأيي يجب أن نخصب، خطنا الأحمر هو القنبلة وتعهدنا هو عدم صنعها.. وما دون ذلك فهو من حقنا المشروع، وسوف نتابع ما تقتضيه مصالحنا الوطنية.

وأضاف: لن نقبل أي شرط وتحت أي ظروف فقدرتنا الصاروخية وحضورنا الإقليمي هومن حقوقنا المشروعة وأميركا غير معنية بهما ومن المؤكد سوف لن تكون لنا أي مفاوضات بهذا الشأن.. عودة الأميركان مشروطة برفع كافة أنواع الحظر بمحورية المصرفي والنفطي منه.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..