الأمير حمزة بدون صور أو أخبار: مقامرة أم مغامرة ؟

الأمير حمزة بدون صور أو أخبار: مقامرة أم مغامرة ؟
الثلاثاء ٢٧ أبريل ٢٠٢١ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

فسرت الحكومة الاردنية استثناء اثنين من كبار المتهمين في مخطط الفتنة الاخير من سياسة الصفح الهاشمي التي اعلن عنها مؤخرا بالإشارة الى ان المركز القانوني لأفعال من لم يخلى سبيلهم متباين تماما مع المركز القانوني للمخالفات التي ارتكبها 16 مواطنا من المغرر بهم .

العالم - الأردن

واشار رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة شخصيا لهذا الامر على هامش لقاء مغلق قبل عدة ايام مع نخبة من ممثلي الاعلام المحلي معتبرا بان سلطات النيابة والقضاء هي المعنية بوزن الوقائع والبينات وبتكييف الاتهامات مشيرا لان طبيعة المخالفات القانونية تختلف من ظنين لآخر فمن غرر به او تم استغلاله يختلف عن من قدم مساهمة كبيرة في التحريض ضد دستور المملكة .

وقررت النيابة الخميس الماضي الافراج عن 16 متهما في قضية الفتنة .

لكن اخلاء سبيل المتهمين استثنى كل من الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الاسبق باسم عوض الله وعبر المحامون عن الاثنين عن قلقهم مما اذا كان هذا الاستثناء بمثابة حكم مسبق كما صرح محامي بن زيد علاء الخصاونة فيما لم يصدر تعليق عن محامي عوض الله محمد العفيف وهو قاض سابق في محكمة امن الدولة وخبير بملفاتها .

نشطت لرئاسة الوزراء في الاردن بعد لقاء القصر الملكي مع شخصيات وطنية الخميس الماضي في التأكيد على المفاصل الاهم من سيناريو مخطط الفتنة وبصورة تبرز وجهة نظر حكومة الخصاونة في المسالة .

وفي لقاءات مع الاعلاميين لم تخصص كلها للنشر قدمت الحكومة بعض المعطيات الجديدة عن عمليات التحريض التي شملت ايضا ولي العهد السابق الامير حمزة بن الحسين والذي وصف سلوكه في هذه القضية في دار رئاسة الوزراء بانه اقرب الى “مغامرة ومقامرة ” بالمسار الدستوري للدولة .

وثمة معلومات ترددت على هامش لقاءات رئيس الوزراء ووزير الاعلام صخر دودين مع اعلاميين وسياسيين في سياق مخطط الفتنة المشار اليه ومن اهمها الاشارة لمحاولات التشبيك عبر المتهم بن زيد مع قوى الحراك الشعبي والجزء المتطرف حصريا منها خصوصا قبل الدعوة لاعتصامات 24 اذار الماضي وبعد حادثة نقص الاكسجين في مستشفى السلط الحكومي والتي انتهت بسخط شعبي ووفاة 7 مواطنين .

وفقا للافصاحات الحكومية هنا الحديث عن برمجة اتصالات مع الجزء المتشدد جدا من نشطاء حراك الشارع وليس مع الجزء الذي يتذمر من الوضع الاقتصادي او يطالب بالإصلاح .

وفي المعطيات ايضا محاولات اتصال بسفارات اجنبية بهدف تسويق مغامرة الامير ودور اساسي لبن زيد ومساهمة فعالة من عوض الله في التحريض وصلت الى مشاركة في صياغة تغريدات الكترونية خلافا لإقرار المتهمين واعترافاتهم .

واضح ان الحكومة على الاقل مهتمة جدا بمتابعة موقفها من مسار الاحداث والبقاء في حالة تأشير على دور الامير في التحريض والطموحات والاوهام ،الامر الذي عاد بعد مشاورات رئيس الوزراء الى التحدث عنه الناطق باسم الحكومة الوزير صخر دودين والذي ظهر امس الاول في تصريحات لمحطة سي ان ان الامريكية تحدث فيها عن ادارة سياسية لبلاده في زوايا حرجة واعاد التذكير بدور رفض القيادة الاردنية لـ"صفقة القرن" في سعي بعض الاطراف لإثارة الصخب والقلاقل في المجتمع الاردني قبل التحرك الامني لوأد الفتنة .

دودين تحدث ايضا قائلا بان اخطر ما في الفتنة كان التخطيط للانقلاب على الدستور .

كل تلك المعطيات عبر الحكومة تحديدا تظهر الاجتهاد في عمق مؤسسة الحكومة على الاقل للبقاء في حالة سرد للرواية الرسمية فيما لم تتقدم القضية التي تابعها النيابة العسكرية بعد باي اتجاه بخصوص المتهمين عوض الله وبن زيد بعد المبادرة الملكية بإخلاء سبيل 16 شخصيا من ابناء المكونات والعشائر في خطوة فسرت على انها محاولة احتواء للجدل الشعبي .

اختفت اخبار وصور الامير حمزة تماما منذ اكثر من اسبوعين ووالدته الملكة نور الحسين تصر على نشر تغريدات تطالب بحريته رغم ان دودين اعاد التأكيد على ان الامير في منزله وبرعاية الملك ووسط اهله وعائلته .

*راي اليوم