مأساة أسرة المعتقل المصري الشويخ: إخفاء قسري للأب وقضية للأم

مأساة أسرة المعتقل المصري الشويخ: إخفاء قسري للأب وقضية للأم
الأحد ٠٢ مايو ٢٠٢١ - ١١:٥٤ بتوقيت غرينتش

رغم أنّ سلطات الأمن المصرية أطلقت سراح سلسبيل الشويخ، شقيقة المواطن المصري المعتقل في سجن المنيا شديد الحراسة، عبد الرحمن الشويخ، بعد 4 أيام من القبض عليها هي وأسرتها بالكامل من منزلهم، لا يزال والد عبد الرحمن الشويخ قيد الاختفاء القسري، ووالدته أدرجت على ذمة قضية بتهمة "نشر أخبار كاذبة".

العالم- مصر

مأساة مركبة متكاملة، عاقبت بها السلطات المصرية، الأسرة بالكامل، بعد نشر رسالة ابنهم عبد الرحمن الشويخ، التي حكى فيها عن انتهاكات جنسية وجسدية تعرّض لها في السجن.

وأكّد عمر الشويخ، شقيق عبد الرحمن، الذي لم يكن في منزل والده لحظة اقتحامه والقبض على الأسرة بالكامل، أنّ والده ما زال رهن الاختفاء القسري، ودعا من خلال حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، إلى إنقاذ أسرته، بالتدوين على وسم: #انقذوا_أسرة_عبدالرحمن_الشويخ و#save_abdulrahaman_life".

وكتب عمر الشويخ: "أيوه سلسبيل خرجت لكن مشوارنا لسه مخلصش! لسه بابا لليوم الرابع مختفي قسرياً ومنعرفش مكانه ومنعرفش بيحصل معاه إيه؟! بابا 65 سنة مريض قلب وڤيروس سي. اتكلموا عنه وانشروا علشان يظهر. خروج سلسبيل مش معناه إننا نوقف ضغط وكلام ونشر! #جمال_الشويخ_فين؟! #انقذوا_أسرة_عبدالرحمن_الشويخ".

وكان قد جاء في آخر منشوراته: "إنني أؤمن بحقي في الحرية وحق بلادي في الحياة.. وهذا الإيمان أقوى من أي سلاح، أقوى من التخويف والتنكيل لمجرد المطالبة بالحق! أقوى من الإخفاء والاعتقال والتعذيب! دا حقي وبطلبه وبتكلم عنه وبواجه وأسرتي من أجله أهوال الجميع يعرفها فمن غير الطبيعي أبداً إنك تيجي تقولي مكنش ينفع تطالب بحقك ومكنش ينفع تتكلم!! أنا بطلب "حقي" وبطلبه بعزة وراسي مرفوع. #انقذوا_أسرة_عبدالرحمن_الشويخ #جمال_الشويخ_فين".

أما والدة عبد الرحمن الشويخ، السيدة هدى عبد الحميد محمد أحمد، ( 55 عاماً - ربة منزل)، فقد ظهرت يوم 27 إبريل/ نيسان الماضي، وحُقِّق معها أمام نيابة أمن الدولة على ذمة القضية 900 لسنة 2021، حصر أمن دولة عليا بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وإذاعتها.

واستكملت النيابة، الأربعاء 28 إبريل/ نيسان 2021، التحقيقات معها، حيث فضّت الأحراز الموجودة في القضية، وهي عبارة عن صور من حسابها على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، حول كتابتها وفيديو نشرته عن نجلها وما يتعرّض له من انتهاكات، وقرّرت النيابة حبسها خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيقات.

كان قد أُلقي القبض على هدى عبد الحميد، الواحدة صباحاً يوم 27 إبريل/ نيسان 2021 من منزلها بمنطقة 15 مايو حلوان في محافظة القاهرة، مع زوجها وابنتها، واصطُحِبوا جميعاً إلى مقر الأمن الوطني فى المعصرة في منطقة حلوان، وذلك على إثر نشرها فيديوهات تتحدث فيها عن انتهاكات مورست ضدّ نجلها عبد الرحمن جمال متولي الشويخ، المحبوس في سجن المنيا شديد الحراسة، منذ دخوله السجن. من بين هذه الانتهاكات، تعرّضه للتعذيب والاعتداء الجنسي، وهي الانتهاكات التي تقدمت بخصوصها بشكوى إلى نيابة المنيا الجزئية ضدّ إدارة سجن المنيا، المتورطين في تعذيب نجلها. الجدير بالذكر أنه حُقِّق معها داخل مقر جهاز الأمن الوطني عن الحملة الإلكترونية التي أطلقتها على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بوقف الانتهاكات التي يتعرّض لها نجلها داخل سجن المنيا.

وبعد حوالى 24 ساعة من رسالة مسجّلة لوالدة السجين المصري، عبد الرحمن الشويخ، تطالب فيها بإنقاذ حياة ابنها من التعذيب والانتهاك الجنسي في سجن المنيا شديد الحراسة، أعلن شقيق عبد الرحمن أنّ قوات الأمن المصرية داهمت منزلهم واعتقلت والدته ووالده وشقيقته.

وقالت والدة عبد الرحمن، في رسالتها الصوتية، إنها علمت "بتعذيب عبد الرحمن بعد نشر رسالته التي أخبر فيها أمه بالاعتداء الجنسي عليه في السجن، وإنّ مسؤول الأمن الوطني في سجن المنيا هدّده وعذّبه حتى نقل للمستشفى"، وطالبت بإنقاذ حياته.

وجاءت هذه الرسالة الصوتية، في أعقاب نشر الأسرة في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، رسالة استغاثة من أسرة المواطن عبد الرحمن جمال متولي إبراهيم، المسجون في سجن المنيا، ورد فيها حدوث اعتداءات جسيمة – جسدياً ونفسياً وجنسياً - عليه داخل السجن يوم 6 إبريل/ نيسان الماضي.

وجاء في جزء من رسالة عبد الرحمن الشويخ، من سجن المنيا شديد الحراسة: "المخبرين وعساكر القوة الضاربة كثفوني وغمو عيني وقطعوا هدومي خلعوني الهدوم بالكامل فظهرت العورة وكنت أصرخ وأستغيث استروا العورة أستحلفكم بالله استروا عورة مسلم فتم الاعتداء على الشرف وبعد ذلك فتحوا عيني عشان يذلوني اسجد تحت رجل المسير الجنائي وفعلاً عملوا كده بالقوة وأنا متكلبش من إيدي ورجلي عملوا كده".

وأضاف الشويخ في رسالته التي أعلن فيها الاعتداء الجنسي عليه: "لما قلتلهم أنتم بتعملوا كده بسبب مسجون جنائي زعلان عشان أحاديث النبي مش عايز يسمعها وهما في تعذيبي وأنا بقول لهم في يوم القيامة في حساب عند ربنا أعملوا لليوم ده، فتغاظوا أكثر ثم اعتدوا على الشرف بالقوة حطوا دماغي تحت رجلين المسير الجنائي وهو قاعد الحمد لله حسبي الله ونعم الوكيل والله أكبر وهو العليم.. سامحيني يا أمي إني عرفتك".

وذكر الشويخ في رسالته، أسماء كلّ من شارك في هذه الجريمة: "ضابط سجن المنيا: محمد محمدين. وبلوك أمين سجن المنيا: عمران، ومخبر: حسين. ومخبر: أشرف. والمسيَّر الجنائي: علاء ناجي ( أبوماندو). وعساكر من القوة الضاربة بسجن المنيا".