جمعية الهلال الأحمر الإیراني:

أميركا مسؤولة في وفاة العديد من المرضى في إيران + فيديو

الأحد ٣١ يناير ٢٠٢١ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2021.01.31 – أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الإیراني أن المزاعم بأن إجراءات الحظر الأميركية ليس لها تأثير على توفير الأدوية في إيران ليست سوى كذبة، مشددا على أن الولايات المتحدة مسؤولة في وفاة العديد من المرضى الذين لا علاج لهم في إيران وذلك بسبب إعاقة إمدادات الأدوية اللازمة إلى جانب زيادة تكلفة دورة توريد الأدوية.

العالم - خاص بالعالم

واستضافت هذه الحلقة من برنامج "من طهران" الدكتور كريم همتي رئيس جمعية الهلال الأحمر الإیراني، مناقشة معه أبرز الإجراءات التي قامت بها جمعية الهلال الأحمر الإیراني فيما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا.

وإليكم نص اللقاء كاملا مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران":

قناة العالم: ما أبرز الإجراءات التي قامت بها جمعية الهلال الأحمر الإیراني فيما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا؟

كريم همتي: کما أشرتم وکما تعلمون أیضا فأن البلاد منشغلة منذ حوالي سنة بموضوع جائحة کورونا. فمنذ الأیام الأولی من التأکد من وجود الفیروس الآنف الذکر في بلادنا، وبالتحدید منذ آذار/مارس 2020، إنضمت جمعیة الهلال الأحمر إلی وزارة الصحة والمؤسسات الأخری التي وضعت إمکانیاتها في حملة مواجهة فیروس کورونا.

وتزامنت الانطلاقة الأولی التي شهدناها للجائحة مع موجة السفر الداخلي بمناسبة بدایة السنة الهجریة الشمسیة الجدیدة، أو النوروز، لهذا فقد ترکزت مسؤولیة جمعیة الهلال الأحمر علی القیام بعملیة غربلة، وفحص السیارات التي کانت تغادر المدن المختلفة في جمیع محافظات البلاد، وبالأخص المحافظات الثمان المعروفة بکثافتها السکانیة، إلی جانب التعرف علی المرضی الحاملین لفیروس کورونا.

قمنا في تلك الفترة بعملیة الغربلة لحوالي 21 ملیون مواطن من الذین کانوا یرغبون بالسفر في إطار 7 ملایین و500 ألف سیارة بالطبع، لم یکن هذا العمل بالهین علی الإطلاق.

جمیع مداخل ومخارج المدن کانت مراقبة من قبل مجموعات من أفراد جمعیة الهلال الأحمر مکونة من شخصین إلی خمسة أشخاص، ونتیجة لهذا النشاط تم التعرف علی أکثر من 14 ألف شخص من إحتمال حملهم لفیروس کورونا 19 وقد تم إرسالهم إلی مراکز العلاج.

شکلت عملیة الغربلة بدایة أنشطة جمعیة الهلال الأحمر حتی نهایة عطلة الربیع أو النوروز، وعلی أیة حال، ومع زیادة حدة المرض وإنتشار جائحة کورونا، بدأ الضغط یزید علی الحیاة الیومیة لأفراد الشعب تدریجیا، من الطبیعي أن الأفراد المعوزین کانوا عرضة لهذا الضغط الکبیر أکثر من غیرهم، لهذا فقد وضع موضوع تجمیع المساعدات الشعبیة داخل البلاد والإستفادة من القدرات والطاقات العالمیة علی رأس جدول أنشطة جمعیة الهلال الأحمر.

في الأیام الأولی لتفشي جائحة کورونا واجهتنا مشکلة الکمامات، کما أن موضوع استیراد الأدویة کان قد ألقی بظلاله علی الوضع العام، إلی جانب إستیراد الأجهزة الخاصة بالتعقیم أو "بي بي آر" أي کمیة من الأدویة الخاصة کانت وزارة الصحة تطلبها، کنا نعمل علی توفیرها من الهند ومن مصادر أخری کانت تحت تصرفنا، وللعلم فأنه في تلك الفترة کانت هناك حاجة ماسة لدواء "کلیتراي" وقد تم إستیراد أکثر من ملیوني حبة من هذا الدواء، بینما قامت جمعیة الهلال الأحمر بإستیراد الأدویة الأخری المطلوبة لعلاج المصابین بالفیروس.

العدید من الأجهزة والمعدات، بما فیها الکمامات، لم تکن متوفرة في الأیام الأولی لإنتشار الجائحة، بینما نجد الیوم هذه الکمامات ذات الطبقات الثلاث متوفرة في کل مکان، کنا نقوم بإنتاج حوالي 10000 کمامة لعناصر جمعیة الهلال الأحمر، ولأفراد الشعب علی حد سواء إضافة إلی توفیر مواد التعقیم والدخول في موضوع المستلزمات الضروریة لحیاة أفراد الشعب.

خلاصة الأمر، أن جمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة قامت بتنفیذ أعمال مساعدات جیدة منذ الأیام الأولی لإنطلاقة جائحة کورونا، بینما کنا نتقدم زمنیا، صادفت مساعینا وأنشطتنا مناسبتي التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام ولاحقا الـ20 من صفر أو أربعینیة إستشهاد الإمام الحسین (ع)، وکما تعلمون فإنه بسبب الإحترام والمحبة التي یکنها أفراد الشعب لمقام سید الشهداء (ع) والمراسیم التي تقام سنویا في هذه المناسبات في جمیع أرجاء البلاد، تم تحدید 4000 مجلس دیني حیث تم تخصیص أکثر من 22 ألف عنصر من جمعیة الهلال الأحمر الذین رافقوا المعزین ودربوا الأفراد علی کیفیة الإلتزام بالبروتوکولات الصحیة والوقایة من فیروس کورونا، حیثما کانت هناك حاجة للکمامات ومواد التعقیم لم تألو جمعیة الهلال الأحمر جهدا في توفیر المطلوب ووضعه تحت تصرف الأعزاء.

في الحقیقة کان تواجد جمعیة الهلال الأحمر واضحا للعیان وجیدا، ومن الطبیعي أنه في الموجتین الثانیة والثالثة، وما نشهده حالیا من منحی تنازلي في عدد الإصابات بهذا الفیروس، فإن جمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة کانت ولاتزال تقف إلی جانب أفراد الشعب ووزارة الصحة، وقد قامت بأعمال قیمة وممتازة في هذا الصدد.

قناة العالم: كيف تقيمون العام الذي مضى؟

كريم همتي: تعتبر هذه السنة صعبة لنا وللعالم أجمع. من الطبیعي أنه حینما یطرح موضوع جائحة کورونا فإن الأفراد الأغنیاء والفقراء والمحتاجین والمیسورین والمتعلمین والأمیین کانوا ولایزالون یتعرضون لضغط واضح، لربما یبدو الأمر فریدا من نوعه بحیث یتعرض العالم الحدیث لهذا الفیروس ویتأثر به لا فرق في هذا بین الدول الفقیرة والغنیة، وبالمناسبة فقد شهدنا کیف أن الدول الغنیة قدمت ضحایا هذا الفیروس أکثر من غیرها من دول العالم، وخیر مثال علی هذا أمیرکا التي تعاني من إرتفاع عدد ضحایا الجائحة بشکل یومي.

سبب هذا الفیروس في تعرض بلادنا لضغط مضاعف وذلك بسبب الحصار الإقتصادي الظالم، لکن شعبنا صبور ومتفهم للأمور، لذا فقد تعاون الجمیع في هذه الظروف، یمکنني القول وبثقة من أن هذه الحالة من التضامن والتعاطف والوفاق لم نشهد مثیلا لها منذ أیام الحرب المفروضة علینا في ثمانینات القرن الماضي، إضافة إلی وجود تعاون وتنسیق جیدین بین المسؤولین في الرئاسة المرکزیة لفیروس کورونا والتي تشارك فیها جمعیة الهلال الأحمر بفاعلیة.

الطبقة التي عانت أکثر من غیرها في البلاد بسبب ظروف إنتشار جائحة کورونا 19، تتمثل في الأفراد المعوزین، وقد شارکت جمعیة الهلال الأحمر إلی جانب المؤسسات ذات الصلة بتقدیم مساعدات عاجلة للحفاظ علی معیشة الناس في هذه الظروف الإستثنائیة.

قناة العالم: ماذا فعلتم للشرائح الضعيفة وللمناطق التي تعاني من قلة الخدمات؟

كريم همتي: على أي حال إن المساعدات الشعبیة التي إستلمناها إلی جانب أکثر من 107 شحنة عالمیة وصلت البلاد، کان بعضها بصورة نقدیة بینما البعض الآخر بصورة غیر نقدیة، ما یخص المساعدات النقدیة فقد کان الترکیز علی إنفاقها في المحافظات المحرومة کإیلام وخوزستان وکرمان وسیستان وبلوشستان.

علی أیة حال، فقد قمنا بتوزیع المساعدات بمختلف أنواعها، أغلب هذه المساعدات ترکز علی عبوات غذائیة، خلال المرحلة الأولی من توزیع المساعدات حیث کان بعض الأفراد یتعرضون لضغوطات کبیرة، قمنا بإیصال وسائل وأدوات شخصیة لأکثر من 500 ألف مریض مصابین بالسرطان وذوي الإحتیاجات الخاصة إلی جانب تقدیم مساعدات معیشیة، وفي بعض المراحل اللاحقة قدمنا مساعدات معیشیة لأکثر من ثلاثة آلاف مواطن. ما ذکرته للتو یشمل جمیع مناطق البلاد بما فیها المناطق المحرومة، لا حاجة للقول من أن ترکیزنا في توزیع المساعدات غیر النقدیة کان علی المناطق المحرومة.

بشکل طبیعي، کان علینا تسلیم الجامعات الطبیة المعدات والأجهزة المطلوبة، سواء الأجهزة المؤکسجة (المولدة للأوکسجین) أم کبسولات الأوکسجین أم معدات وأجهزة غرف العملیات الجراحیة وجمیع الأجهزة والمعدات الأخری التي کانت الجامعات في المناطق المحرومة بحاجة إلیها، وإن شاء الله خلال الأیام القادمة سوف نرکز في موضوع توزیع العبوات المعیشیة التي یتم تجهیزها حالیا علی المناطق المحرومة والنائیة من البلاد بمناسبة حلول الذکری السنویة لإنتصار الثورة الإسلامیة في العاشر من شباط/ فبرایر.

قناة العالم: على ما يبدو جائحة كورونا لا تنوي الذهاب حاليا، كيف تنظرون إلى المستقبل إذا - لاسمح الله – طالت المدة؟

كريم همتي: کما تمت الإشارة، فأن فیروس کورونا لایبدو أنه علی وشك الرحیل! فالعدید من الأحداث والمناسبات العالمیة خلال عامي 2020 و2021، قد أجلت إلی مواعید لاحقة. حسنا، إن دل هذا علی شئ فإنما یدل علی أن العالم قد استوعب حقیقة وجود هذا الفیروس لفترة زمنیة أخری.

ما یجب علینا القیام به هو الجدیة في مراقبة وسائلنا الشخصیة، الأمر الذي کان له الأثر الأکبر حتی هذه اللحظة بعد إنتشار جائحة کورونا، کما یجب علینا تقلیل التجمعات ومراقبة الأفراد المعرضین للخطر والعمل علی ألا یتعرض طاقمنا الطبي للإجهاد المفرط، إلی جانب تقویة التعاون والتنسیق الجماعي کما یحصل في الوقت الراهن بیننا وبین الجامعات الطبیة وأفراد التعبئة الشعبیة فترکیزنا ینصب علی هذا المحور في الوقت الحاضر.

من الطبیعي أن وضعنا في البلاد خلال المرحلة اللاحقة سیکون أفضل من الدول الغربیة بدرجات، علی سبیل المثال إنخفض عدد الوفیات في البلاد من حوالي 500 شخص أو ربما أکثر بقلیل إلی أقل من 100 فرد أي حوالي 80 أو 90 فردا، وإن دل هذا التطور علی شئ فإنما یدل علی أن التعاون الجماعي وتنفیذ توصیات المسؤولین الصحیین من قبل أفراد الشعب کانا مؤثرین إلی حد بعید.

لکن مع کل ماسبق ذکره لایجب أن نغفل عن نقطة، ألا وهي فقدان البعض لمصادر دخلهم والضغوط التي یتعرضون لها بسبب هذه الظروف الإستثنائیة، یجب علینا أن نلتقت إلی هؤلاء الأفراد ونأخذ بأیدیهم ونضاعف من مساعداتنا لهم، فقائد الثورة حفظه الله، أکد في عدة مناسبات وجوب أن تکون المساعدات المخلصة والمعیشیة علی رأس الأولویات الوظیفیة، وکما أسلفت لکم قبل قلیل هي تلك المساعدات التي سوف توزع خلال شهري شباط/ فبرایر واذار/ مارس القادمین من قبل جمعیة الهلال الأحمر، وهي مساعدات ستکون أضعاف لمثیلاتها التي قدمت للأفراد المحرومین طوال الأشهر العشرة المنصرمة. حسنا، هذا هو الإتجاه الذي سنمضي فیه، ولکن لایجب أن یصیبنا الغرور کوننا تحکمنا في إنتشار الفیروس.

عالم الیوم هو عالم المعاملات والذهاب والمجيء، وربما واجهت الدول الغربیة لا وبل العالم بأسره لاحقا فیروس کورونا الإنجلیزي، وربما أیضا تظهر لنا أنواع أخری من الفیروسات، ما أود التأکید علیه هو التعاون والإستفادة من الأجهزة والمعدات الخاصة بالتنفس أثناء المرض والوسائل الشخصیة بهدف منع إنتشار الفیروس.

من المؤکد أنکم سمعتم بإنخفاض الإصابات بالأنفلونزا هذا العام علی مستوی البلاد مقارنة بالسنوات الماضیة، والسبب هو إرتدائنا للکمامات والإلتزام بالإجراءات الصحیة ومنها غسل الأیدي بصورة منتظمة.

خلال العام الماضي کانت لدینا حالات وفاة عدیدة بسبب أنفلونزا اچ وان، و ان وان، أما هذه السنة لا نجد الکثیر من الإصابات بالأنفلونزا العادیة في البلاد، حسنا هذه الظاهرة تدل علی أن الإلتزام بالإجراءات الصحیة کان مؤثرا جدا، ولکن النقطة المؤثرة بدون أدنی شك تتمثل في المراقبة وعدم الرکون إلی الغرور بسبب التحکم الحاصل في إنتشار فیروس کورونا، إلی أن تصل الدول الأخری إلی ظروف صحیة ثابتة ومؤثرة.

قناة العالم: ماذا تفعل جمعية الهلال الأحمر لتأمين واستيراد الدواء من الخارج، كيف تواجهون الحظر الأمريكي الذي شمل الدواء والغذاء؟

کما تعلمون، فإن جمعیة الهلال الأحمر لدیها "سها 1" و "سها 2"، وهما عبارة عن مصنعین لإنتاج الأدویة والمعدات والأجهزة الطبیة. کنا نعتمد علی الخارج في المواد الخاصة بإنتاج الأدویة حیث کنا نلتف علی الحظر الإقتصادي الذي فرضته أمیرکا علینا ونجلب المواد الخام الخاصة بإنتاج الأدویة. رغم إدعاءات أمیرکا في محاور الأدویة والمعدات والمواد الغذائیة إلا أنها تعمل علی وضع العراقیل في هذه المحاور الثلاثة ومضایقتنا، نحن نواجه مشکلة في تحویل العملات الصعبة، من المؤکد أنکم تعلمون من أن جمعیة الهلال الأحمر هي المنتجة الرئیسة لمصافي غسیل الکلی، یوجد مرکز اخر ینتج هذه المواد، لکن جمعیة الهلال الأحمر هي الجهة الرئیسة في الإنتاج، نحن نعاني دائما من مشکلات في إستیراد المواد الخام الخاصة بإنتاج مصافي غسیل الکلی وهي "هیدروفیلامانا"، ونتیجة لهذه المضایقات تزداد الضغوط علی عملیة الإنتاج.

علینا إستیراد بعض أنواع الأدویة ذات الصلة بمرضی السرطان والأمراض المستعصیة، وللأسف فأن هذه الأدویة التي نستوردها تکلفنا أثمانا باهظة بسبب الحظر الإقتصادي الأمیرکي، ولهذا السبب یرزح الأفراد المصابین بالأمراض المستعصیة تحت ضغوط کبیر.

الیوم، یفقد المصابون بالأمراض المستعصیة حیاتهم بسبب عاملین تعتبر أمیرکا مسؤولة عنهما، الأول یتمثل في منعنا من الوصول إلی الأدویة المطلوبة والضروریة، بینما العامل الاخر هو التکلفة العالیة التي تدفع من قبل الحکومة لإستیراد هذه الأدویة، وعلیه فأن أمیرکا یجب علیها أن تدفع ثمن هذه المواقف یوما ما.

نحن من جهتنا سعینا بجد إلی توفیر هذه الأدویة، ولو بکمیات قلیلة إلی الأفراد الذین هم بحاجة إلیها، وتصدیر منتجاتنا إلی بعض الدول التي لدینا فیها مراکز علاجیة.

قناة العالم: في مجال استيراد عقار كورونا، ماذا تفعل جمعية الهلال الأحمر، هل لديكم مفاوضات مع باقي الدول، حيث قيل انه لديكم مفاوضات مع دولة في شرق اسيا، هل هذا صحيح؟

كريم همتي: نعم، توجهنا بشأن إستیراد اللقاحات، هو توجه کلي وشامل في النظام ولایزال هذا الأمر في طور المتابعة بهدف تأمین جزء من الإحتیاجات المحلیة. أجریت مفاوضات مع الصین سواء من قبلنا نحن في جمعیة الهلال الأحمر أم من قبل وزارة الصحة، ولکن بسبب الظروف الخاصة التي تتمیز بها جمعیة الهلال الأحمر من حیث وصولها السلس إلی الأسواق بإمکانها توفیر اللقاحات اللازمة.

علی أیة حال، نأمل في أسرع وقت ممکن وقبل البدء بإحتفالات الذکری السنویة لإنتصار الثورة الإسلامیة من توزیع لقاحات فیروس کورونا للمرضی المصابین بأمراض مستعصیة وللعاملین في المراکز الصحیة المختلفة.

هذا الأمل موجود، کلما تقدمنا وازداد إنتاج اللقاحات في العالم کلما أصبح بمقدورنا توزیع أعداد أکبر من اللقاحات علی أفراد شعبنا وکذلك حصول الشعوب الأخری علی اللقاحات اللازمة. کما تعلمون، في الوقت الراهن هناك محدودیة في إنتاج لقاح فیروس کورونا وذلك بسبب الطلب المتزاید علیه من دول العالم المختلفة. توجد دول قلیلة تعرض هذا اللقاح للبیع، حتی تلك الدول التي تنتج اللقاح بکمیات کبیرة نجدها تتردد في بیعه بکمیات کبیرة، لکننا کلنا أمل بوصول ملیون جرعة من اللقاح إلی إیران في أسرع وقت ممکن کي یستفید منه الأفراد المصابین بأمراض مستعصیة.

قناة العالم: قمتم مؤخرا بزيارة إلى بعض البلدان الأفريقية، ما الهدف من تلك الزيارة؟

كريم همتي: وفقا لمیثاق الهلال الأحمر والصلیب الأحمر، وفي اطارتحقیق الأهداف الإنسانیة، لجمعیة الهلال الأحمر في إیران 15 مرکزا صحیا في 14 دولة تقع في غرب اسیا وأمیرکا اللاتینیة وغرب أفریقیا. الزیارات التي قمنا بها ترکزت علی المراکز الثلاثة في غرب أفریقیا وهي في ساحل العاج وسیرالیون وغانا.

کان الهدف من هذه الزیارات الإلتقاء بزملائنا الذین یقدمون خدمات إنسانیة علاجیة. کانت الزیارات جیدة إلتقینا خلالها بالساسة ورؤساء الصلیب الأحمر والسکرتیر العام لمنظمة الصلیب الأحمر، إضافة إلی وزراء الصحة في الدول التي زرناها.

الطلب الذي واجهناه خلال زیاراتنا إلی الدول المشار إلیها ترکز علی تصدیر الأدویة إلیها من إیران، وتقویة وجودنا هناك وإرسال المزید من الأجهزة والمعدات الطبیة إلیها. لدینا مستوصف ممتاز في ساحل العاج یستقبل أکثر من ثلاثمائة إلی أربعمائة مراجع یومیا ویقع هذا المرکز الطبي في العاصمة أبیجان ویتمیز بتقدیم خدماته الممیزة. من وجهة نظري الشخصیة، أعتقد أنه من أهم أهدافنا یتمثل في الأهداف الإنسانیة وحتی اللحظة فقد سعت جمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة إلی تحقیق الهدف المشار إلیه علی أحسن وجه. تقییمنا للوضع هناك هو أنه یجب علینا إرسال المزید من المعدات والأجهزة إلی هذه الدولة الأفریقیة. إضافة إلی ماسبق ذکره، فقد قمنا بتقییم موضوع إرسال الأدویة إلی ساحل العاج، وکیفیة تسجیل طلبات الأدویة وأجهزة الأشعة والتصویر فوق الصوتي (سونوغرافي)، امل أن یتبلور هذا الموضوع في القریب العاجل.

کانت هذه الظروف مشابهة لنظیراتها في سیرالیون أیضا، هذه الدولة التي تأتي بعد غانا وساحل العاج من حیث مستوی الفقر، وهناك أیضا سوف نقوم بإرسال بعض الأجهزة والمعدات وزیادة أعداد العاملین کي یستفید العامة من أفراد الشعب علی الخدمات التي یقدمها مستوصفنا في سیرالیون.

یعتبر مرکزنا الطبي في" أکرا" العاصمة الغانیة أحدث مرکز طبي وأکثر تجهیزا، حیث یستقبل یومیا مستوصفنا أو المرکز الصحي الإیراني حوالي ألف مراجع وذلك بسبب وجود تخصصات مختلفة في المبنی المکون من خمسة طوابق، هذا المرکز ذاع صیته في جمیع أنحاء غانا ویعرف بین الناس بإسم المرکز الصحي الإیراني، بإمکاني القول أننا أنهینا موضوع تصدیر الأدویة لهذا البلد مع وزیر الصحة المعني بالأمر.

أصبح بإمکاننا الان إرسال الأجهزة والمعدات الطبیة إلی غانا حیث مرکزنا الرئیس إضافة إلی إرسال الأجهزة والمعدات إلی الدولتین الأخریین ساحل العاج وسیرالیون.

النقطة الجیدة هناك تتمثل في الأسعار المناسبة للأدویة الإیرانیة، علی الرغم من أن أغلب دول العالم، بما فیها الدول الغربیة، کانت تعرض منتجاتها من الأدویة والأجهزة والمعدات الطبیة، إلا أن جودة الأدویة الإیرانیة کانت العامل الرئیس في جذب الناس إلیها، وخلال المقابلة التي أجراها التلفزیون المحلي مع وزیر الصحة الغاني أکد الأخیر علی جودة الأدویة الإیرانیة ولهذا سمح لنا بعرض منتجاتنا من الأدویة المختلفة، الطلب الاخر الذي واجهنا هو إصرار المسؤولین الصحیین هناك علی إفتتاح فرعین لمصنع "سها1" و "سها2" المتخصصین بإنتاج المواد والأجهزة الطبیة في منطقة غرب أفریقیا، وهذا الطلب قید الدراسة ومناقشة الجدوی في الوقت الراهن.

قناة العالم: كيف تصفون تعاون جمعية الهلال الأحمر مع منظمة الصليب الأحمر العالمية؟

كريم همتي: تصنف جمعیة الهلال الأحمر في الجمهوریة الإسلامیة في إیران من ضمن أقوی خمس جمعیات في العالم وأکثرها نشاطا، إضافة إلی کونها ضمن العشرین عضو في مجلس المحافظین للإتحاد الدولي للصلیب الأحمر والهلال الأحمر. في الحقیقة فأن موقع ومکانة جمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة ممیز في الإتحاد الانف الذکر وهي تتعاون مع الأعضاء الاخرین بشکل جید.

بسبب تفشي جائحة کورونا في الوقت الراهن، فأن جمیع الإجتماعات واللقاءات تعقد عن طریق نظام "المؤتمرات عبر الفیدیو" حیث نشارك فیها بفاعلیة ونطرح وجهات نظرنا فیها، یوجد في العالم نظام یطلق علیه إسم " ما ار یو "، وهو عبارة عن وحدة للردود الطارئة أو السریعة، وإیران من بین خمس دول في العالم بینما لایوجد في قارة اسیا أي منافس لنا في هذا المجال.

نحن مع کندا وألمانیا والیابان ضمن الدول الخمس التي أشرت إلیها قبل قلیل، وجودنا مع هذه الدول یمکننا من الإستفادة من وجهات نظرها.

هذا التواصل الجید والمؤثر عمل علی رفع مکانة بلادنا بین الدول الأعضاء في الإتحاد المشار إلیه، بالرغم من کل المضایقات والطرق المسدودة بسبب السیاسات الموجهة ضدنا من بعض الدول، إلا أن ما سبق ذکره لم یمنعنا من الإتصال والتواصل بالدول الأعضاء في الإتحاد. فیما یخص موضوع جائحة کورونا، فقد أرسلت جمیع دول العالم علی وجه التقریب مساعداتها إلی جمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة، وبالمثل قمنا بإرسال شحنات من المساعدات للدول المحتاجة ومن ضمنها الصین حیث کانت إیران من أوائل الدول التي أرسلت شحنات من المساعدات إلی هذا البلد، هذا التعاون الجید والمؤثر کان موجودا وملموسا في الکوارث والأزمات السابقة أیضا، نأمل خلال الأیام القادمة أن یخلو العالم من الأزمات والحوادث، وإذا ما حدث أمر ما یکون بإمکاننا القیام بتعاون مثمر وبناء مع هذه الدول.

التفاصيل في الفيديو المرفق...