مناطق المسلحين في سوريا.. اعتقالات، تصفيات، تفجيرات وبلطجة!

مناطق المسلحين في سوريا.. اعتقالات، تصفيات، تفجيرات وبلطجة!
الثلاثاء ٠٨ يونيو ٢٠٢١ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

تشهد المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة في سوريا، ظروفا معيشية وإدارية سيئة جدا، حيث تشهد إدلب اعتقالات واغتيالات لمعارضي "جبهة النصرة" الارهابية، في حين تشهد مناطق "قسد" تظاهرات للعشائر وتفجيرات متكررة، وتعاني مناطق شمال حلب من غياب الامن وبلطجة المسلحين على الاهالي.

العالم - كشكول

على اثر انتخابات الرئاسة السورية التي شهدت مشاركة منقطعة النظير، حصلت تجمعات في مناطق المسلحين مناصرة للدولة والقيادة السورية، كشعور طبيعي بالحماسة والانتماء للوطن من قبل الاهالي في إدلب وحماه وحلب خاصة وأنهم حرموا من حقهم في الانتخاب، وهو ما جعل "هيئة تحرير الشام" (أو النصرة سابقا) الى القيام بحملة مداهمات واعتقال عشرات الشبان في كل من مدن “سلقين، وحارم، وكفرتخاريم” المحاذية للحدود التركية كما شملت قائمة الاعتقالات عناصر سابقين أو حاليين في ميلشيات الحر أو بعض الفصائل الارهابية الاخرى، واتهمتهم "النصرة" بالترويج للقيادة السورية، وبالتالي ضرب عصفورين بحجر واحد (كما يقال)، ترهيب الناس من جهة وتصفية معارضيها من جهة أخرى.

بات واضحا ان "النصرة" تحكم الناس في مناطقها بالحديد والنار، وان هذه الجماعة الارهابية التي هي إحدى فروع تنظيم القاعدة في الاساس تلقى دعما دوليا عربيا وغربيا لضمان بقاء "إدلب" بعيدة عن متناول حضن الوطن وسيطرة الدولة السورية، وهو ما فضحته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن الدعم المالي، وما أكدته تقارير نشرت مؤخرا عن لقاءات أمريكية سرية مع قادة النصرة وسعي الغرب لتجديد هوية النصرة وإعادة تعريفها، لك هل ستصمد النصرة أمام الاحتجاجات الشعبية ضدها؟

كذالك الأمر عندما نتحدث عن مناطق قسد، حيث تشهد هذه المناطق الغنية بالنفط والغاز غليانا شعبيا ضد الاوضاع المعيشية السيئة، وسرقة مقدرات اراضيهم النفطية والغذائية، كما تشهد عمليات مسلحة وتفجيرات متكررة تستهدف مسلحي قسد المتآمرين مع امريكا لسرقة النفط والقمح السوري، اضافة الى الاستياء الشعبي الكبير من عمليات التجنيد الاجباري التي تجريها "قسد"، ومن غير المستبعد ان تتجه بعض مناطق (الحسكة ودير الزور) التي أغلب سكانها من العشائر الى طرد قسد أو بدء عمليات مسلحة ضدها والعودة الى حضن الوطن كما يحدث الآن في منبج شمال حلب.

وبالانتقال الى شمال حلب ومدينة عفرين بالتحديد التي طرد أهلها الأكراد من قبل المسلحين التابعين لتركيا، وصودرت اراضيهم وهوجم نساؤهم وأطفالهم، فما تزال المدينة تعيش أوضاعا أمنية كارثية، خاصة مع انتشار مقاطع فيديوهات لقيام ميليشات الحر بالبلطجة ومهاجمة المحال التجارية، وتحطيمها ومصادرة بعض بضاعتها، وتكاتف الاهالي لطردهم أو مواجهتهم في بعض الاحيان.

وبذلك تبقى مناطق المسلحين بؤرة للعنف لاتسمح لسكانها بالعيش الكريم، لكنها مسلوبة من سيطرة الدولة السورية بإرادة غربية، بقصد حرمان الشعب السوري من مقدراته وزيادة معاناته، فلا أصحاب هذه المناطق يتمتعون بخيراتها، ولا بقية الشعب السوري، وفي حين يتطلع اصحاب هذه المناطق الى العيش بأمان (على الاقل)، فمن الطبيعي أن ينتفضوا للعودة الى سلطة الدولة السورية، فالمجموعات المسلحة ما هي الا عناصر ارهابية ولايمكنها منحهم الامان ففاقد الشيء لايعطيه.