الصواريخ النقطوية الفلسطينية ، بلوغ مرحلة المواجهة مع "اسرائيل"

الصواريخ النقطوية الفلسطينية ، بلوغ مرحلة المواجهة مع
الخميس ١٣ مايو ٢٠٢١ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

لا شك انه لا "اسرائيل" ولا حماتها الغربيين ولا اي جهة اخرى لم يتوقعوا بان تواجه "اسرائيل" خلال الايام الماضية ردا بهذا الحجم والقوة من قبل الفلسطينيين .

العالم – قضية اليوم

نظرة المقاومة الفلسطينية تجاه مقولة باسم "اسرائيل" ومفهوم باسم النضال والجهاد وكذلك نظرة الفلسطينيين حيال امكانياتهم وقدراتهم من جهة وكذلك انصارهم الاقليميين والدوليين من جهة اخرى قد شهدت تغييرات جذرية لافتة ، وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال التطورات التي شهدتها مناطق مثل غزة ، الضفة الغربية ، القدس واراضي 48 المحتلة خلال الايام الاخيرة .

وفي هذا المجال هناك عدة نقاط جديرة بالتامل :

1-الفلسطينيون الاوفياء والمخلصين لمبدأ واستراتيجية المقاومة والمعارضين لمبادرة بعض العربان الداعين للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، وصلوا الى قناعة ان عليهم الاتكال على امكانياتهم وطاقاتهم الذاتية بدلا من عقد الامل على الخونة . والذي عزز صوابية هذه الرؤية الفلسطينية الجديدة هو موقف بعض الدول المتشدقة بالصداقة مع الفلسطينيين من مبادرة التطبيع التي اتخذتها بعض الدول الاخرى او السكوت عنها على اقل تقدير ، وبالطبع الترصد للالتحاق بركب المطبعين والمنبطحين باسرع ما يمكن .

2-الفلسطينيون هذه المرة لم يردوا على الكيان الصهيوني بشكل اقسى من السابق فحسب بل وجهوا رسالة الى اصدقاء وانصار الامس ومنبطحي اليوم بان المسيرة مستمرة سواء معهم او بدونهم ، ولذلك فانهم اشعلوا شرارة النضال والجهاد باطلاق اكثر من الف صاروخ باتجاه الكيان الاسرائيلي هذا فضلا عن اعادة روح الوحدة والامل في جميع انحاء الاراضي الفلسطينية انطلاقا من غزة ومرورا بالقدس والضفة الغربية وانتهاء بكل منطقة يعيش فيها الفلسطينيون وترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني . تجربة نهضة اهالي مدينة اللد في هذا المجال هي تجربة خاصة وجديرة بالتامل .هذه المرة وبالتزامن مع غزة والضفة العربية فان نيران النضال في اراضي 48 كانت اكثر تأججا واستعارا من سائر المناطق الفلسطينية الاخرى .

3-الفلسطينيون ورغم الشعورو بان الارض ضاقت بهم بعد اعلان "صفقة القرن " ولاحقا سیناریو "التطبيع" الذي اخرجته بعض الدول بمعية الكيان الصهيوني ، الا انهم رغم ذلك لم يشعروا باليأس وبدوا بدأوا خطوتهم الرامية لاحياء الوحدة في اطار اجراء الانتخابات ، ولكن هذه الخطوة جرى منعها من قبل سلطات الاحتلال في القدس . الفلسطينيون هذه المرة وانطلاقا من الاحداث الاخيرة فطنوا جيدا بان ايمانهم بضرورة المقاومة والجهاد هو امضى سلاح وانها الاستراتيجية الوحيدة والسبيل الوحيد للدفاع عن القضية الفلسطينية ، ولذلك كشفوا عن مفاجأتهم الاخيرة وورقتهم الرابحة الا وهي صواريخم النقطوية .

4-بسبب الهجمات الصاروخية الكثيفة وبالطبع النقطوية على الكيان الاسرائيلي ، ادرك الصهاينة جيدا بان الفلسطينيين ليسوا وحيديين وان لديهم اصدقاء وداعمين اكثر عزما ومواساة من المتشدقين بالصداقة سابقا وبالطبع المطبعين لاحقا ، وفي نفس الوقت ادرك الكيان جيدا بانه حين يقال بان " اسرائيل " عرضة للصواريخ النقطوية من ثلاث جهات فان هذا الكلام ليست عبثا.

5-رمضان هذا العام والتطورات التي تلت يوم القدس العالمي اضفت طعما خاصا على القضية الفلسطينية ، جعلتنا قادرين على تقسيم تاريخ النضال والجهاد الفلسطيني الى مرحلتين هما ما قبل وما بعد هذه الاحداث . والان يمكننا الحديث بحذر عن نوع من توازن القوى بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .

6-بعد هذه المرحلة يمكننا التوقع بان يتخذ الجانب الاسرائيلي المزيد من الحيطة والحذر قبل خوض اي مغامرة او شن اي هجوم على الفلسطينيين .

7-بما ان المسافة بين الفلسطينيين والمراكز الاستراتيجية والصهيونية الحساسة مثل منشأة ديمونا ليست بعيدة جدا ، يبدو ان فشل القبة الحديدية في التصدي للصواريخ الفلسطينية وفشل هذه المنظومة الدفاعية مرة اخرى امام العالم ، سيزيدان من حيطة وحذر الجانب الصهيوني في التعامل مع المقاومة الفلسطينية من الان فصاعدا .

8-في خضم جميع التطورات التي تشهدها فلسطين في هذه الايام وفي ساحة الحرب الدائرة بين الفلسطينيين والصهاينة هناك شعور واحساس غريب بحضور شبح حاضر غائب الا وهو القائد قاسم سليماني . جميع قادة المقاومة الفلسطينية كانوا قد اعلنوا في وقت سابق بان الشهيد سليماني لعب دورا كبيرا في تجهيز المقاومة الفلسطينية بالصواريخ والسلاح ، وبانه سيتم مواصلة مسيرته بعزم واصرار دون كلل او ملل واقوى من ذي قبل.

العالم – ابورضا صالح