رغم المصالحة التي تمت مؤخرا في العلا بالسعودية..

الكشف عن عقود إماراتية بالملايين لتنسيق حملات التأثير بأوروبا ضد قطر

الكشف عن عقود إماراتية بالملايين لتنسيق حملات التأثير بأوروبا ضد قطر
الخميس ١٤ يناير ٢٠٢١ - ٠٥:٢٠ بتوقيت غرينتش

كشف موقع “إنتليجنس أونلاين” الاستخباري، في تقرير خطير له عن عقود بملايين الدولارات أبرمتها الإمارات مع شركات استشارات سياسية لقيادة حملات التأثير في أوروبا ضد قطر، وذلك رغم المصالحة التي تمت مؤخرا في العلا بالسعودية.

العالم-الإمارات

وفي هذا السياق نقل الموقع الاستخباري عن مصادره، أن تحالف الاستشارات “بلوتيو أيه جي” (Pluteos AG) ، الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، لا يزال يدير عقدا بملايين الدولارات لتنسيق حملات التأثير في أوروبا ضد قطر لصالح الإمارات.

هذا ويرأس “بلوتيو أيه جي” الممول السويسري “صمويل دانيلوفيتش”، بينما تضم عضوية مجلس إدارته كل من “أوجست هانينج” الرئيس السابق لـ”دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية”، جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، الذي يعمل الآن في القطاع الخاص.

بالإضافة إلى “هانس ويجمويلر”، الرئيس السابق لـ”جهاز الاستخبارات الإستراتيجية في سويسرا” (SRS)، إلى جانب المحقق الخاص “ثورستن ميليس”، مؤسس شركة “بريفنت أيه جي” (Prevent AG)، الرائدة في مجال الاستخبارات الهجومية في ألمانيا، و”ميليس” مقرب من “هانز جورج ماسن”، الرئيس السابق لـ”وكالة الاستخبارات الداخلية في ألمانيا” (BfV).

وارتبط “بلوتيو أيه جي” مع أبوظبي، أيضا، من خلال شركة “أكويلا إيروسبيس” المتخصصة في خدمات الطائرات، ومقرها أبوظبي، فـ”دانيلوفيتش” هو عضو في مجلس إدارة “أكويلا إيروسبيس”، التي أسسها الحرس المقرب من ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”.

كما لفت الموقع إلى أنه بالمثل لا تزال الدوحة نشطة في حملات التأثير، وفق مصادر “إنتليجنس أونلاين”، إذ كثف المحققون الذين كلفتهم قطر بمساعدة الصحفي الإيطالي “باولو فوسي” التحقيقات الخاصة وحملات التأثير، ليس فقط في القضايا المتعلقة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لكن أيضا لمهاجمة الصحفيين وجماعات الضغط الموالية للإمارات مثل شركة الاستشارات “كورنرستون جلوبال”، التي يملكها “غانم نسيبة”.

وأشار التقرير إلى أن “قسم خدمات الأمن الخاصة” (SSSP)، الذي تشرف عليه وزارة الخارجية السويسرية، يراقب أحداث معارك الخليج (الفارسي) على أراضي البلاد، فلطالما كانت سويسرا ملاذا لحملات التأثير السرية هذه، لكن “SSSP” يريد ضمان أنها لا تضر بمصالح البلاد.

وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية اعتبرت في تقرير لها أنّ ما جرى الاتفاق عليه بين قطر ودول الحصار هو “تقارب تكتيكي” وليس مصالحة، ويبدو أنه تعادل لقطر ضد الأضداد.

وقال مقال لــ”ديفيد غاردنر” إنّ الحصار كان منذ البداية تهديدا، وحظي في البداية بدعم دونالد ترامب. وبدا وكأن السعودية تريد غزو قطر، لكنه تلاشى بعدما ذكّر البنتاغون ترامب بأن قطر تستضيف في العديد أكبر قاعدة جوية أمريكية في كل الشرق الأوسط وتقوم بمراقبة قوس أزمات يبدأ من اليمن حتى أفغانستان.

وبدلا من ذلك جاء المهاجمون من أعداء قطر بقائمة غسيل من المطالب غير الواقعية. وشملت إغلاق قناة الجزيرة ووقف الدعم للحركات الإسلامية ونبذ إيران ووقف التحالف مع تركيا التي أقامت قاعدة عسكرية لها في قطر تستمر 12 عاما. ولم يذكر أي من هذه الشروط الأسبوع الماضي.

ويبدو أن قطر وافقت فقط على وقف الدعاوى القانونية ضد أعدائها أمام منظمة الطيران المدني الدولي ومنظمة التجارة العالمية. ووافقت الأطراف على خفض التصعيد عبر الإعلام.

والأكثر اثارة للدهشة حسب مصادر في الخليج (الفارسي) الطلب من قطر للعب دور الوسيط بين الإمارات والسعودية وتركيا، وذلك كجزء من الإتفاق.

ويقول الكاتب إن ذلك كان يثير غضب السعوديين والإماراتيين الذين يتعاملون مع “المغامرات الإقليمية” لرجب طيب أردوغان كتهديد عليهم.

ويرى الكاتب أن عملية إعادة ترتيب العلاقات السعودية مع امريكا في ظل جوزيف بايدن صعب، فقد وضع محمد بن سلمان كل بيضاته في سلة ترامب وأثار غضب الكونغرس بعد جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، وكذا حرب اليمن وإغراقه السوق بالنفط الرخيص.