في لقاء خاص مع العالم..

النخالة: توقيت الامام الخميني ليوم القدس العالمي كان الهامياً

الخميس ٠٦ مايو ٢٠٢١ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

اعتبر الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة، ان يوم القدس العالمي هو عنوان لجهاد الشعب الفلسطيني وعنوان الحق في العالم، لما يمثله يوم القدس العالمي اليوم بالمعنى الزماني والمكاني ووحدة افق الامة الاسلامية.

العالم- خاص بالعالم

وقال النخالة في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "بوصلة المسلمين": ان يوم القدس العالمي يمثل في الزمان خلال شهر رمضان المبارك فهو يصادف خاصة في ليالي القدر المباركة، اما في المكان فهو مكان الاسراء والمعراج الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مشيراً الى انه ايضاً يعتبر عنوان وحدة المسلمين، لذلك يوم القدس العالمي قد اختصر هذه المعاني كلها واصبح يمثل عنوان لحركة الاسلام السياسي، بمعناه الجاد والحقيقي في المنطقة لمواجهة كيان الاحتلال الاسرائيلي.

ما يمثله يوم القدس العالم زمانياً ومكانياً

واوضح النخالة، ان اختيار الامام الراحل الخميني "قدس سره" احياء يوم القدس العالمي في هذا الوقت والزمان بالذات كان له مدلولات كبيرة في موقف الجمهورية الاسلامية في ايران من القضية الفلسطينية.

واضاف النخالة، ان الجمهورية الاسلامية منذ انتصار الثورة الاسلامية، هي واكبت حركة الشعب الفلسطيني في الدعم والتأييد والاسناد على كل المستويات كافة، ومن ضمنها كان موضوع يوم القدس العالمي والمساهمة فيه.

واكد النخالة، ان الجمهورية الاسلامية احتضنت جهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وما كان يمكن ان تصل اليه المقاومة في فلسطين وحتى في المنطقة المحيطة بفلسطين، فان الجمهورية الاسلامية وموقفها الواضح الداعم لعدالة القضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني وحتى حزب الله ومحور المقاومة ككل في المنطقة هو كان في سياق خدمة القضية الفلسطينية.

لماذا يعتبر الاحتلال الاسرائيلي ايران عدوته المركزية؟

واستطرد قائلا: ان كيان الاحتلال الاسرائيلي يعتبر الجمهورية الاسلامية عدوه المركزي له في المنطقة، لانه ايران اصبحت تشكل رأس الحربة والحاضنة الاساسية لمحور المقاومة ومقاومة الشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني.

واعرب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي عن استغرابه من عدم وجود اي دولة في المنطقة ذات كيان وسيادة لها موقف معادي من "اسرائيل" ومتضامن مع الشعب الفلسطيني غير الجمهورية الاسلامية في ايران، لافتاً الى انه حتى العرب اصبحوا اما يتسابقون على التطبيع مع العدو او مهادنين او صامتين على الوجود الاسرائيلي.

واوضح النخالة، ان الانظمة العربية في مرحلة ما من المراحل الماضية كان مع القضية الفلسطينية متضامنة ومكافحة ضد العدو، وحاربت وشاركت وقدمت التضحيات الهائلة بدون شك، لكن للاسف مع الوقت يبدو ان كلّت وتعبت نتيجة لظروف سياسية واقتصادية، كما ان توالي الانظمة من بعدها واحساسها بالعجز جعلها تستسلم كأنظمة امام الكيان الاسرائيلي، لكن الشعوب العربية بقيت صامدة ومازالت تعتقد ان فلسطين هي قبلة جهاد كل الامة العربية والاسلامية، وان حركة الجهاد الاسلامي لديها امل كبير وتثق بان هذه الشعوب لن تتخلى عن القضية الفلسطينية رغم كل التعقيدات المفروضة.

واعتبر النخالة، لكن هذا لاينفي وجود حركات التطبيع في المنطقة والانظمة التي تهالكت على التطبيع وارتمت في احضان "اسرائيل" وتخلت عن الشعب الفلسطيني بكل ما تعني الكلمة من معنى واصبحت في المعسكر الآخر، بمعنى انها اصبحت معادية لفلسطين وليست فقط منفتحة على "اسرائيل" وانما معادية سياسياً وعملياً واستخباراتياً وتتعاون مع العدو في كل المجالات.

تميز ايران في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية

وشدد النخالة على انه من هنا يأتي تميز الجمهورية الاسلامية في ايران في موقفها الذي مازال داعماً ومؤيداً ومسانداً في كل المستويات للقضية الفلسطينية، مشيراً الى انه هناك فرقاً عندما تكون ايران مؤيدة في زحمة 20 الى 30 دولة عربية اخرى تؤيد، او تكون وحيدة وتؤيد القضية الفلسطينية.

واضاف النخالة، ان الفلسطينيين كثيراً ما يسمعون خطابات سياسية تجاه "اسرائيل" من قبل بعض الانظمة العربية بانها تقف مع الشعب الفلسطيني ومتضامنة معه، واعتبره بأنه كلام اصبح لا قيمة له على المستوى العمل، وتساءل: "كيف تكون متضامنة مع فلسطين وهي تحاسبها، او تدعي التضامن ولا تقدم اي مساعدة" ولذلك فان هذه اللغة لا تسعف الانظمة بالقول بانها مع الشعب الفلسطيني ومع استعادة حقه، لا معنى له امام التغول الاسرائيلي والعدوان والحصار الاسرائيلي الذي يحتاج الى موقف وقوة وحاضنة المقاومة الفلسطينية.

لماذا يشعر الفلسطينيون الخجل من الانظمة العربية؟

واكد النخالة، ان الفلسطينيين يتحدثون بقلب حزين ويشعرون بخجل كبير من هذه الانظمة مثلت هذه الحالة من التطبيع في حين ان الشعوب العربية متضامنة مع الشعب الفلسطيني، بل وتصل لدرجة ان هذه الانظمة ومؤسساتها الامنية تقمع شعوبها التي تتضامن في تقديم بعض التبرعات والمساعدات لمجاهدي الشعب الفلسطيني، كما تقوم هذه الانظمة باعتقالات واسعة كما هو الحال باعتقال ممثل حركة حماس في السعودية والعشرات من الفلسطينيين الاخرين لا ذنب لهم الا انهم فلسطينيون، وانهم تعاطفوا في وقت ما مع المقاومة الفلسطينية.

وشدد النخالة على ان هناك حقيقة مهمة على الجميع يجب ان يفهمها، اولاً ان فلسطين هي فلسطين والقدس هي القدس ولا يمكن ان تتحول يوماً ما "لاسرائيل" رغم كل الاعتراف الدولي كالامريكان وبعض العرب الذي اعترفوا بالقدس عاصمة للعدو، واصفاً القدس اليوم باتت تشكل عنوان النضال وجهاد الشعب الفلسطيني وهي راية عالية في مواجهة كل المشاريع بغض النظر عن حجم الهجمة وطبيعتها، وقال: ان الشعب الفلسطيني موجود في فلسطين وروح المقاومة موجودة في فلسطين والتي تترجم حتى في المظاهر الاخيرة التي حصلت في المسجد الاقصى.

صمود المقاومة والجهاد في مقابل آلة الجيش الاسرائيلية القمعية

واوضح النخالة، ان الشعب الفلسطيني أعزل ورغم ذلك فهو يواجه آلة الجيش الاسرائيلي وقواته الامنية، وطالما فكرة المقاومة والجهاد موجودة وهي لن تنتهي، ولذا فان كل ما يجري حوله لا قيمة له ولا تأثير، صحيح انه قد يعرقل ويؤثر لكن في النهاية فان الشعب الفلسطيني صامد ويعتبر ارضه ارض الانبياء وارض الاسراء والمعارج بانها جزء من عقيدته ودينه وايمانه ولن يغادرها لاي سبب من الاسباب ويقوم بواجبه، ويرحب بأي مساعدة من العالم.

ولفت النخالة الى انه للاسف لا يوجد احد لفلسطين في الميدان غير الجمهورية الاسلامية في ايران التي تقف مؤيدة للقضية الفلسطينية وتدعم على المستوى السياسي والمادي والعسكري وفي كافة المستويات، داعياً الانظمة العربية وشعوبها بان تقف الى جانب فلسطين لانها في حاجة ماسة اليهم لمواجهة المشروع الاسرائيلي.

ما وراء اختيار الامام الخميني "قدس سره" يوماً للقدس العالمي؟

وقال نخالة ان اختيار يوم كهذا من قبل الامام الخميني ليكون يوما للقدس كان فيه وحي من الله، هذا فيه توفيق الهي كبير لان كل المسلمين يعيشون في هذه الاجواء ليلة القدر والعشر الاواخر من شهر رمضان المبارك. وبما يمثله المسجد الاقصى من قيمة معنوية ودينية هائلة في الاسلام، لذلك الامام (الخميني) اختار هذا اليوم ليمثل أيضا يوما لوحدة المسلمين في هذا المكان وفي هذا الزمان ويحشد اكبر قدر من المسلمين ويظهر موقفهم الموحد.

واضاف النخالة، اذكر ان الامام قال بأن من لايشاركون في هذا الحدث فهم لا يخالفون "اسرائيل"، وموافقون على احتلال القدس، وهذا في المساهمة بالمراسم، فما بالك بالذين لايشاركون في الجهاد ولايساهمون في تحرير فلسطين. ومن هنا كان موقف الجمهورية الاسلامية مبنيا على اعتقاد راسخ وقناعة بضرورة دعم الشعب الفلسطيني، وهناك بدأت حكاية تبني الجمهورية الاسلامية للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمة الاسلامية واصبحت قضية مركزية للجمهورية الاسلامية.

كيف اوجدت ايران تعادلا في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي

ونوه النخالة الى انه من حسن الحظ عندما بدأت أكثر من دولة عربية في الاتجاه نحو "اسرائيل" كمصر التي اتجهت الى كامب ديفيد وغيرها، كانت الجمهورية الاسلامية كثورة تنتصر وترفع علم فلسطين على السفارة الاسرائيلية في طهران وهذا خلق تعادلا بعد انسحاب مصر من مشهد الصراع وقتها، ودور الجمهورية الاسلامية بدأ منذ تلك اللحظة في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني ولم يتوقف هذا الدعم على كل المستويات الى اللحظة، بل وهذا الدعم جلب للجمهورية الاسلامية مشاكل كبيرة مازالت تعاني منها كالحصار والموقف الدولي الذي يحاول ان يحد من الدعم الايراني للقضية الفلسطينية، واكد ان كل ما واجهته الجمهورية الاسلامية من مشاكل على المستويين العالمي والعربي يعود لوقوفها بوجه "اسرائيل" ودعمها للفلسطينيين. ولو كانت عكس ذلك لكانت هي سيدة المكان وسيدة الجغرافيا.

ماذا يوجد في عقول الانظمة العربية؟

واكد النخالة ان الانظمة التي تمنع شعوبها من احياء يوم القدس العالمي قد استسلمت لفكرة القبول بوجود "اسرائيل"، وأكبر دليل على هذا مبادرة السلام العربية التي قدمت اعترافا بـ"إسرائيل" على قاعدة اننا جاهزون لهذا الاعتراف مقابل اقامة دولة فلسطينية، وهذه اصبحت العقلية السياسية العربية ("اسرائيل" حقيقة واقعة) لكن هذا لانجده في الجمهورية الاسلامية "اسرئيل" كيان ظالم مغتصب ولايحق له الوجود في فلسطين.

في عقول الانظمة العربية، "اسرائيل" يحق لها الوجود والبقاء وحتى بعض هذه الانظمة العربية تجاوزت هذا الفكر لتقول انه يجوز ان يكون للفلسطينيين جزء من فلسطين فقط، ولذلك اتجهت نحو اتخاذ خطوات التطبيع والاعتراف بـ"اسرائيل" وأسقطت كل الشروط التي اعلنتها مبادرة السلام العربية التي تقول بان العرب مستعدون لعلاقات مع "اسرائيل" مقابل ان تعطي الفلسطينيين وطنا، وأصبحوا الان يلتزمون بالشرط الاسرائيلي "سلام مقابل سلام".

التاريخ والزمان سيحاسب؟

لكنه أكد من جهة أخرى ان الشعوب العربية مازالت صامدة وترفض هذا الطرح و اما هذه الانظمة التي توافقت مع امريكا ووضعت يدها بيد المحتل فالتاريخ والزمان سيحاسبهم، وفلسطين ستبقى فلسطين والقدس ستبقى القدس، ونحن هنا نتصارع على التاريخ والانظمة العربية التي لاتعرف قيمة القدس وتتجاوزها وتعتقد انه يمكن التنازل لـ"اسرائيل" عنها نقول لهم تفضلوا وتعلموا من الامام الخميني (ره) عندما يقول: يوم القدس عنوان لوحدة المسلمين ولقداسة المكان وقداسة الزمان هذه هي القدس.

وشدد على ان قضية القدس هي قضية الامة وموجودة هذا في القرآن اعتقادا وايمانا وايديولوجيا وتاريخ والقدس يجب ان لاتغادرنا لحظة واحدة والحمد لله الشعب الفلسطيني متفق وموحد على ان القدس هي عاصمة فلسطيني رغم بعض الاختلافات فالكل متفق على هذه القضية.

ما المطلوب من حركات المقاومة؟

واشار الى انه اليوم وعلى اعتاب يوم القدس العالمي فالمطلوب من الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة ان تعلم ان العدو الصهيوني لن ينسحب من الضفة الغربية ولن يعطينا القدس ونحن لدينا يقين بذلك ، لأن الضفة الغربية هي قلب فلسطين والمشروع الصهيوني وقلب الايديولوجيا الصهيونية وايضا تشكل خطرا على الامن الصهيوني، واما بالنسبة للفلسطينيين فالضفة هي القدس والدين الاسلامي وحياة الناس، اي الوطن الذي على الاقل ارتضته منظمة التحرير للفلسطينيين، لكن "اسرائيل" لن تقدم اي تنازل في هذا الموضوع واكبر دليل على ذلك موضوع مشروع الاستيطان الذي تعمل عليه، فالقدس اليوم يقطنها 300 الف مستوطن يهودي يعادلوا عدد سكان الفلسطينيين، واي مهادنة مع الاسرائيلي او مساكنة فهذا يبعث رسالة خاطئة للعالم بان فلسطين مستقرة والفلسطينيون ينتخبون ولايوجد مشكلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وهذا ليس صحيح. نحن في صراع مستمر مع المشروع الصهيوني ويجب ان يستمر هذا الصراع ويبقى مستعلا في كل لحظة ويشعر كل عربي بأن القضية مشتعلة.

ما هو الموقف الفلسطيني؟

ونوه الى ان مجرد وجود سلطة فلسطينية متعايشة مع الاحتلال ولايوجد مقاومة يضعف الموقف الفلسطيني ويعطي معنى بأنكم "انتم الفلسطينيين قمتم بسلام مع الصهاينة ومتعايشون معهم فماذا تريدون منا نحن العرب؟! حتى لديكم انتخابات ونحن في الدول العربية ليس لدينا انتخابات"، وهذا يوقف الموقف الفلسطيني، بالطبع هذا لايعني ان لايتفاهم الفلسطينيون، بل موقفنا بأن على الفلسطينيين ان يجلسوا ويضعوا برنامجا لمقاومة الاحتلال لا برنامجا للتعايش مع الاحتلال.

وأكد نخالة ان البرنامج الوطني الحقيقي هو ان نضع برنامجا لمقاومة الاحتلال فلا يوجد شعب تحت الاحتلال ويمارس الديمقراطية وكأنه يعيش حياة عادية.