ما قصة 'الاجتياح الإسرائيلي' لتدمير مواقع 'حساسة' داخل سوريا؟!

ما قصة 'الاجتياح الإسرائيلي' لتدمير مواقع 'حساسة' داخل سوريا؟!
الثلاثاء ٠٦ أبريل ٢٠٢١ - ٠٤:٢٨ بتوقيت غرينتش

مسرحية جديدة تعرضها وسائل اعلام الكيان الاسرائيلي، في محاولة للتستر على مآزق اخرى يعيشها الكيان، لكن مفعولها لم يتعدَّى الخيبات التي تلاحق رئيس وزراء العدو واركان حربه العسكرية والنفسية، ولا تترك لهم الا خيار الاعتراف بمزيد من السقوط، حيث كشف جيش العدو النقاب عن ما اسماه بـ" عملية خاصة في منطقة الجولان السوري في شهر تموز/يوليو الماضي. وقالت صحيفة اسرائيل اليوم العبرية، في تقرير سُمح بنشره، إن الجيش "الإسرائيلي" دمر خلال العملية الخاصة موقعا للجيش السوري يستخدمه  حزب الله. وأضافت، الصحيفة أن قوة من الجيش الإسرائيلي تسللت سراً إلى داخل الموقع وفجرته بشكل كامل." 

العالم - ايران
مزاعم جديدة يطلقها الكيان، ضمن تكتيكه المتبع في مواجهة الأزمات، وهي تعويم انجازات ولو كانت وهمية، في حرب يطلق عليها الخبراء النفسيين الحرب الصامتة، حيث تفعّل اجهزة استخبارات العدو أدواتها الامنية والسياسية والاقتصادية، عبر وسائل الاعلام والدعاية، لتغير مسارات داخلية، واخفاء تغيرات لديها عن اعين الجميع. وتأتي هذه المزاعم ضمن موجة الدعاية التي تهدف الى اظهار قدرة العدو، وهي مرحلة ضمن حرب نفسية تسبق فكرة الامكانية الفعلية لاي عملية، وفيها يتم الحديث عن تمجيد الانجازات، وبالذات منها الامنية العسكرية، بما يشكل صدى ايجابي لدى الجمهور المنهار اصلا من تراكم الفشل في كيان العدو، بالذات في سوريا، وترسيخ قناعة لدى المتلقي عن قدرة الاستخبارات في الكيان والتي تعمل بطريقة دنكشوتية. فالقضية اذا "لا عملية سرية ولا يحزنون"، بل تتمحور كون بنيامين نتنياهو المحاصر داخليا يحاول الهروب من مأزقه عبر عملية مزعومة عند السلك الفاصل بين الجولان المحتل والقنيطرة المحررة في جنوب سوريا،. ولأن القاعدة تقول إن "البينة على من ادعى" فأين الأدلة التي تثبت الرواية الإسرائيلية، وهنا يبرز دور الصمت الاعلامي المدوي للكيان، والذي يؤكد ان ما نشر هو فقط لرفع معنويات جيش الكيان المنهارة، والهلع المرافق للسياسيات جراء تنامي قدرات محور المقاومة، وحزب الله بالتحديد.
تظهر الوقائع التي نشرت قبل ايام من هذا الخبر، وبالتحديد ما كتبه "رون بن يشاي" خبير عسكري إسرائيلي في مقال له بـ "صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية"، ان الفشل الكبير للكيان الاسرائيلي في سوريا، هي احد الاسباب التي دفعت الكيان للتغطية على المعلومات، عبر الاشاعات والدعاية، حيث ذكر بن يشاي في مقاله ان" الاستراتيجية "الإسرائيلية" تجاه سوريا كانت واضحة، لكنها فشلت في تحقيق كل أهدافها التي رسمت"، هذا بالطبع ترافق مع انهيار واضح في معنويات وحدات المشاة تحديدا في جيش الكيان، الامر الذي دفع القادة العسكريين في الكيان الى اختبار الجاهزية التشغيلية لـ 27 كتيبة برية، بقيادة رئيس الأركان أفيف كوخاف، و14 جنرالا وكبار المسؤولين، تفتيشا واسع النطاق، شمل 27 كتبة برية، بهدف مراجعة ورؤية جاهزيتها لتنفيذ خطة تعزيز التفوق العملياتي على الأرض، وجاء قرار إجراء التفتيش بحسب صحيفة معاريف العبرية، " بعد نحو عام من اكتشاف ثغرات في معظم كتائب الجيش، والنقص العددي في عشرات المقاتلين" ، هذه الثغرات التي تحدثت عنها الصحيفة، جزء منها نفسي، بسبب الفشل الكبير والرعب الذي يعيشه كيان الاحتلال امام قدرات محور المقاومة، والفشل في سوريا ولبنان، ما يعني ان اشاعة هذه الاخبار هو جزء من منظومة الحرب النفسية التي تسعى الى ترميم الشرخ النفسي الكبير والثغرات لدى وحدات المشاة في جيش العدو. بعد ان تكرر الحديث كثيرا على لسان المسؤولين في كيان العدو، ان الكيان مردوع امام قدرات محور المقاومة، وهذا يرد ايضا عبر التبرير الدائم لقادة الكيان ان ما يجري هو خسارة معركة في حرب. كل ذلك ترافق مع الكثير من المعلومات ومنها تقارير اسرائيلية تحدثت إن غالبية المستوطنيين فقدوا ثقتهم بقدرة جيش الاحتلال على حسم أي حرب في المستقبل لصالحه حسب دراسة نشرها مؤخرا موقع ماكور ريشون العبري، بالتزامن مع تقارير في إعلام العدو ومعاهد أبحاثه تعترف بانهيار مقولة الردع ونجاح حزب الله في تثبيت معادلة الردع والرعب مع الكيان الاسرائيلي، واكد هذه الدراسات ما يسمى قائد جبهة ايران في جيش الاحتلال الذي اعترف مؤخرا بعدم إمكانية توجيه ما أسماها ضربة وقائية لحزب الله بسبب الخوف من التورط في حرب شاملة ستكون ساحتها الرئيسية الجبهة الداخلية في الكيان التي ستتكبد خسائر فادحة لا تستطيع تحملها،
هذا الكلام جاء بناءا على اعترافات في كيان العدو بأن صواريخ محور المقاومة قادرة على ضرب أي نقطة داخل الكيان وبضمنها مواقع استراتيجية مثل محطات الطاقة والقواعد العسكرية بما فيها المطارات ما سيؤدي الى شل الكيان من الداخل.
ذلك كله يضاف الى المأزق السياسي لبنيامين نتنياهو، امام الفشل في تشكيل الحكومة، والمحاكمة له بتهم الفساد، تكاد تكون واحدة من سمات الواقع السياسي في الكيان الاسرائيلي، الذي بدا على احزابه التشظي، والامر هناك لا يتعلق بشرائح جديدة من السياسيين ستطلع عملية تيارات سياسية مختلفة، بل هو جزء من الحرب ضمن المصالح الشخصية، ما يخلط الاوراق كثيرا في داخل الكيان، ويطلق ازامات سياسية، يلجأ احيانا قادة الكيان ومنهم نتنياهو، الى اشاعة تلك الاخبار، بهدف افهام الشارع في الكيان، ان حكومة نتنياهو مازالت تحقق انجازات، ولو كانت وهمية.

* حسام زيدان