فتح الموحدة وحماس المنتصرة 

فتح الموحدة وحماس المنتصرة 
الخميس ٠١ أبريل ٢٠٢١ - ٠٣:١٣ بتوقيت غرينتش

رفعت الاقلام وجفت الصحف واذا جفت الصحف على القارىء ان يدقق فيما كتبته الاقلام وان يقرأ السطور وما بين السطور لأن السطور قد تبدي له عكس ما تخفي المعاني التي بين السطور، ليست أحجية وانما هي محاولة لقراءة الساعات الاخيرة قبل اغلاق لجنة الانتخابات ابواب الترشح

العالم - قضية اليوم

وبعد الاغلاق ، حركة فتح التنظيم الاكبر في الاراضي الفلسطينية حاولت حتى الدقائق الاخيرة ان تخوض الانتخابات التشريعية موحدة في مواجهة حركة حماس التي بدت عند تقديم قائمتها للانتخابات متماسكة وتحافظ كالعادة على مظهرها الموحد ، حركة فتح عملت حتى الدقيقة الاخيرة على ان تمنع مروان البرغوثي من الترشح بعيدا عنها وقدمت له كل شيء لكن البرغوثي وجد ان الابتعاد عن حركته هو الاسلم له للمرحلة المقبلة ، وعليه فالرجل لم يترشح وانما اعلن عن تشكيل قائمة تراسها زوجته والقيادي المفصول من حركة فتح ناصر القدوة وتضم عددا من الشخصيات الفتحاوية وغير الفتحاوية في محاولة للتميز عن قائمة فتح ، وكما يبدو فإن المحيطين بالرئيس عباس وعلى رأسهم الفريق جبريل الرجوب -الذي سيلعب في الاشهر المقبلة الدور الاكبر في صياغة المشهد السياسي الفلسطيني - اقنعوه ان قائمة دون البرغوثي لا يعني انها ستهزم وانما تستطيع ان تحقق نصرا على من وصفهم الرجوب بالمرتدين ، المعركة الحقيقية كما يرى البعض لن تكون بين حركة حماس وفتح وانما بين فتح وذاتها ، فمن اليمين محمد دحلان وقائمة ستنافس فتح بقوة على اصوات قطاع غزة الذي يعاني من تجاهل حقيقي استمر لأكثر من خمسة عشر عاما من السلطة التي تديرها فتح ، وعن اليسار كتلة البرغوثي القدوه التي ستحاول أن تقنع الناخب الفتحاوي بانها البديل لسنوات من الفساد والرشوة والمحسوبية التي انهكت المجتمع الفلسطيني بالاضافة الى أنها ستسعى الى اصوات غير الراضين عما انتجته اللجنة المركزية على مدار الاعوام الماضية ، ومن الامام حركة حماس بقوتها ورصانة قواعدها واستطاعتها كسب الشارع عبر شعار المقاومة الذي ترفعه في مواجهة شعارات التسوية والبحث عن الحلول السياسية ، اذا ما عسى فتح المشتتة ان تفعل في هذا البحر المتلاطم الامواج وهي لا تكاد ترى طرف اصبعها ؟ الحقيقة ان فتح اللجنة المركزية مازال بيدها اوراق كثيرة ستلقيها في مواجهة قائمتي الدحلان والبرغوثي ، واهم هذه الاوراق ورقة السلطة التي مازالت في يدها ومعلوم ان من يملك السلطة في الانتخابات يملك مفاتيح ستتحرك لتفتح له ابوابا غير موجودة بين يد من هم خارح السلطة وعليه فانا ساكون مخالفا للكثيرين واعتقد ان قائمة حركة فتح المركزية ستتغلب على قائمتي البرغوثي ودحلان لكنها لن تتغلب على حركة حماس وستعود حركة حماس الى الانتصار من جديد كما حدث في العام ٢٠٠٦ ، لكن الفارق ان حماس سيكون انتصارها فقط في عدد المقاعد وليس في السيطرة على المجلس التشريعي المقبل ، فحركة فتح المشتتة اليوم تحت قبة البرلمان ستتوحد في مواجهة الخصم الابرز وهو حركة حماس ، وحين تشتد الخطوب وتقترب من الحسم ستجد ان المتناقضين في داخل فتح سيعودون الى بعضهم البعض وسيتوحدون لكي يقتسموا المغنم ، لان عدم التوحد يعني خسران كل شيء وانهيار منظومة كاملة يعمل البرغوثي ودحلان والرجوب على بقاءها قائمة حتى ولو كانت ضعيفة ولا تملك كافة المغريات ، اذا حماس ستنتصر لانها موحدة ولكنها ستتواجه تحت قبة البرلمان مع فتح الموحدة .

فارس الصرفندي