في خضم جدلية القيم والمصالح.. هل يبقى قاتل خاشقجي دون عقاب؟!

في خضم جدلية القيم والمصالح.. هل يبقى قاتل خاشقجي دون عقاب؟!
الأحد ٢٨ فبراير ٢٠٢١ - ٠٣:٤٢ بتوقيت غرينتش

في خضم جدلية التوازن بين القيم والمصالح تبرز قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وتورط ولي العهد السعودي بهذه الجريمة وفقا للتقرير الذي رفعت السرية عنه مؤخرا.

العالم - كشكول

رغم ان الرئيس الأميركي الجديد اتخذ قرار رفع السرية عن التقرير الذي يثبت تورط محمد بن سلمان في هذه الجريمة الفظيعة إلا ان القررات والعقوبات التي عمد إليها بايدن إلى الآن لا تشمل ولي العهد السعودي وهذا ما اثار انتقادات واسعة لموقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

التقرير الذي رفعت عنه السرية كان واضحا في التأكيد على استحالة أن تتورط الحكومة أو أطراف فيها بعملية كتلك، دون إيعاز من ابن سلمان شخصيا وهذا في الحقيقة كان السبب في اثارة ردود فعل غاضبة على استثناء ابن سلمان شخصيا من الاستهداف الأمريكي، ولكن في الحقيقة فإن هذا برره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حين قال إن بلاده تريد تغييرا وليس قطيعة في العلاقات مع السعودية.

رغم ان الحديث عن التغيير مطاط حيث ان هذا التغيير يمكن ان يكون في تغيير او اخراج محمد بن سلمان من سدة الحكم، ولكن هذا ايضا ربما يكون مبالغ فيه بعض الشيء، وخصوصا ان الحديث الذي يدور بين المحللين المتابعين للشأن الاميركي والسعودي يرجحون أن يكون الحل للخروج من هذه الأزمة التي وقع فيها محمد بن سلمان عن المقايضات السياسية والمساومات من خلال استنذاف الأموال السعودية بطرق مباشرة او غير مباشرة تحت ذرائع ختلفة سواء كانت عن طريق صفقات الأسلحة او غيرها.

ولكن في الحقيقة فإن طريق مقايضات ومساومات أيضا ربما يحوي بعض الأسلاك الشائكة، وخصوصا أن بايدن بدأ يواجه عاصفة من النقد الإعلامي لقراره عدم فرض عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وخصوصا ان بايدن وعد بأن تكون حقوق الإنسان والمحاسبة على رأس أولوياته.

وفي النهاية فإن التحليلات والقراءات تكثر وتتعدد في هذا السياق ولكن الشيء الوحيد المشترك في كل هذه القراءات هي ان خسائر محمد بن سلمان ستكون كبيرة جدا وعلى كل الصعد.