أمريكا تقود مناورات في بحر العرب وخليج عمان.. لماذا؟

أمريكا تقود مناورات في بحر العرب وخليج عمان.. لماذا؟
الإثنين ٢٢ مارس ٢٠٢١ - ٠٤:٠٧ بتوقيت غرينتش

بدأت البحرية الأميركية يوم أمس الأحد مناورات بحرية كبيرة، في منطقة بحر العرب وخليج عمان.

العالم - کشکول

وتشارك فيها حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول"، والسفينة الهجومية البرمائية الأميركية "يو إس إس ماكين آيلاند"، إضافة إلى فرقاطتين بلجيكية ويابانية، وطائرات استطلاع ومقاتلات فرنسية وأميركية، تهدف لحماية الأمن البحري وحرية الملاحة، إضافة إلى التصدي للهجمات الجوية والبحرية وفي أعماق البحار وجميع الدول المشاركة في المناورات، ليست لديها اي حدود على بحر العرب ولا خليج عمان ولا الخليج الفارسي ولا البحر الاحمر، وأقرب هذه الدول تبعد الالاف الكيلومترات عن المنطقة.

لا نعتقد ان هذه الدول البعيدة، هي اكثر حرصا من دول المنطقة، على أمن هذه الممرات المائية، التي يعتمد امنها السياسي والاقتصادي، اعتمادا كليا على أمن هذه الممرات المائية، فإي حادث، امني مهما كان صغيرا، تتعرض له اي دولة من هذه الدول، او اي ناقلة نفط او سفينة حاويات، يؤثر سلبا على الاوضاع الاقتصادية والسياسية ، للمنطقة برمتها.

والتجربة التاريخية للمنطقة اثبتت، ان التواجد العسكري الاجنبي في المنطقة، لم يجلب الامن لها فحسب، بل كان ومازال من اكبر عوامل انعدام الامن فيها، خاصة في السنوات الاخيرة، لاسيما بعد ان تحولت امريكا الى منافس للدول المصدرة النفط في السوق العالمية.

حرية الملاحة والامن البحري في المنطقة، لم يتهددا يوما من قبل اي بلد من بلدان المنطقة، نظرة لمعرفة هذه الدول بحقيقة ان امنها هو امن واحد لا يتجزأ. وكل الحوادث الامنية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، اما كانت من صنع امريكا وبريطانيا وحلفائهما، كما شاهد العالم، كيف قامت امريكا حتى بالسطو على ناقلات نفط عالمية، بذريعة "انتهاكها" الحظر الامريكي الاحادي الجانب وغير الشرعي ضد ايران، وتبين فيما بعد انها تابعة لبعض حلفائها، كما حصل مع ناقلة النفط الاماراتية.

كما كان الحال مع ناقلة النفط الايرانية التي سطت عليها بريطانيا بأمر من امريكا في مضيق جبل طارق، او الهجمات الارهابية التي تعرضت لها ناقلات نفط ايرانية وغير ايرانية، في البحر المتوسط وبحر عمان ، والتي اكدت جميع الشواهد وقوف "اسرائيل" وامريكا ورائها من اجل منع ايران من تصدير نفطها، وخلق حالة من انعدام الامن، من اجل تمهد الارضية لزيادة حجم التواجد الاجنبي في المنطقة، وبالتالي حلب المزيد من دولها.

ولا يمكن الوقوف في وجه الجشع الامريكي الغربي والعدوانية "الاسرائيلية"، والدفاع عن امن المنطقة وممراتها المائية وسلامة الملاحة فيها، الا من خلال بلورة رؤية مشتركة بين دول المنطقة، مبنية على حقيقة ان التواجد الاجنبي مزعزع للأمن والاستقرار، وان الامن لا يستورد ولا يتحقق الى عبر تعاون دول المنطقة.

وكانت ايران قد جسدت هذه الرؤية من خلال تقديمها مبادرة "هرمز للسلام" أو "الأمل"، بهدف الارتقاء بالسلام والتقدم والرخاء لكل الشعوب المستفيدة من مضيق هرمز، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة. فإلتجربة التاريخية ثبتت ان لا امن للمنطقة ودولها، في حال تعرض أمن اي بلد من بلدانها للخطر او التهديد.