أمريكا وتصنيف حركة أنصارالله "منظمة إرهابية".. الدلالات والأهداف

أمريكا وتصنيف حركة أنصارالله
الإثنين ١١ يناير ٢٠٢١ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يتم فيه فتح 25 تحقيقا بقضايا "إرهاب محلي"، ضد ترامب وميليشياته العنصرية في أمريكا، على خلفية اقتحام الكونغرس ، ومقتل وجرح العديد من الاشخاص، تعتزم إدارة ترامب "المجنونة وغير المتزنة والارهابية"، وفقا لوصف المشرعين الامريكيين، تصنيف حركة انصارالله اليمنية، التي أذاقت الرباعي الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، ذل الهزيمة، "منظمة ارهابية".

العالم يقال ان

القرار الامريكي الذي اعلن عنه رجل الامن الفاشل والدبلوماسي الافشل مايك بومبيو، يأتي في اطار التوجه الامريكي العام، المعادي لمحور المقاومة الرافض لسياسة الهيمنة الامريكية والعدوان الاسرائيلي في المنطقة، ولم يكن مستغربا، بل المستغرب انه تأخرا كثيرا.

من الخطأ الاعتقاد ان القرار الامريكي، هو هدية للسعودية وولي عهدها المأزوم محمد بن سلمان، فمثل هذا القرار وان كان سيزرع ابتسامة بلهاء على وجه الاخير، الا انه لم يُتخذ لصالح السعودية، بل القرار الامريكي، شأنه شأن القرارت الامريكية الاخرى، التي استهدفت ايران وسوريا وحزب الله والحشد الشعبي وحماس والجهاد الاسلامي، جاءت من اجل حماية "اسرائيل" حصرا، ولا مكان لها لمصلحة سعودية او اماراتية، او اي جهة اخرى.

عندما نقول ان القرار لن يكون في صالح السعودية على المدى البعيد، والدليل على ذلك، ان القرار هدفه الابقاء على الازمة اليمنية مشتعلة، عبر سد جميع ابواب التفاوض بين اليمنيين، والابقاء على حالة الصرارع قائمة، وهو صراع سيتحول الى خنجر في خاصرة السعودية، يستنزف مواردها الاقتصادية، ناهيك عن تداعياتها على الحدود والداخل السعودي.

ان الابقاء على منطقة الشرق الاوسط في فوضى عارمة وصراع مستمر ، هي استراتيجية امريكية قائمة على ضرب كل عناصر القوة فيها، والتي قد تهدد "امن واستقرار اسرائيل"، وهو امن واستقرار لا يقومان الا وسط حالة من الفوضى والدمار، وهذا ما يستبطنه القرار الامريكي. فلو كانت امريكا تريد حقا مصلحة السعودية وبلدان المنطقة، لما كافأت المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وجعلته شريكا ، مناصفة، في حكومة هادي، رغم ان المجلس يعمل على استراتيجية واضحة قائمة على تقسيم اليمن وفصل جنوبه عن شماله، كما انه متورط في صراعات وقتال لا ينتهي ، اسفر عن مقتل وجرح المئات من اليمنيين. ان اداء المجلس يصب في صالح الاستراتيجية الامريكية في جعل اليمن ساحة لصراع لاينتهي، لمصلحة "اسرائيل".

القرار يستهدف ايضا المناطق التي تحت سيطرة حكومة صنعاء، عبر قطع اي تصال بين المنظمات الدولية وحركة انصارالله، وبالتالي منع وصول المساعدات الانسانية الى تلك المناطق، وخلق حالة من الاستياء لدى المواطنين ضد الحركة، وخلق البلبلة والفوضى. ولكن تجارب السنوات الماضية اثبتت ان هذا الهدف الامريكي كان ومازال عبارة عن حرث للبحر، فطبيعة الشعب اليمني، مجهولة بالكامل للامريكيين، ولادواتهم السعودية والاماراتية، فالانسان اليمني ، معروف عبر التاريخ، بانه صاحب كرامة، لا يساوم عليها مهما قست الظروف، وبفضل هذه العزة والانفة التي يتسلح بها، قهر جميع طغاة التاريخ الذين تجرأوا وحاولوا غزو اليمن، فعادوا مهزومين مدحورين.

من اهداف قرار الثنائي ترامب بومبيو، الاخرى، هو تكبيل يد الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، الذي يرى بلاده في حالة غرق بالمستنقع اليمني، بعد ان عجزت عبر انخراطها المباشر في الحرب على اليمن، عن تركيع الشعب اليمني، الذي بات اليوم لا يدافع عن ارضه فحسب، بل يهدد حتى "اسرائيل" التي تمادت في دعم العدوان السعودي الاماراتي وبشكل مباشر.

ان التحالف العريض الطويل ضد اليمن، لم يتبق منه اليوم ، الا امريكا و"اسرائيل" والسعودية، فقد انفرط عقده بفضل صمود ومقاومة الشعب اليمني، الا ان الثلاثي المشؤوم مازال يراهن عبثا على العدوان، لتركيع الشعب اليمني، وهو هدف لم يتمكن هذا الثلاثي من تحقيقه خلال السنوات الست الماضية، ونعتقد جازمين انه لن يتمكن من تحقيقه خلال الايام التسعة المتبقية للمجنون ترامب والثرثار بومبيو في البيت الابيض.