للمرة الألف.. السعودية تخذل باكستان

للمرة الألف.. السعودية تخذل باكستان
الإثنين ١٩ أبريل ٢٠٢١ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

اتفقت كلٍ من السعودية وباكستان على علاقات ظاهرها ثابت وبعيد المدى ويفيد منها الجانبان، لكن عادةً ما يشوب هذه العلاقات الفتور.

العالمكشكول

في الجديد، استدعت باكستان عددا من دبلوماسييها من السعودية، بسبب شكاوى الباكستانيين المغتربين هناك.

تقول اسلام آباد ان الرياض قامت بترحيل عدد كبير من العمال الباكستانيين بشكل أحادي خلال العامين الماضيين ما أدى الى توتر بين البلدين في هذا الملف الإنساني.

توتر العلاقات بين الرياض واسلام آباد هو سؤال قديم متجدد عن مقدرة الجانب السعودي على نسج تحالفات متينة والصمود الى جانب حلفائه في لحظات الحقيقة.

باكستان الوجه الإسلامي القوي في جنوب آسيا المتعثر ماليا، المحتاج للدعم، لديه قرابة مليوني مواطن يعملون داخل الأراضي السعودية، تقدر تحويلاتهم من العملات الأجنبية بنحو 4.5 مليار دولار سنويا.

وفي الجانب الآخر، السعودية مع سياسة يُنظر اليها بأنها تفتقر لرؤية إستراتيجية واضحة، بدأً بملف حقوق الإنسان ومروراً بشنها حرب على اليمن والتي أوقعت باكستان في مستنقعها حين وجدت الأخيرة نفسها مدرجة في حلف تقول انها لم تبلغ به، بالرغم من التقريب السياسي بموقف يؤكد الدفاع عن السعودية وسلامة ووحدة أراضيها.

وفي واحدة من أبرز أشكال التوتر بين البلدين هو ضغط السعودية العام الماضي، على باكستان لإرجاع قرض ميسر سبق أن قدمته الرياض، في وقت يعد من غير المعتاد على السعودية أن تلح في استرداد قروضها، خصوصا للدول التي تربطها بها صداقات تاريخية.

وكان القرض جزءا من حزمة إنقاذ بقيمة 6.2 مليارات دولار، أعلنت عنها الرياض في أكتوبر/تشرين الأول 2018. وتضمن هذا القرض، وتسهيلات ائتمانية للحصول على إمدادات نفطية.

السعودية ورغم بعض التوترات هي أكبر مصدر للنفط لباكستان، وأنها سوق رئيسي للمنتجات الباكستانية، كما يوثق العلاقات بين الجانبين تعاون عسكري، نظراً لإعتبار باكستان، أحد أقوى الجيوش في العالم، وتعد دولة نووية مسلمة.

في المحصلة، لقد ظهر جلياً ان الرياض لا تعامل اسلام آباد بمنطق الإحترام وان الوشائج التاريخية بين البلدين لم تكن بثقل سياسي موازيٍ.