الفلسطينيون يشلّون کیان الاحتلال

الفلسطينيون يشلّون کیان الاحتلال
الأربعاء ١٩ مايو ٢٠٢١ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

عم الإضراب الشامل الأراضي الفلسطينية كافة، من شمال فلسطين إلى جنوبها، في قرار أعلنته القوى الوطنية، والأحزاب، ولجنة المتابعة العربية، والأطر والحركات السياسية والثقافية الفلسطينية.

العالم_لبنان

وشمل الإضراب أمس جميع مناحي الحياة؛ إذ أُغلقت المحالّ التجارية والمؤسّسات الخاصة، وامتثل الموظفون والعمال والطلبة للقرار، مُحقّقين نجاحاً غير مسبوق على رغم كلّ التهديدات التي أطلقتها أذرع المؤسسة الإسرائيلية وأرباب العمل اليهود بفصل العمّال الفلسطينيين. واللافت هذه المرّة أن الإضراب لم يكن مجرّد يوم يُعطّل فيه الموظفون والطلبة عن أعمالهم ومدارسهم، بل بدت الحركات الشبابية معه في أوج نشاطها في القرى والمدن، التي شهد بعضها تظاهرات مثل يافا وحيفا وأم الفحم وشفاعمرو والناصرة وغيرها. كما تَوزّع شبان على مداخل القرى ومخارجها لحثّ الخارجين إلى أعمالهم على الالتزام بالقرار، فيما عُقدت بعض الندوات الثقافية وورش العمل وحلقات النقاش، وجرت فعاليات رسم وتوعية للأطفال والناشئين حول الأوضاع التي تشهدها الأراضي المحتلة، في ما بدا أنه استغلال إيجابي ليوم الإضراب.

ويَعتبر الأمين العام لحركة أبناء البلد، رجا إغبارية، في حديث إلى صحيفة الأخباراللبنانية اليوم الاربعاء ، أن أهمية الإضراب تكمن في أنه عُمّم في كلّ الجغرافيا الفلسطينية؛ حيث جاء تتويجاً لوحدة شعبية فلسطينية من البحر إلى النهر ومن الجنوب إلى الشمال. ويضيف إنه على الرغم من أن هذه الموجة من الانتفاضات الشعبية لا يمكن اعتبارها حرباً مفتوحة يقودها محور المقاومة برمّته، بسبب أن معركة شاملة كهذه لم يَحِن أوانها بعد، فإن ما يحصل في فلسطين يشكّل معياراً لما قد يُبنى عليه في الحرب المفتوحة التي ستفرضها العنجهية الصهيونية حتماً في قادم الأيام». ويلفت إلى أن مثل هذه الانتفاضات أو الهبّات الشعبية «كنّا قد جرّبناها في يوم الأرض الخالد وهبّة القدس والأقصى، وقدّمنا الشهداء والجرحى والمعتقلين كما في هذه الموجة، غير أن الجديد هو الجيل الجديد نفسه، الذي يقود المواجهات غير آبه لعنجهية العدو وغير خاضع لسطوة القيادة الكلاسيكية داخل الـ 48 أو سلطة أوسلو.

وبحسب إغبارية، فإن هذه القيادة حُيّدت، وإن كانت لا تزال تتمتّع بوزن معين ولها جمهورها من جماعة الكنيست والصهينة والتنسيق الأمني والسياسي؛ إذ إن الانتفاضة الشعبية مسحت المنطقة الرمادية على طرفَي ما يُسمّى الخط الأخضر، واضعةً القضية الفلسطينية بكلّ شموليتها على طاولة العالم أجمع». ويرى أن «فلسطينيّي الـ 48 فرضوا وجودهم داخل المعادلة الفلسطينية، كما شطبوا اتفاقية أوسلو التي اعتبرتهم شأناً إسرائيلياً داخلياً، وفي 15 أيار، بعد 73 عاماً من النكبة الفلسطينية، شطب هؤلاء بدعة عرب إسرائيل والمواطَنة الكاملة والاندماج وغيرها». وعليه، يعتقد إغبارية أنه يتوجّب استثمار هذه الموجة «في احتضان هذا الجيل، وترسيخ أشكال المواجهة التي ابتكرها ونجح فيها إلى حدّ اعتبار ما يجري في الداخل أخطر على إسرائيل من صواريخ غزة. أعتقد أن هذه هي مهمّة المحور المقاوم في داخل فلسطين والإقليم.