الثورة الإسلامية.. فكر لا يعرف الظلام إليه طريقاً

الثورة الإسلامية.. فكر لا يعرف الظلام إليه طريقاً
الإثنين ٠١ فبراير ٢٠٢١ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

أربعة عقود ونيف على عودة الإمام الخميني الراحل رضوان الله عليه إلى العاصمة الإيرانية طهران، حولت الثورة الإسلامية إلى ملهمة للشعوب انعكس تأثيرها على الحراك الشعبي إبان ما يسمى بالربيع العربي الذي سلبته قوى الإستكبار وبقيت منه الروح الثورية لإرادة شعوب كادت ان تعتاد على قبول واقع بطش انظمتها الظالمة.

العالم - يقال ان

ترددت أصداء الثورة الإسلامية في إيران بمناهضتها للاستكبار العالمي ونصرتها للقضية الفلسطينية والمستضعفين بين شعارات الثورة التونسية والمصرية والجزائرية وبين احتجاجات السودان ولبنان والعراق مرورا بحراك اليمن والبحرين ما يؤكده عديد الناشطين السياسيين الذين أشادوا بالمنجزات الحضارية للثورة الإسلامية وتكريسها لنموذج حقيقي للديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات.

انتصار الثورة الإسلامية كان له وقعه السياسي في العالمين العربي والإسلامي، إذ تحول إلى مرجعية فكرية وتاريخية للحركات الثورية التي ساندت الشارع إبان انطلاقها والتي استلهمت من مسيرة الإمام الخميني "قدس سره" ومنجزات الثورة ضمن أدبياتها.

ويجمع المراقبون في الشأن الإقليمي أن المؤامرات والمخططات الأمريكية والصهيونية المعادية تسعى للحد من الدور الاستراتيجي والحضور الإيراني الفاعل إقليميا والذي كرسته الثورة الإسلامية بقيادتها الفعلية الحكيمة المتمثلة بآية الله السيد علي خامنئي.

الثورة الاسلامية في ايران وبحسب المراقبين كانت نتيجة لعدة ثورات، هي ثورة الفقه والفكر السياسي والاجتماع السياسي وثورة في دور الإسلام في العصر الحاضر وانها الثورة التي جمعت بشكل متميز بين عمق الفلسفة ودقت الفقه ورحابة العرفان والرؤية الإستراتيجية في مواجهة تحديات العصر.

وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، اثبتت الثورة الإسلامية في إيران أن كل اشكال الحراك الثوري الذي كان سائدا في العالم الإسلامي، حتى وان كان متحفظ أو معارض لأي نفوذ أجنبي فإنه غير كاف للدفاع عن الإسلام، كدين وثورة ورسالة، على عكس الثورة الاسلامية التي جائت لتقول ان العالم ليس مقدرا له ان يكون تحت سيطرة الطغاة، وان الإسلام هو ثورة مستمرة وكل يوم هو في شأن وله اطروحة تحاكي كل تحديات العصر.

وبشأن استراتيجية قائد الثورة الإسلامية في العالم الإسلامي يرى مراقبون إن قيادات الثورة الاسلامية تميزت بالجمع بين الثقافة الدينية العميقة والفهم العميق لتحديات العصر على المستوى السياسي والجيوبوليتكي وعلى مستوى فهم الإسلام وممارسته عمليا من خلال تبني الشعوب لهذه الأطروحة وادخالها في المعادلة مقابل نخب الغرب.

وفي المحصلة فإن الثورة الإسلامية أثرت بشكلها الطبيعي على واقع الحياة البشرية لأنها كانت ومازالت تخاطب الضمير البشري والضمير الإنساني وتبتعد عن التقسيمات الرأسمالية والإشتراكية والطبقية لتقول ان هناك مستضعفين ومستكبرين، وان نحن إلى جانب المستضعفين في مقابل المستكبرين.

*ماجد الشـرهاني*