نتنياهو عبث بالصاعق وخسر المعركة 

نتنياهو عبث بالصاعق وخسر المعركة 
الخميس ١٣ مايو ٢٠٢١ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

الحديث عن مشهد الصورايخ التي تدك تل ابيب وتحول ليلها نهارا مهم، لاسيما وان هذا المشهد غيّر في معادلة الصراع وغيّر قواعد الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية والمحتل الاسرائيلي

العالم - کشکول

الحديث عن هبة القدس وما صاحبها من انتصار مبين للشبان الفلسطينيين واجبار الاحتلال على تغيير مسيرة المستوطنين للمرة الاولى واقصد مسيرة توحيد القدس مهم جدا لاسيما اذا ما استمعت الى احد اهم كتاب الكيان الاسرائيلي يقول بعد هذا المشهد" اثبت الفلسطينييون انهم اصحاب الارض واننا الطارئين فوقها" في اعتراف صريح ان صاحب الحق بيده الفارغه وايمانه بحقه قادر على هزيمة اكبر الجيوش ، لكن الاهم في كل ما حدث هو الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي شهدتها مدن الداخل وتحديدا في اللد وامتدادها الى حيفا ويافا وعكا وام الفحم وكفر مندا ، هذا المشهد يشكل الارباك الحقيقي للكيان الاسرائيلي لا بل يشكل خيبة الامل الحقيقية لقادة ومفكري الكيان الذين ظنوا انهم استطاعوا على مدار ثلاثة وسبعون عاما ان يدجنوا ويأسرلوا هؤلاء وفجأة ودون سابق انذار اتضح ان هؤلاء مازالوا يحملون الانتماء الفلسطيني والهم الفلسطيني والاصرار الفلسطيني ، لا اريد ان اعود كثيرا للجذور لكن اريد ان استشرف المستقبل المرعب الذي يعيشه قادة الكيان ، مليون وسبعمائة الف فلسطيني لم يغادروا عروبتهم ولم يتنكروا لاسلامهم ولم يهجروا فلسطينيتهم ، هؤلاء هم العبوات شديدة الانفجار في داخل الكيان الاسرائيلي فهم يحملون جنسية الكيان -رغما عنهم لا طوعا - وينطقون باللغة العبرية بذات الاحتراف الذي يتقنون به اللغة العربية ، والاهم ان هؤلاء يفكرون احيانا باللغة العبرية وهنا تكمن الخطورة الكبرى ، معنى ان تفكر بلغة شعب او امة انك قادر ليس على اختراقها فقط بل وقادر على فهم تفاصيلها ومكامن قوتها وضعفها ، الفلسطينييون في العام ١٩٤٨ يملكون هذه الصفات واكثر، فاذا كان الاحتلال قادر على فرض الحصار على قطاع غزة ومعاقبة الفلسطينيين هناك اذا انتموا للمقاومة واذا كان قادر على عزل الفلسطينيين في الضفة خلف الجدار وتحويل مدنهم وقراهم الى معازل فكيف سيستطيع ان يتعامل مع الذين يعيشون في شوارعه وبلداته ومدنه ، نتنياهو عبث بالصاعق واقصد القدس ولم ينتبه الى ان براميل البارود لن تنفجر في الضفة وغزة فحسب وانما ستصل شظاياها الى تل اييب وريشون لتسيون وحيفا ويافا عكا ، ان هؤلاء الفلسطنييون عندما هبوا لنجدة الاقصى نسوا الجنسية الاسرائيلية التي يحملونها وهجروا اللغة العبرية التي يتقنونها وتحولوا الى متاريس في وجه الاحتلال وان كان افيف كوخافي رئيس هيئة الاركان حذر من التواصل العاطفي بين غزة والقدس فهو لم يفكر بالتواصل العاطفي بين الداخل المحتل والقدس وان صاعق القدس شدة انفجاره في مدن الداخل تتجاوز شدة الانفجار في غزة والضفة عشرات المرات ، نتنياهو عبث بالصاعق لمصالحه الشخصية وارضاء للمستوطنين الذين يراهن عليهم بان يدعموه ليبقى في سدة الحكم لكن الحقيقة انه خسر المعركة والايام المقبلة ستثبت ذلك ولن يبقى رئيسا للحكومة لان الاسرائيليين سيحاسبونه على ما جرهم اليه هو وثلة المستوطنين المنفلتين الذين يحيطون به .

فارس الصرفندي