ازدواجية موقف بايدن من جرائم السعودية في اليمن

ازدواجية موقف بايدن من جرائم السعودية في اليمن
الجمعة ٠٥ فبراير ٢٠٢١ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

الخبر: في الوقت الذي عينت فيه الادارة الاميركية تيم ليندركينغ مبعوثا خاصا للولايات المتحدة في اليمن فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس بشكل رسمي وقف الدعم العسكري والمعلوماتي الأميركي لتحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية.

العالم - الخبر واعرابه

الاعراب:

- بايدن الذي لم يسرّ مجيئه المسؤولين السعوديين، في الوقت الذي اعلن فيه يوم أمس عن وقف الدعم الأميركي لتحالف العدوان السعودي على اليمن وأنصار الله؛ فانه في نفس الوقت أعلن عن دفاعه عن السعودية أمام الصواريخ التي تستهدفها، ومعنى تصريحه هذا انه مادامت الأزمة في اليمن مستمرة فان لدى السعودية والامارات مطلق الحرية في عدوانها على اليمن.
- بايدن اطلق ايضا ايادي السعودية في قصف ومهاجمة اليمن بذريعة مكافحة القاعدة، هذه القضية والاعلان عن دعم السعودية وحقها في الدفاع عن نفسها يوجه رسالة لآل سلمان، ولذلك ليس اعتباطا أن ترحب السعودية بتصريحات بايدن مباشرة بعد ادلائه بها، خاصة وانها برزت هذا الجانب من تصريحاته.
- الصورة المستوحات من كلمة بايدن حول مستقبل الأزمة اليمنية تشير الى أن السعودية والامارات اللتان هزمتا في الحرب التي استمرت 6 سنوات مع اليمنيين، ستخرج من هذه الحرب بطريقة تسمى حفظ ماء الوجه، خاصة وأن السعوديين والاماراتيين يبحثون عن مثل هذه الفرصة منذ عامين، على أقل تقدير.
-أتخذت حركة أنصار الله اليمنية موقفا تجاه تصريحات بايدن فقد أعلنت أن السلام لا يتحقق في اليمن الا اذا توقف العدوان وانهي الحصار بشكل كامل عن البلاد، وهذا يعني أن اجتزاء الحلول السياسية، أو الحلول الاقتنائية والاعلامية لن تجدي في اليمن.

- تأكيد بايدن على حق السعودية في الدفاع عن نفسها، وكذلك الاشارة الى استخدام أنصار الله للصواريخ الايرانية، يشير الى السياسة الأميركية الجديدة والتي تسعى الى فصل اليمن عن محور المقاومة، وليس من المستبعد أن يكون بايدن قد ارتأى للوهلة الأولى منع ايران ومحور المقاومة من الدفاع عن الشعب اليمني مقابل الاعتداءات السعودية والاماراتية، ثم بعد ذلك وفي المراحل القادمة يرتب طاولة المفاوضات اليمنية بطريقة لتخدم المصالح السعودية وتخرج السعودية والامارات منتصرة منها.
-الحقيقة هي أن سياسة بايدن تجاه القضية اليمنية منحازة للغاية وتثير الريبة، وربما يمكن عقد الآمال على السياسة الأميركية بهذا الخصوص فيما لو رافق الملف اليمني فتح الادارة الاميركية الملفات السعودية الأخرى ومن بينها ملفات المعتقلين السياسيين والعقائديين، وانتهاكات حقوق الانسان في السعودية وتدخل آل سلمان في سائر البلدان ومن بينها العراق ولبنان وسوريا..ولعل أول خطوة في هذا الاطار هو رفع السرية عن ملف خاشقجي.