بايدن ودبلوماسية الخداع في سوريا

الخميس ١٨ فبراير ٢٠٢١
٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش
بايدن ودبلوماسية الخداع في سوريا كشفت التقارير الإخبارية عن بدء قوات الاحتلال الأميركية في بناء قاعدة جديدة لها في ريف مدينة ​القامشلي وهي تضاف إلى القواعد الاميركية المقامة في كلّ من سورية و​العراق​.

العالم - سوريا

​القاعدة​ ​الجديدة​ يتمّ إقامتها في نقطة ارتكاز في منطقة عين ديوار على مثلث الحدود السورية التركية العراقية، ايّ لها أهمية استراتيجية من حيث موقعها الجغرافي، المشرف على الحدود السورية مع ​تركيا​ والعراق، ما يكشف انّ إدارة الرئيس الأميركي ​جو بايدن​، تمارس ​سياسة​ دبلوماسية الخداع.

من جهة تزعم أنها لم تعد مسؤولة عن حماية استغلال موارد ​النفط​ والغاز في شرق سورية من قبل شركة انيرجي الأميركية المتعاونة مع قوات «قسد»، ومن جهة ثانية تعمل في الوقت نفسه على تعزيز الاحتلال العسكري الأميركي بتركيز وتموضع ​القوات​ الأميركية في نقاط استراتيجية جديدة في سورية لقطع الطريق على وصول القوات السورية أو الروسية إلى مناطق آبار النفط في ​محافظة الحسكة​.

وتسهم أيضاً في تعزيز قواتها في العراق، بقصد استخدامها من قبل الدبلوماسية الأميركية كوسيلة ضغط على ​بغداد​ ودمشق لانتزاع تنازلات سياسية تحقق الأهداف الاستعمارية للولايات المتحدة، مقابل سحب قواتها وتفكيك قواعدها في سورية والعراق. وتثبيت وجود القوى الموالية لها، انْ كان على مستوى ​السلطة​ السياسية، أو من خلال تمكين القوى الانفصالية الكردية من انتزاع مكاسب على حساب الدولة المركزية في ​شمال العراق​، أو شمال شرق سورية، لتبقى مرتكزاً أساسياً للنفوذ الأميركي الاستعماري لمواصلة التدخل في شؤون سورية والعراق ل​تحقيق​ الأهداف الأساسية التالية:

الهدف الأول، ضمان حصول الشركات الأميركية على الحصة الكبرى من الاستثمار في عمليات استخراج وتسويق ​النفط والغاز​ في كلّ من العراق وسورية.

الهدف الثاني، منع التواصل البري بين أطراف حلف ​المقاومة​، بما يخدم ​الأمن​ الصهيوني، ويحول دون فك الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، إلا بقرار أميركي.

الهدف الثالث، تعزيز ​منظومة​ التجسّس، الأميركية الصهيونية، على الجمهورية الإسلامية ال​إيران​ية، وتغذية ودعم ​الجماعات الإرهابية​ والمعارضة للعبث بأمنها واستقرارها الداخلي.

وهذا الأمر طالما عملت عليه «سي أي آي» و «الموساد»، منذ غزو العراق، من خلال تحويل شمال العراق إلى قاعدة تجسّسية تخريبية ضدّ إيران وسورية.. وهو الأمر ذاته الذي تقوم به قاعدة «عين الأسد» الأميركية في مراقبة إيران باعتراف الرئيس الأميركي السابق ​دونالد ترامب​.

الهدف الرابع، تحويل القواعد الأميركية إلى منطلق أساسي لمواصلة مدّ ​تنظيم داعش الإرهابي​ بالدعم اللازم لمواصلة هجماته في سورية والعراق، لا سيما المناطق الحدودية، لمنع استقرار البلدين، وإبقائهما في حالة استنزاف من ناحية، وربط التوقف عن مواصلة دعم داعش وبالتالي ​القضاء​ عليها، بتحقيق الأهداف الأميركية السالفة الذكر، والتوصيل إلى تسوية للصراع مع كيان الاحتلال الصهيوني، وتوقيع اتفاقات صلح واعتراف معه من ناحية ثانية.

ف​واشنطن​ تدرك انّ خروج سورية والعراق من الحرب، ونهاية داعش، وانسحاب ​القوات الأميركية​ من دون تسوية تضمن أمن واستقرار الكيان الصهيوني، وتحقيق المصالح الاستعمارية الأميركية، سيشكل انتصاراً وتعزيزاً لقوة حلف دول وقوى المقاومة، مما يحول دون قدرة ​الولايات المتحدة​ على تحقيق أهدافها المذكورة آنفاً، ويشكل تحوّلاً في موازين القوى في المنطقة لمصلحة قوى المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني.. وهو ما يقلق قادة العدو وإدارة العدوان في واشنطن.

من هنا فإنّ من يراهن على جنوح إدارة بايدن نحو التخلي الطوعي عن ​السياسة​ الاستعمارية، والتوقف عن محاولات تحقيق ما هدفت إليه حروب ​أميركا​ الاستعمارية والإرهابية الفاشلة، بواسطة الدبلوماسية المدعومة بالقوة العسكرية والقوى المحلية المتواطئة معها، إنما هو واهم.

فالرهان الوحيد الذي يدفع إدارة بايدن إلى التراجع والتسليم بعدم القدرة على مواصلة هذه السياسة وإجبارها على سحب القوات الأميركية، إنما يكمن في تصعيد المقاومة المسلحة والشعبية ضدّ هذه القوات الأميركية المحتلة، والقوى العميلة لها، وجعل كلفة استمرار بقاء القوات الأميركية تفوق كثيراً الفوائد التي تجنيها، ولا تستطيع تحمّلها ولا تحمّل تداعياتها على الداخل الأميركي، في ضوء ​الأزمة​ الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها أميركا، والمعارضة الشعبية للتورّط بأيّ حروب جديدة.

كما تؤكد التجربة انّ إنهاء سلطة الأمر الواقع التي تمثلها قوات «قسد»، مرتبط بإنهاء وجود قوات الاحتلال الأميركي التي توفر الدعم لـ «قسد»، وتعرقل الحوار مع ​الدولة السورية​ لإعادة بسط سلطتها المركزية على كلّ ​الجزيرة​ السورية، كلما حصلت تطورات لمصلحة إعادة استئناف الحوار، وهو ما حصل أخيراً حيث توقف الحوار على أثر إقدام القوات الأميركية البدء ببناء قاعدة جديدة لها في عين ديوار، مما أعطى إشارات شجعت قيادة «قسد»، وخصوصاً ​الجناح​ الأكثر ارتباطاً بالقوات الأميركية، على وقف الحوار، والعودة إلى الخطوات التصعيدية المتناغمة مع تعزيز وجود قوات الاحتلال، من خلال قيام مجموعات تابعة لميليشيات «قسد» بالاستيلاء، بقوة ​السلاح​، على مطاحن الجزيرة ومانوك والحسكة في مدينتي الحسكة والقامشلي، وسرقت مخازن الدقيق والنخالة والأكياس الفارغة فيها بالإضافة إلى المحركات الكهربائية وقطع الغيار.. وكذلك سيطرت على مرآب السورية للحبوب وأجبرت السائقين على العمل معهم تحت تهديد الاعتقال والخطف».


انطلاقاً مما تقدّم، فإنّ إدارة بايدن تحاول الظهور بصورة من يبدي المرونة ويطرق أبواب الحوار والدبلوماسية للانسحاب من الأزمات، لكنها في الحقيقة هي تسعى الى اعتماد دبلوماسية الخداع والتضليل والابتزاز المستندة إلى تعزيز وجود قواتها العسكرية لمحاولة اتنزاع مكاسب وتنازلات فشلت في تحقيقها عبر جيوشها الإرهابية الداعشية.. ولن تتوقف إدارة بايدن عن الاستمرار في مواصلة رهاناتها على تحقيق ذلك، إلا إذا ردعت ووصلت إلى طريق مسدود، وايقنت استحالة ذلك..

بقلم :حسن حردان

المصدر: اوقات الشام

0% ...

آخرالاخبار

مظلوم عبدي: اللامركزية أساس الحل السياسي في سوريا


كيم جونغ يأمر بتوسيع وتحديث إنتاج الصواريخ اعتبارا من 2026


مصادر فلسطينية: 10439 اعتداء من المستوطنين على البلدات الفلسطينية في عام 2025 فقط


سوريا.. تصعيد جديد للاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة


الدفاع الجوي الروسي يسقط 77 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق أراضي البلاد


تقرّ المؤسسة الأمنية بأن الشاباك والوحدة 504 والموساد لم يكن لديهم أي عميل استخباراتي مؤثر داخل قيادة حماس منذ نحو 20 عاما


طيران الاحتلال يطلق نيرانه بكثافة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة


طيران الاحتلال المروحي يطلق نيرانة على رفح جنوب قطاع غزة


الاحتلال يقوم بعمليات نسف بحي التفاح شرق مدينة غزة


قوات الاحتلال تداهم مسجدا وعددا من منازل الفلسطينيين شرقي نابلس


الأكثر مشاهدة

وزير خارجية ايران يهنئ بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح (ع)


مصادر لبنانية: طيران الاحتلال المسّير يستهدف مركبة في بلدة جناتا قضاء صور جنوب لبنان


وسائل إعلام إسرائيلية: المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أبلغ الوسطاء أن المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستبدأ الشهر المقبل


جيش الاحتلال يدّعي استهداف أحد قوات حزب الله في منطقة جناتا جنوبَ لبنان.


مصادر محلية سورية: تحليق مكثف لطيران استطلاع الإسرائيلي فوق منطقة وادي اليرموك غربي درعا والريف الأوسط والجنوبي من القنيطرة


الداخلية السورية: القبض على زعيم تنظيم داعش بدمشق في عملية أمنية بالتعاون مع التحالف الدولي


قوات الاحتلال تنسف مبانٍ سكنية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.


14 دولة غربية تحذّر الاحتلال من التمدد الاستيطاني بالضفة وتطالب بوقفه


قوات الاحتلال تطلق قنابل إنارة في أجواء شمال شرق مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.


وسائل إعلام لبنانية: مسيرة إسرائيلية تستهدف للمرة الثالثة بلدة حولا جنوبي البلاد


قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز بيت فوريك