قصف مطار أربيل، إنفجار مرفأ بيروت وإغتيال لقمان سليم.. والإعلام المُسعود

قصف مطار أربيل، إنفجار مرفأ بيروت وإغتيال لقمان سليم.. والإعلام المُسعود
الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠٢١ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

تعتقد امريكا و"اسرائيل" ومن ورائهما عرب التطبيع، ان بالامكان شيطنة المقاومة الاسلامية في العراق ولبنان واليمن والمنطقة، بمجرد امتلاكها اخطبوطا من وسائل الاعلام، تتلاعب من خلاله بالرأي العام العربي، عبر تكرار الكذبة وتضخيمها، باشكال مختلفة، لتسهيل تسويقها على إنها حقائق، الا انه فات التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، ان العالم صبح قرية صغيرة، ولا يمكن اخفاء الحقيقة، بمجرد هيمنته على الاثير، فالمقاومة وانصارها منابر اعلامية ووسائل اتصال، تضع الحقيقة كما هي بين يدي المخاطب، الذي يمكنه اقتناء المعلومة الصحيحة من المصادر الخبرية، التي يثق بها ، ويعلم تحررها من هيمنة الثلاثي المشؤوم، امريكا و"اسرائيل" والسعودية.

العالم- يقال ان

من الواضح ان الانسان العربي لم يعد بمقدوره ان يثق بوسائل اعلام تعود لحكومات عربية خاضعة للهيمنة الامريكية، وتطبع مع الكيان الاسرائيلي، ومعادية للقضية الفلسطينية، وتطلعات الشعوب العربية للحرية والاستقلال، فكل خبر او معلومة تأتي من هذا الاعلام، هو بالتأكيد يصب في مصلحة "اسرائيل" ، التي تجند امريكا كل مكانياتها وامكانيات الحكومات العربية التي تدور في فلكها وعلى راسها السعودية، لتحقيق هذه المصلحة على حساب امن واستقرار وثروات الشعوب العربية.

من االصعب جدا ان يجد المراقب ، اي اختلاف في السياسية التحريرية لقنوات مثل "العربية" و"الحدث" السعودية و "سكاي نيوز-عربي" الاماراتية، والقنوات الموالية لهذه الدول في لبنان والعراق، وبينها قناة"الحرة" الامريكية والقنوات "الاسرائيلية"، فجميع هذه القنوات تعادي وبشكل صارخ حركات المقاومة الاسلامية وعلى راسها حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وانصارالله والحشد الشعبي، وكل حركة ترفض الهيمنة الامريكية "الاسراائيلية" في المنطقة، وتطبل ليل نهار للانبطاح والتطبيع ، وتسويق الخيانة والعمالة والاباحية والرذيلة، على نها حرية وديمقراطية وتقدمية وحداثة وتنوير، بينما تصف مقاومة المحتل ، ورفض الظلم ومناهضة الاستبداد ، بالارهاب والتطرف.

يمكن ملاحظة هذا الخط التحريري الانبطاحي الفاضح، في القنوات العربية الممولة من حكومات الانظمة الرجعية في الخليج الفارسي، وهو خط باهت للخط الامريكي "الاسرائيلي" ، عبر تناول ثلاث قضايا، تم استخدامها لشيطنة المقاومة الاسلامية في لبنان والعراق، لصالح "اسرائيل".

اولى هذه القضايا ، قضية انفجار مرفأ بيروت، ففي اللحظات الاولى التي اعقبت الانفجار، كانت هناك غرفة عمليات مشتركة، تقود حملة شعواء لاتهام حزب الله بالانفجار، شاركت فيها ذات الوجوه المعروفة للترويج للانبطاح والخنوع والتطبيع، تحت يافطة الحكمة والواقعية والموضوعية، دون ان تملك ولو دليلا واحدا ، حتى لو كان باهتا، على ما قالته، وتمر الايام واذا بالحملة تضمحل وتخرس الاصوات، بعد ان تبين كذب ما قالوا وما روجوا له.

نفس هذه الوجوه الرخيصة خرجت مرة اخرى دون حياء، على ذات الفضائيات العار، كررت ذات السيناريو، ولكن هذه المرة ، بعد اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم، حيث بدأوا فور اعلان خبر اغتياله باتهام حزب الله، رغم ان الرجل رغم معارضته للحزب، الا انه كان يعيش في الضاحية الجنوبية وبين جمهور المقاومة منذ عقود طويلة، دون ان يتعرض له احد. وان مقتله لم يكن بإي شكل من الاشكال يصب في مصلحة الحزب، الذي تضرر كثيرا بمقتله، فمواقف الرجل لم تكن لتؤثر يوما لا على الحزب ولا جمهوره، لذلك لم يترك بيته ومنطقته التي ولد فيها ، لشعوره باالامان بينهم، فليس من الحكمة ان يعيش رجل في مكان وهو يشعر انه مهدد فيه، لذلك فان مقتله كان في مصلحة الجهات التي تناصب الحزب والمقاومة العداء، وهو ما دعا حزب الله الى اتخاذ كل مايلزم للكشف عن الجهة او الجهات التي تقف وراء اغتياله وتقديمهم للمحاكمة.

مثل السيناريو اللبناني يتكرر اليوم في العراق، فكل حدث امني يقع في العراق، يستهدف القوات الامريكية او اي صوت مقرب من امريكا ينتقد فصائل المقاومة، نرى تكالبا غير مسبوق لتلك الفضائيات، وهي تتهم الحشد الشعبي دون اي دليل، وآخر هذه الاحداث قصف مطار اربيل الدولي بذريعة استهداف القاعدة الامريكية في المطار، واللافت ايضا ان كل الصواريخ التي تستهدف القواعد الامريكية في العراق، تقع على رؤوس العراقيين ومنازلهم!!.

اللافت اكثر انه عندما تقع جرائم موثقة بالصوت والصورة، تنفذها عصابات الجوكر الامريكي الممولة من السفارة الامريكية، كحرق مقرات الحشد الشعبي وقتل ابطاله بدم بارد، وذبح الاطفال في الشوارع، نرى هذه الفضائيات، تصف هذه الافعال والممارسات الاجرامية بانها "ثوريات"، وتصف المجرمين بـ"الثوار"، وعندما تكون الجرائم مكشوفة وواضحة لكل ذي عين، نراها تُقيدها ضد مجهول.