سفارة الإمارات في تل ابيب والوقت الضائع 

سفارة الإمارات في تل ابيب والوقت الضائع 
الخميس ١٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

مما لا شك فيه ان افتتاح سفارة الإمارات في تل ابيب اوجعت القلوب فكم من العرب والمسلمين كان يتمنى أن لا يزداد عدد السفارات العربية والإسلامية في تل ابيب، لكن حالة الإنهيار لدى بعض الانظمة تنذر  بأن غير الإمارات سيحتفل برفع علمه في تل ابيب

العالم - قضية اليوم

لا اريد التفصيل بمن ينتظر على لائحة الصاعدين نحو الهاوية لكني ساحاول ان احلل الموقف الاماراتي وكيف سقطت حكًومة ابو ظبي في الفخ ونجت الرياض بنفسها لعلمها أن التطبيع العلني مع الاحتلال سيأتي لها بالوبال، واذا عدنا الى قرار التطبيع الاماراتي كان جليا انه جاء بناء على أوامر من الادارة الامريكية السابقة التي كانت تحاول بناء حلف عربي اسرائيلي في مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وبالطبع عرابة الحلف كانت السعودية التي مهدت للامارات ان تدخل بوابة التطبيع وكذلك اعطت الامر للبحرين والمغرب دون حتى ان تفكر هي بالحديث عن تطبيع سعودي اسرائيلي ، ترامب كان يريد ان يقدم للكيان كل ما يملك من هدايا ومكافأت على حساب العرب ، وفي المقابل كان نتنياهًو سعيدا بما يقدم له حيث استغل ذلك في ثلاث انتخابات حصد فيها العدد الأكبر من الأصوات لكنه لم ينجح في تشكيل حكومة ، وكان شرطا على العرب ان يسيروا في ركب التطبيع ، لكن مع تغيير الادارة الامريكية ومجيء ادارة كلاسيكية في علاقتها مع الشرق الاوسط لم تعد الهرولة نحو التطبيع شرطا امريكيا ، حتى الحلف العربي الاسرائيلي في مواجهة ايران لم يعد ضروريا لادارة بايدن لسبب بسيط جدا ان هذه الادارة منذ اليوم الاول تطرح انها لا تريد الصدام مع ايران، على العكس بايدن وادارته يعرفون تماما ان هذا الحلف لن يقدم ولن يؤخر لأن تل ابيب غير قادرة على حماية نفسها من تنظيمين مقاومين احدهم يكمن جنوب فلسطين والثاني يقف على حدودها الشمالية ، والدليل على ذلك حين صرح نتنياهو انه مستعد لخسارة الولايات المتحده مقابل منع ايران من امتلاك السلاح النووي فما كان من ادارة بايدن الا ان استدعت وزير الحرب بيني جانتس وطلبت منه كبح جماح نتنياهو وحذرته من مغبة اللعب بالنار في الملف الايراني وبالفعل عاد الرجل ليشكل تحالفا مع اعداءه ليزيح نتنياهو من موقعه، ما اريد قوله هنا إن المبررات السابقة التي ساقتها ابو ظبي لم تعد منطقية والسعودية التي فرشت الطريق الى تل ابيب بالورود لم تعد الامارات اصلا ضمن تحالفها المقبل ، وحتى الاحتلال الاسرائيلي لم تعد فكرة التطبيع تستهويه بل على العكس هو يريد من التطبيع شرعية يدرك انه لن يحصل عليها خاصة اذا كانت الجهة مانحة الشرعية هي الامارات لان فاقد الشيء لا يعطيه ما يريده الكيان من الامارات اليوم هو فتح ابواب الاستثمار امام رجال الاعمال الاسرائيليين وسهولة الحركة لاسيما مع جنوب شرق اسيا ، ان المصالح الكبرى التي كان الاحتلال الاسرائيلي يريدها من التطبيع لم تعد قائمة وخاصة في الوقوف على حدود ايران، وعليه فان الزمن الضائع لن يغير من طبيعة الاشياء .

فارس الصرفندي