عرب الردة و"إسرائيل"..  معاً لمنع "تشيع السوريين"!!

عرب الردة و
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١ - ٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الامريكية مقالا فتنويا صريحا، يقطر حقدا اعمى وعنصرية بغيظة، ومتخما بالاكاذيب والسموم الطائفية، ويعكس حجم الاحباط واليأس والإفلاس، الذي ينخر قلوب وصدور امريكا و"اسرئيل" وعرب الردة المتصهينيين، ازاء إنتصارات محور المقاومة في سورية، على اذرعهم الدموية من "دواعش" واخواتها، تحت عنوان :"إيران تحاول تحويل سوريا إلى التشيّع"!!.

العالم – كشكول

المقال كتبته أنشال فوهرا، مراسلة "فورين بوليسي" في بيروت، جاء بالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة، للعدوان الامريكي "الاسرائيلي" العربي الرجعي، على سورية كوجود، إلا ان حجم الاكاذيب الفجة التي إحتواه المقال، والنشر الواسع والمكثف له على منابر الفتن التابعة لهذا المحور ، مثل قنوات "الحرة" الامريكية ، و"العربية" و"الحدث" السعودية و "سكاي نيوز- عربي" الاماراتية، وباقي القنوات والمواقع والصحف والمجالات الممولة بدولارات نفط عرب الردة، يكشفت عن وجود خيبة أمل كبيرة يعيشها المحور الامريكي "الاسرائيلي" وعرب الردة، بعد هزيمة مخططهم في سورية.

كل المعلومات التي قدمها المقال مبنية على تحليل قائم على اكاذيب وزيف ومزاعم وادعاءات، فقط من اجل الانتقام لهزيمة "محور عرب الردة"، الذي يتحرك وفق الارادة الامريكية "الاسرائيلية". حيث تزعم الكاتبة، من دون ان تقدم دليلا واحدا، حتى ولو ضعيفا، على انه: "في السنوات الاخيرة وبعد انخفاض وتيرة المعارك ، عملت ايران على تشجيع السنة في سورية على التشيع، او تخفيف مواقفهم من منافسيهم السنة"!. و"ان ايران تستخدم الاموال وتقديم الرعاية الطبية للسنة المحتاجين في سورية من اجل ان يتشيعوا"!. وانها "اشترت عقارات لسوريين هربوا من مدنهم من اجل تغيير ديمغرافية الشعب السوري"!، ولما لم تجد الكاتبة اي دليل او وثيقة على ما تقول، اخذت تنقل عن شخص او شخصين مجهولين، على انهم تشيعوا بعد ان قدمت لهم ايران الدعم المالي"!، الامر الذي فضح زيف ادعاءات الكاتبة اكثر من ان يعضدها.

من "الممارسات الايرانية في سورية لتشييع السوريين"، كما يرى المقال، قيام "إيران بإعادة بناء المتنزه الذي دمره تنظيم الدولة ( هكذا يسمي المقال داعش)، وسمته "متنزه الأصدقاء"، ذلك أن النظام السوري يطلق على إيران بالدولة الصديقة. وفي كل أسبوع تقوم الميليشيات بتنظيم نشاطات في المتنزه حيث يتم إخبار الناس، الأطفال بخاصة عن أئمة الشيعة، وأن إيران هي القوة التقية التي تواجه إسرائيل والإمبريالية"!!.

كما "تكشف" الكاتبة، هي نفسها، عن دليل "دامغ"!! على سعي ايران "تشييع السوريين" ، عثرت عليه هي بنفسها حيث تقول انها:"في زيارة الى دمشق في آب/ أغسطس للمشاركة في المعرض التجاري، كانت معظم الأكشاك وعددها 31 هي إيرانية تعرض كل شيء من الطاقة إلى البسكويت والصابون. وبعد عامين، أُعلن عن إنشاء غرفة التجارة المشتركة السورية- الإيرانية، وفي الشهر الماضي زار وفد إيراني دمشق لزيادة بصمات إيران الاقتصادية في سوريا"!!.

فقرات طويلة من المقال، متخمة بهذه "الادلة الدمغة"!!، وبالعبارات الطائفية المقززة، ولا ندري كيف يمكن ان تسمح مجلة امريكية من المفترض انها معتبرة وتراعي الحد الادنى من الموضوعية، كمجلة "فورين بوليسي"، ان توافق على نشر مثل هذه الخزعبلات، الا انه على ما يبدو ان هزيمة امريكا واذنابها في سورية، جعل الامريكيين و"الاسرئيليين" اكثر "طائفية" من عرب الردة المتصهينيين.

في آخر المقال، ينكشف سر نشر مثل هذا المقال السخيف في المجلة الامريكية، حيث يقول المقال عن تجنيد:"ايران ميليشيات محلية سورية بذريعة حماية المزارات الشيعية ( وكأنها ليست اسلامية او انها لم تكن مهددة من التكفيريين الوهابيين)، ووطدت علاقتها مع الجهاز العسكري وبخاصة الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد( وكأن هذه الفرقة ليست تابعة للقوات المسلحة السورية). وبعد مرور عقد على الحرب الأهلية( مع انها ليست كذلك بل هي حرب كونية شنت على سورية من اجل اسرائيل)، باتت الجماعات التي تدعمها إيران تسيطر على ضواحي دمشق ( دون ذكر اي دليل) ، وتحرس البلدات الإستراتيجية على الحدود السورية- اللبنانية وهي حاضرة بأعداد كبيرة قرب الحدود السورية مع إسرائيل، ولديها عدة قواعد في حلب، وأقامت منذ هزيمة تنظيم الدولة عام 2018 عددا من المعسكرات قرب الحدود السورية- العراقية (وهنا يكمن بيت القصيد).

وجود فصائل محور المقاومة على الحدود السورية العراقية، والسورية الفلسطينية، هو كل ما يؤرق محور امريكا "اسرائيل" وعرب الردة، فهذا الوجود يعزز من قدرة البلدين، سورية والعراق، على التماسك وعلى الاندكاك في محور المقاومة، ضد محور امريكا "اسرائيل" عرب الردة و"داعش" واخواتها.

بات واضحا ان تهليل منابر النفاق والطائفية والفتنة، التابعة لعرب الردة المتصهينيين، لكل عدوان امريكي "اسرئيلي" على مواقع فصائل المقاومة في سورية، يتم تبرره على انه تهليل ل"الجهود التي تبذلها امريكا واسرائيل لمنع ايران من تشييع السنة السوريين"!!، وكأن ترامب وبايدن ونتنياهو وغانتس من احفاد السلف الصالح!!.

هذا الكلام الامريكي الصهيوني والعربي رديء ومكرر، فلطالما حاولت السعودية وأعوانها القول بأن ايران تحاول تحويل المقاومة الفلسطينية الى "التشيع"، كي يمحوا عن أنفسهم عار التطبيع مع الصهاينة ويغطوا على تخاذلهم عن دعم القضية الفلسطينية، لكن مشكلة "عرب الردة" المتآمرين على سوريا ليس الشيعة أو التشيع بل مشكلتهم مع أي أحد يدعو لتحرير فلسطين أيا كان دينهم أو عرقهم، فبوصلة التكفيريين عملاء الوهابية وامريكا واسرائيلي دائما كانت موجهة الى صدور المقاومين ولم توجه يوما الى فلسطين المحتلة أو تحرير مقدسات المسلمين المغتصبة، واسطوانة "مساعي التشيع" المشروخة أكل عليها الدهر وشرب.

اخيرا، كنا نتمنى على "كاذبة" المقال، ان تشير، ولو بإشارة، الى دور تركيا و "اسرائيل" و السعودية والامارات وقطر وفرنسا وبريطانيا، العصابات الوهابية التكفيرية الدموية، في المأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ عشر سنوات، منذ ان تحالفوا على هدم سورية من اجل سواد عيون "اسرائيل" والصهيونية العالمية، بدلا من الرقص، بهذه الطريقة الوقحة، على جراح الشعب السوري، التي مرّ عليها 10 سنوات، ومازالت تنزف.