هل سيُعجل الهجوم على نطنز بعودة أمريكا الى الإتفاق النووي؟

هل سيُعجل الهجوم على نطنز بعودة أمريكا الى الإتفاق النووي؟
الإثنين ١٢ أبريل ٢٠٢١ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش

قبل التوقيع على الاتفاق النووي، وتحديدا في اواخر عام 2013 ، رد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، على منتقديه من اليمين الامريكي المتصهين ومن "الاسرائيليين" والسعوديين، لسعيه إبرام تفاق نووي مع ايران، قائلا ، انه من غير الممكن التوصل إلى اتفاق مثالي من شأنه أن يفكك كامل البرنامج النووي الإيراني، لأنه أمر غير واقعي وغير ممكن .. وان السداسية (مجموعة 5+1) لا يمكنها إيجاد خيار يجعل إيران تفكك حتى آخر مسمار من برنامجها النووي، وتبني إمكانية عدم لجوئها إلى أي برنامج نووي والتخلص هكذا من كل قدراتها العسكرية.

العالم كشكول

"الاتفاق المثالي" الذي اشار اليه اوباما، والذي عجزت امريكا والقوى الكبرى الخمس الاخرى، فرضه على ايران، يعني تفكيك البرنامج النووي الايراني حتى اخر مسمار فيه، وتجريد ايران من اسلحتها التقليدية، وهو اعتراف صريح من زعيم دولة ، تزعم انها "الاعظم" في العالم، من انه ليس من الصعب فحسب بل من المستحيل، حرمان ايران من التقنية النووية، فهذه التقنية، باتت طوع بنان الايرانيين، ولا يمكن فصلها عنهم، فهي وليدة عقول الالاف من العلماء الايرانيين، ومن المستحيل نزع هذا العلم من عقول الايرانيين.

هذه الحقيقة هي التي دفعت اوباما للتوقيع على الاتفاق النووي، ودفعت ايضا القوى الخمس الكبرى، بريطانيا وفرنسا المانيا وروسيا والصين، للتوقيع على الاتفاق، لمعرفتهم ان جميع الخيارات الاخرى، لن تنجح في حرمان ايران من التقنية النووية فحسب بل ستزيد من اصرارها على التمسك بحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي، وبسرعة اكبر وبوسائل اكثر تطورا.

هذه الحقيقة، غابت، او تم تغييبها، فقط عن اليمين الامريكي المتصهين و"الاسرائليين" والسعوديين، بسبب الغل والحقد والضغينة، التي تستعر في قلوبهم وعقولهم، ضد ايران، فأعمتهم وجعلتهم لا يرون ما راه عقلاؤهم، فإنسحب المعتوه ترامب من الاتفاق النووي وفرض حظرا غير مسبوق على ايران، وصفق له نتنيااهو وابن سلمان وباقي شلة العنصريين والمتطرفين في امريكا وخارجها، وبعد ثلاث سنوات من "احتفالهم"، بدات الصحافة والنخب الامريكية، تعلن جهارا نهارا انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وكذلك اعلنت فشل سياسة "الضغوط القصوى" لانها جعلت عجلة التقنية النووية الايرانية تدور اسرع مما كانت.

اليوم وبعد محاولات الدولة العميقة في امريكا لتصحيح الخطأ القاتل المتمثل بالانسحاب من الاتفاق النووي، والتفكير بالعودة اليه، وهي عودة غير ميسرة الا باالغاء الحظر الامريكي جملة وتفصلا عن الشعب الايراني، بدأت ذات العصابة اليمينية العنصرية المتطرفة، بإستخدام اساليبها البالية، ضد ايران، كالهجوم على السفن الايرانية، والتعرض للمنشآت النووية الايرانية، بالتزامن مع بدء المناقشات النووية بين ايران ومجموعة 4+1 بهدف الغاء الحظر الامريكي عن ايران.

آخر الممارسات البائسة واليائسة للفاشل نتنياهو، هو الهجوم الالكتروني على منشاة نطنز في اصفهان، والذي استهدف شبكة توزيع الكهرباء فيها، وبدأ الاعلام "الاسرائيلي" بالحديث عن "انجاز" الموساد "الكبير" وانه تم تاخير العمل في المنشأة لعدة شهور، بينما الحقيقة وكما اعلن عنها المسؤولون الايرانيون، ان الهجوم اضرّ ببعض اجهزة الطرد المركزي القديمة من طراز "اي ار 1"، والتي سيتم استبدالها بأجهزة طرد مركزي اكثر تطورا وسرعة.

من المؤكد ان الجريمة الارهابية النووية لنتنياهو ستُضعف موقف رفاقه الامريكيين في المناقشات الدائرة في فيينا والرامية لالغاء الحظر الامريكي عن ايران، بل ان جريمته الغبية، ستعجل من الغاء الحظر الامريكي وعودة امريكا الى الاتفاق النووي، ناهيك عن الرد الايراني القادم لا محالة ، والتي ستلطم فيه ايران وجه نتنياهو قبل ان يحلم بتشكيل حكومة من اليمين المتطرف.

من الواضح ان نتنياهو، يعلم جيدا انه ومن خلال هذه الممارسات والسلوكيات الارهابية والاجرامية، لن يؤثر قيد انملة لا في البرنامج النووي الايراني، ولا في الحركة العلمية لايران، ولا في اندفاعة الايرانيين نحو تحقيق المزيد من الانجازات العلمية النووية وغير النووية، فالقافلة قد انطلقت ولن تتوقف، الا انه يسعى من خلال هذا الجنون للانتقام من الشعب الإيراني، الذي نجح بصموده وصبره، على اجبار "القوة التي تدعي انها الاكبر في العالم"، لاستجداء ولو لقاء مع اصغر مسؤول ايراني، لمناقشة كيفية رفع الحظر والعودة الى الاتفاق النووي، وهو الاتفاق الذي سيبقى ينغص حياة نتنياهو وابن سلمان، وكل الحاقدين على الجمهورية الاسلامية في ايران.