شاهد.. عندما يصبح الإعلام السعودي متصهينا اكثر من الصهاينة

الأحد ٢٣ مايو ٢٠٢١ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت، عن السمع فالامثلة كثيرة، اما عن الرؤية فحدث ولا حرج، لا يختلف اثنان على ان الجولة الاخيرة من المعارك في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي حازت على اهتمام الاعلام العالمي، وان الفلسطينيين حصلوا على تضامن دولي غير مسبوق لكن يبقى هناك من لا يرى ولا يسمع الا اصداء افكاره هو ومثال ذلك الاعلام السعودي وتعاطيه مع العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين.

العالم - فلسطين


هذا الاعلام تصدى لمهمة الترويج لقدرات اسرائيلية لا تقهر، البداية من المناورات التي وصفتها قناة العربية بالاضخم في تاريخ الكيان الاسرائيلي والهدف معروف ولا ضير هنا من التصويب على ايران ومحور المقاومة تحت عنوان تقارير اسرائيلية.

ومع تواصل الغارات الاسرائيلية ضد المدنيين في غزة، جاء وقت الترويج لاجتياح اسرائيلي بري للقطاع، مهمة انبرت لها قناة الحدث عبر استضافة المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي، والاصرار على سؤاله ما اذا كان جيش الاحتلال سينفذ اجتياحا بريا لغزة ام لا؟ طبعا ليس خوفا على حياة الفلسطينيين الذين تسميهم القناة قتلى.

طبعا لا بد من بعض التضامن الشكلي مع الفلسطينيين لتجنب الافتضاح الكامل امام العالم وهنا تخرج صحيفة الجزيرة السعودية في مقال للصحفي خالد المالك الذي صنع معروفا للفلسطينيين بكشف الحقيقة لهم وهي ان تخلي حركتي حماس والجهاد عن عروبتهما والتوجه نحو ايران وتركيا اوصل الى هذه الحال.

وبين هذا وذلك لا بد من تمرير اخبار كاذبة تهدف الى تاليب الفلسطينيين على المقاومة، مثل الخبر الذي نشره موقع العربية.

والذي يزعم ان عائلات قادة في المقاومة غادرت الى مصر هربا من الغارات الاسرائيلية. ما فندته المقاومة ونفته جملة وتفصيلا.

وعلى قاعدة اكذب اكذب حتى تصدق نفسك، يستمر مسلسل التماهي مع الاحتلال عبر تشويه صورة المقاومة وان بافكار لا يقبلها عاقل ولا مجنون، من قبيل ان حركة حماس اسرائيلية.

بعد كل ذلك، يختتم ابداع الاعلام السعودي بكلام يسمعه الفلسطينيون ولا يرونه، وهو ان السعودية وما تسمى بدول الاعتدال التي قادت التطبيع مع كيان الاحتلال حريصة على القضية الفلسطينية.

لكن ما غاب عن هذا الاعلام، هو ان قضية فلسطين وصلت الى كل العالم، الذي سمع وشاهد وتاكد من المعتدي ومن المظلوم ليبقى هذا الاعلام سجين عالمه الخاص يكذب بحق فلسطين حتى صدق كذبته.