فضيحة "دنهامر".. أمريكا التي لا ترحم حتى حلفاءها

فضيحة
الإثنين ٣١ مايو ٢٠٢١ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

فجر الإعلام الدنماركي الرسمي، قنبلة من العيار الثقيل، قد تهز العلاقة بين ضفتي الاطلسي، امريكا و اوروبا، وذلك بعد ان كشف عن فضيحة تجسس كبرى قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركية (أن أس إي)، بالتوطؤ مع جهاز الاستخبارات العسكرية الدنماركي "إف إي"، على المانيا وفرنسا والسويد والنرويج.

العالم كشكول

الكشف عن عملية التجسس، التي شملت المستشارة الألمانية وسياسيين وبرلمانيين فرنسيين وألمان، وآخرين من النرويج والسويد، جاء ضمن تحقيق صحافي لهيئة البث العام الدنماركي "دي آر"، بالتعاون مع وسائل إعلام أوروبية أخرى، هي: صحيفة "لوموند" الفرنسية، صحيفة "سوددويتشه زاتيونغ" الألمانية، قناتا التلفزة الألمانيتان "إن دي آر" و"دبليو دي آر"، هيئة البث العام النرويجية "آن أر كي"، والتلفزة السويدية "إس في تي".

عملية التجسس الامريكية التي حملت مسمى رمزيا هو "عملية دنهامر"، وتم تنفيذها بين اعوام 2012 و 2014 في عهد الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما، واستغرقا للكشف عنها عدة اشهر ، فضحت بعض الحكومات الاوروبية، ومنها الحكومة الدنمركية التي جندت استخباراتها العسكرية لخدمة وكالة التجسس الامريكية، الامر الذي اثار العديد من علامات الاستفهام، حول السيادة، واستقلالية القرار السياسي، للدول الاوروبية، وكذلك حول حجم النفوذ الامريكي، وتدخل امريكا في الشؤون الداخلية للدول الاوروبية، التي تعتبر من اقرب حلفاء امريكا، وما يشكل ذلك من تهديدات جدية لامن واستقرار هذه الدول، التي باتت مكشوفة لامريكا.

اللافت ايضا، ان "تهمة التدخل في الشؤون الداخلية" ، هي تهمة امريكية جاهزة، تلصقها دائما بالدول المناهضة لسياستها، وكثيرا ما فرضت عقوبات وحظر على هذه الدول تحت ذريعة هذه التهمة، بينما فضيحة "دنهامر" اثبتت ان هذه التهمة هي الصق بامريكا من غيرها، فهي لم ترحم حتى حلفائها ، حيث تدخلت في شؤونهم الداخلية وتجسست عليهم، واستخدمت في تحقيق غايتها، دولة اوروبية، مثل الدنمارك، من اجل زرع الشك والريبة بين دول الاتحاد الاوروبي، وهو الاتحاد الذي كانت ومازالت امريكا تنظر اليه بعين الريبة.

هنا، يبقى سؤال اخير، يا ترى اذا كان هذا هو تعامل امريكا مع دول الاتحاد الاوروبي، ودول حلف الناتو، التي تعتبر من اقرب حلفاء امريكا منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، كيف سيكون طبيعة تعاملها مع دول مناهضة لامريكا وسياستها، مثل ايران وفنزويلا وكوبا والصين وروسيا!.