لماذا يستعجل غروسي "موت" الإتفاق النووي؟

لماذا يستعجل غروسي
الأربعاء ٢٤ مارس ٢٠٢١ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

الخبر و إعرابه

العالم - الخبر واعرابه

الخبر:

تحدث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في مقابلة مع صحيفة "الباييس" الاسبانية، عن "موت الاتفاق النووي"، بسبب ما اسماه بـ"تجاوز طهران نسبة التخصيب"، وهو وما يستدعي ، من وجهة نظر غروسي، ، التوصل الى اتفاق نووي جديد!!.

إعرابه:

-اولا وقبل كل شيء، من الذي منح غروسي صلاحية "نعي" الاتفاق النووي؟ وهل يحق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يرأسها غروسي، الاعلان عن موت اتفاق او ولادة اتفاق، أم ان دورها في الاتفاق دور تقني، محصور في القضايا الفنية فقط؟.

-تصريحات غروسي، عن الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1، كانت عبارة عن صدى لتصريحات وزير الخارجية الامريكي السابق مايك بومبيو، بل انه بزّ بومبيو بقوله ان الاتفاق قد "مات". وهو نعي كان ترامب وبومبيو، ينتظرانه على أحر من الجمر. وان نتنياهو وابن سلمان نصبا سرادق العزاء، حتى قبل اعلان غروسي الاخير.

-ما قاله غروسي في المقابلة، لا ينحصر باعلان "الموت" فقط، بل قال ايضا: ان الوكالة “لا تقبل استخدام إيران لقضية تفتيش المنشآت النووية كورقة ضغط"، و "أن طهران أنتجت ما يمكن أن يعتبر الحد الأدنى من المواد اللازمة لإنتاج سلاح نووي" ، الا انه استدرك قائلا ، "أنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من المواد، لبناء القنبلة"، وهو ما يؤكد ان الرجل تجرد من مسؤوليته كمدير لمنظمة دولية محايدة، وتسلح بالخطاب الامريكي الاسرائيلي وبأدق تفاصيله.

-غروسي يعرف، اكثر من غيره، ان الطرف الوحيد الذي التزم بالاتفاق النووي، رغم انسحاب امريكا منه وتنصل اوروبا من التزاماتها، هو ايران وبشهادة 15 تقريرا امميا. واستمر التزام ايران بالاتفاق اكثر من عام، بعد انسحاب امريكا وتواطؤ اوروبا. ومن اجل منع امريكا من قتل الاتفاق، وكذلك منع اوروبا من دفنه، لجأت ايران الى تقليص التزاماتها بالاتفاق تدريجيا، مانحة بذلك امريكا واوروبا، فرصة للندم على ما اقترفوه بحق الاتفاق .

-ايران هي الطرف الوحيد، وغروسي هذا يعلم، الذي مازال يضخ الاوكسجين في جسد الاتفاق النووي، ليواصل الحياة، على الرغم من الضغط الامريكي والاوروبي المستمر، لقطع جريان الاوكسجين، عن جسد الاتفاق، من خلال النفاق السياسي ولعبة تقاسم الادوار، التي بدات امريكا بايدن وفرنسا والمانيا وبريطانيا، تمارسها ضد ايران، والتي يبدو ان غروسي دخل فيها وبإندفاع فاق اندفاع ، ترامب وبومبيو وحتى بولتون.

-اخيرا غروسي يعلم اكثر من غيره، انه بالامكان احياء الاتفاق النووي، بمجرد رفع الحظر الامريكي الارهابي والبلطجي عن ايران، وهذا ما اكده رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية والرئيس الايراني وقائد الثورة الاسلامية، ولا حاجة لاتفاق جديد يتم التفاوض عليه لعقد او عقدين من الزمن، لذلك نتمنى على غروسي، ان يتجرأ، كما يتجرأ على ايران، بعيدا عن اي منطق وانصاف، على امريكا ويحملها مسؤولية ما وصل اليه الاتفاق النووي، وعلى اوروبا ويذكرها بتواطئها المخزي مع امريكا، حتى يبعد عن نفسه "التهم" التي عادة ما تتهم بها شعوب العالم، رؤوساء ومدراء، المنظمات الدولية، الذين لا يتبوأون مناصبهم الا بتزكية امريكية.