شاهد .. التعثر الحكومي في لبنان وتعدد المخاطر

الجمعة ٠٩ يوليو ٢٠٢١ - ٠٦:٤٤ بتوقيت غرينتش

تناولت الحلقة الجديدة من برنامج استوديو بيروت على شاشة قناة العالم كلمات رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، التي اختصر فيها الوضع في بلاده، وأضاف خلال لقاءه مع عدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية، إن لبنان يعبر نفقا مظلما جداً، والمعاناة بلغت حد المأساة.

العالم - استوديو بيروت

وفي قراءة الواقع اللبناني والاسباب التي وصل إليها لبنان الى هذه المرحلة من التدهور الاقتصادي، أكد الكاتب الباحث السياسي قاسم حدرج ان الموقف شديد الخطورة واذا تحدثنا عن تعدد المخاطر فانني أضع احد المخاطر في الاولويات واما ما عداها فجميعه قابل للحل، ولا نملك نظرة تشاؤمية لهذا الموضوع.

واضاف حدرج ان لبنان كأنه كتب عليه في أن لا يموت فيها ولا يحيا الشعب اللبناني، وبالتالي يصرّون على عمق الازمة، ثم يجترحون الحلول وهذا ما شهدناه منذ أكثر من سنة على لسان المسؤولين الذين هم كانوا من ينبؤون بقرب الانهيار وكان الدولار أثناءها 1500 ليرة لبنانية، وكانت المواد مدعومة والبنزين متوفر وكل ذلك كانوا ينبؤون بهذا الانهيار.

وأشار حدرج ليس هناك من مخاطر حرب أهلية الذين يتمترسون خلفهم السياسيين، ليحمون مصالحهم الشخصية، وليس هنالك من خطر من انفجار اجتماعي لان هذه التجربة قد تمت في 17 تشرين وتم احباطها وبالتالي هناك أليات جديدة يعمل عليها، وهي ما تشكل خطورة كبرى، وهذا الاهتمام المريب لمؤسسة الجيش اللبناني بعيدا عن مؤسسات الدولة الرسمية، الممثلة بوزارة الدفاع أو بالحكومة مجتمعة وبالتالي هذا التعاطي الغربي والعربي مع الدولة اللبنانية كانها غير موجودة وبالتالي تكريس هذه الوصاية بشكل علني خاصة في الأونة الاخيرة والاهتمام بمؤسسة الجيش اللبناني كانه يعد لأمر ما.

وتابع حدرج قائلاً:"هذا صحيح من وجهة النظر العامة، واذا تعمقنا في التفاصيل وبهذه الهواجس، نعود لتصريح فيلتمان امام الكونغرس الامريكي أثناء استجوابه عندما تحدث عن الدولة مولت بأكثر من 10 مليارات دولار جمعيات المجتمع المدني واضافة الى مليار و700 مليون للجيش اللبناني قال أنها تدخل ضمن استراتيجيته لمواجهة حزب الله وهذا من جهة ومن جهة أخرى أضا الحديث عن دور الجيش اللبناني في أمن المعابر البرية، والجولات التي قام بها السفير مع قائد الجيش اللبناني لوضع كاميرات مراقبة على الحدود اللبنانية السورية، وكل هذه المراهنة على الجيش بأن يكون هو العصا التي تضرب فيها المقاومة.

وأشار حدرج :"هذا ما ركز عليه سماحة السيد أن هنالك من يحاول فرط عقد هذه الثلاثية الذهبية لان كل التجارب التي خاضتها امريكا منذ عام 2006 والربيع العربي الى الان لم تحقق أي نتائج تذكر وبالتالي لجأت الى أقصى الضغوط الاقتصادية لتأليب جمهور المقاومة على المقاومة، فتم استيعاب هذا المشهد ولميحقق الاهداف المطلوبة، ولم يتبق سوى الايقاع بين الجيش والمقاومة وبالتالي هذا الدلال للجيش وهذه المراهنة عليه بهذه الطريقة لا أقول انه سينجح في هذه المؤامرة".

وأضاف حدرج قائلاً:"كلنا يعلم أن الجيش اللبناني منذ نشأته حتى اليوم يتم تعيين قائد هذا الجيش من قبل أمريكا والتسليح والتدريب والمساعدات كلها أمريكية وبالتالي هناك ايادي مزروعة داخل هذه المؤسسة الوطنية الشريفة لأمريكا تستخدمها متى تشاء ونذكر ترامب عندما تحدث عن جيش رديف في كل دولة محركه لأغراض ومصالح أمريكية، من هنا من حقي وحق اي مراقب ان يضع هذه العلامات الاستفهام حول التعاطي مع الجيش بهذه المرحلة وبهذه الطريقة".أن الجيش اللبنانبي

وأضاف حدرج:"السيناريو المعد حاليا هو افراغ المؤسسات الدولة من اي مضمون وممارسة هذه الوصاية العلنية ويتم تحضير الجيش الى مرحلة الفوضى الاجتماعية لكي تستخدم لهذه الغرض، عيوننا دائما على طرابلس والشمال كصندوق بريد وكبداية لأي فتنة وبالتالي اصطدام الجيش مع الشعب في اكثر من بقعة جغرافية وهذا ما قد يؤدي الى اصطدامه مع المقاومة في مكان ما ويكون تغذيته من قبل الوسائل الاعلام، نعلم أنه كل ما مر على لبنان من احداث والأزمات لم تخدش صوب بعض الاعلاميين على تذكيرحادثة سامر حنا وهي حادثة فردية وتم معاقبة الشخص الذي تسبب بالحادث عليها وهناك ما يحاك للبنان لفض هذه السلسلة التي كانت هي السبب في صمود لبنان".

ونوه حدرج:"ليس هناك وعي لدى الشعب والسياسيين للمخاطر وهم يدفعون باتجهها دفعا ويمارسون ابشع انواع السياسة التي تؤدي الى الانهيار، لم نشهد في اي دولة من دول العالم ان يحذر مسؤول سياسي الشعب من الانهيار دون ان يكون بإتخاذ الاجراءات لكبح هذا الانهيار لكن ما نشهده هو عكس ذلك وهو اتخاذ اجراءات تستخف من عقول الشعب ولا تفتح باب التشريع لمعالجة هذه الازمات".

وتابع حدرج قائلاً:"وزير الخارجية الفرنسي لا يتحدث عن حلول ومساعدات بل يتحدث عن العقوبات في حال لم تشكل الحكومة وفق الرؤوية الغربية ، كيف يمكن ان يتحدث عن تقاضي الفاسدين في حال شكلوا الحكومة، أمريكا لو تريد فعلا تشكيل الحكومة لكانت شكلتها لكن لماذا نحن قلنا من اليوم الاول بان تكليف سعد الحريري هو تكليف بلا تأليف لأن هناك من اراد ان يستغل حادثة انفجار مرفأ بيروت لتمرير حكومة تخدم الاغراض الامريكية وعلى راسها ترسيم الحدود وموضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين ودمج النازحين السوريين واليوم بعد عودة السفيرتين الامريكية والفرنسية من مفاوضاتهما مع السعودية بالشأن اللبناني يتحدثون عن ضرورة تشكيل حكومة بصلاحيات واسعة وهو ما حاولوا تمريرها منذ اليوم الاول مع حكومة مصطفى أديب وأردفوها بعقوبات امريكية الا ان الثنائي الشيعي كان واعياً لهذه المؤامرة ورفض كل هذه الضغوطات".

وصرح حدرج:"قبل ازمة كورونا وقبل انفجار مرفأ بيروت هناك قوى سياسية ودينية تطالب بفرض الوصاية على لبنان وعقد مؤتمر برعاية الامم المتحدة لحل مشكلة لبنان المتمثلة وفق وجهة نظرهم بسلاح حزب الله وبالتالي هذه السياسة يقودها رجال دين وسياسيون في لبنان استغلوا حالة هذه الفوضى الاقتصادية وهذا التدمير الممنهج لكل مقومات المجتمع اللبناني وتحميل المسؤولية للعهد والحكومة حيث افرغوها من كل مضمونها حتى ابان انفجار مرفأ المساعدات كانت تأتي من خلال NGO وتتخطى الدولة اللبنانية والحاجة لهذه المساعدات دفعت الدولة اللبنانية بالسقوط.

وأشار حدرج الى المواقف الفرنسية والأمريكية في لبنان قائلاً:"كان هناك بعض المظاهر للسفيرة الامريكية دورثي شيا وبعض السفراء بالتدخل في الشان اللبناني ولكن على استحياء، اليوم يعلنون علناً أن لبنان وقع تحت الوصاية الدولية وأنه يصنف دولة فاشلة وهذه العبارة استخدموها كثيراً خلال الآونة الأخيرة، اليوم أمريكا تضغط وتتوافق مع فرنسا لأن المتجهين شرقا اقتربوا من الملف اللبناني حيث اعلن السيد حسن نصرالله أن عزم المقاومة على جلب النفط من ايران وقابله رد ايراني صاعق على السفيرة الامريكية".

وأضاف حدرج:"اليوم ماذا يفعل الشعب اللبناني؟ يعض اليد التي تمتد اليه بالمساعدات ويقبل اليد التي تمتد اليه بالعقوبات، اليوم أمريكا تترك صنف من أصناف العقوبات او اذلال الشعب اللبناني او خنقه والسؤال الذي يطرح الان هو، هل انفجار مرفأ كان اسوأ او انفجار المجتمعي الكامل في لبنان؟ بالتاكيد انفجار المجتمعي الكامل اسواء" .

للمزيد من التفاصيل شاهدوا الفيديو المرفق ..