العلامة الشيخ علي الخطيب: على السياسيين الترفع عن الحسابات والمصالح الحزبية والمحاصصة

العلامة الشيخ علي الخطيب: على السياسيين الترفع عن الحسابات والمصالح الحزبية والمحاصصة
الجمعة ٠٢ يوليو ٢٠٢١ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان العلامة الشيخ علي الخطيب السياسيين الى الترفع عن الحسابات والمصالح الحزبية والمحاصصة السياسية.

العالم_لبنان

و قال في خطبة الجمعة في مقر المجلس في بيروت أن الوضع خطير جدا والمرحلة صعبة ولا مناص من إنتاج تسوية سياسية تفضي الى تشكيل حكومة طوارئ انقاذية، تلجم الانهيار الاقتصادي وتحفظ النقد الوطني وتحد من تفاقم الازمة المعيشية والاجتماعية، فالمواطن لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الاعباء، اذ يعيش القهر والفاقة والعوز، ويكفيه من الهموم والشجون والنكبات التي خلفتها طبقة سياسية فاسدة.
وتابع: إننا نرى ذلك اليوم بوضوح - بعد أن استطاعت المقاومة التي بينها وبين حركة الإمام السيد موسى الصدر صلة نسب، ان تنشئ واقعا جديدا وافلحت في تغيير موازين القوى لصالح شعوب المنطقة بما فيها الشعب اللبناني - نرى اليوم بوضوح تضافر جهود القوى المتضررة لاحباط اي اثر ايجابي لهذا التغيير على الوضع الداخلي بالتآمر على المقاومة بإثارة الساحة الداخلية وتحميل المقاومة مسؤولية النتائج.
وقال: "لا شك أن الوضع الذي أوجدته هذه القوى الفاسدة واثارته في وجه المقاومة من أخطر ما واجهته المقاومة من تحديات وما أثير في وجهها من حروب، وآخرها الحرب التكفيرية بعد فتنة اغتيال الحريري وحرب الألفين وستة التي بدا واضحا وقوف الغرب خلف هذه المحاولات وتجييش عملائه للقضاء عليها بعد تطويقها، لذلك كان المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى تأكيد العمل على إحباط المحاولة الجديدة بتجريد المقاومة من سندها الأهم، فإنه إذا كانت القوى المعادية للمقاومة قد ركزت في مواجهاتها السابقة ضغوطها لنزع سلاح المقاومة، فإنها اليوم صعدت من ضغوطها لنزع سلاحها الأهم وهو تجريدها من بيئتها وإيجاد حالة من الفوضى داخل صفوفها لإرباكها وجعلها عاجزة عن القيام بوظيفتها وتعطيلها عن الحركة نحو تحقيق أهدافها، ومن ثم الإجهاز عليها وإحباط مترتباتها حيث يتحسس هؤلاء رؤوسهم من أن تصاب جراء التحولات التي يمكن أن تتحقق بفعلها".

وتابع: إن المرحلة تقتضي مزيدا من التنبه لما يحاك لإرباك ساحة المقاومة الداخلية، والقيام بما يحول دون اختراقها وتفعيل سائر الإمكانيات البشرية والمادية والمعنوية للتخفيف من تأثير الأزمات على اهلنا واخواننا. وهنا نتوجه بالشكر للذين دفعتهم الغيرة والحمية الى تقديم المساعدة ومد يد العون لإخوانهم ونطمع في أن يلحق بهم الاخوة الذين لم يبادروا حتى الآن، كما ندعو إلى بذل المزيد من الضغوط على الافرقاء المعنيين من أجل التعجيل بتأليف حكومة في أسرع وقت ممكن وعدم ترك المواطنين رهينة أنانياتهم وحساباتهم الطائفية الضيقة، هؤلاء الذين يجب ان يتحسسوا المسؤولية في هذا الظرف الحساس ليتجاوزه اللبنانيون بأقل الخسائر الممكنة ويختصروا عليهم مسيرة الآلام.
ونوه بالجهود والتضحيات الكبيرة التي يبذلها ضباط وعناصر الجيش والقوى الامنية وسهرهم على حفظ الوطن و استقراره، وفي الوقت عينه نحذر من اندساس ادوات وعناصر الفتنة لتخريب الاستقرار في لبنان وبث الفتن وإثارة النعرات المذهبية والطائفية خدمة لاعداء لبنان.
أضاف: نقول للسياسيين الفاسدين اكفوا اللبنانيين شر خلافاتكم ومصالحكم وانانياتكم، لقد اتفقتم على نهب المال العام واغراق البلد في مستنقع الديون وخدمة فوائدها، واليوم فان سفينة الوطن تغرق والمواطنون منهكون تتقاذفهم النكبات والازمات بفعل الإصرار على المحاصصة وتقاسم الوزارات، فما يعيشه لبنان من مصائب وأزمات نتاج سياساتكم الفاشلة حولته الى دويلة منهوبة وفاشلة ووضعته في مصاف الدول المنكوبة بتنا معها نستجدي المساعدات والإعانات.
وحمل الدولة اللبنانية المسؤولية عن عدم الانفتاح وقبول مساعدات الدول الصديقة والشقيقة ومنها الجمهورية الاسلامية في ايران التي وقفت وما تزال تقف مع لبنان وشعبه في الازمات. واذا كان الخوف من غضب اميركا وحلفائها هو المانع، فلتكلف نفسها بالزام أميركا بتقديم المساعدات الى الشعب اللبناني.