خطباء المساجد: لبنان انهار ومن هم في سدة المسؤولية يتفرجون

خطباء المساجد: لبنان انهار ومن هم في سدة المسؤولية يتفرجون
الجمعة ١٦ يوليو ٢٠٢١ - ١١:٠٥ بتوقيت غرينتش

حذر خطباء وأئمة مساجد في لبنان أن البلد انهار و من هم في سدة المؤولية يتفرجون على الخراب.

العالم_لبنان

وفي السياق ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة بيروت ، اعتبر فيها أن اعتذار اسعد الحريري أمس، لا شك أنه أمر كارثي، ووضع البلد أمام عاصفة سياسية نسأل الله ألا تكون مدمرة، والمحزن أن البلد بعد اعتذار الرئيس المكلف دخل في المجهول. وعليه.

فاضاف نحن لا نملك إلا النصيحة لأهل السياسة والمعنيين، لأن يبادروا إلى إنقاذ البلد بأسرع ما يمكن، لأن ما صرنا إليه غير طبيعي، ولم يعد يطاق، ولا يمكن أن يكون مقبولا بأي شكل من الأشكال، وهذا يحتاج إلى مجموعة عقلاء وحكماء ووطنيين بامتياز، يعملون بصدق وبجدية مطلقة، بعيدا عن الحسابات والغايات، على إنجاز تسوية تاريخية تخرج لبنان واللبنانيين من هذه المحنة الكبرى، وتضع حدا لهذه العصفورية السياسية التي لم يعد لها ما يبررها على الإطلاق، وتجنبنا الوقوع في الكارثة الكبرى، فالوقت ليس لصالحنا، إذ كلما تأخرنا بعملية الإنقاذ كلما عجلنا بأسباب الفوضى ووقوع الخراب.

وأكد المفتي قبلان أن الحل يبدأ من الداخل، ومن صنع أيدينا، فنحن أدرى بشعاب بلدنا، وكل من يراهن على الحلول المعلبة من الخارج واهم، لأن الخارج يبحث عن مصالحه، وكل الوصفات الخارجية المستوردة لا تخدم المصلحة الوطنية. وبالتالي لن تكون صالحة لإخراجنا مما نحن فيه، لأننا مجرد ساحة وملعب، واللاعبون كثر، وبخاصة أميركا التي تلعب بالمنطقة وتستغلها وتبتزها وتنتقل بها من مأساة إلى أخرى، وتدعي أنها تدعم استقلالها واستقرارها وسيادتها.

وأشار إلى أن أميركا خربت المنطقة ودمرتها ومزقت شعوبها وخذلت كل من راهن عليها ومشى في ركابها، فكل بلاءاتنا ومآسينا وفقرنا وبؤسنا مصدره وسببه السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل. فلنغير الاتجاه، ولنوقف هذا الرهان، ونحن لا نقول بالعداء لأحد، ولكن نخاطب كل من يسمع في هذا البلد أن فتشوا عن مصلحة لبنان أولا، ابحثوا عما يفيد بلدنا وينقذ شعبنا، فبلدنا ينهار، وشعبنا يجوع، ودولتنا تتهاوى، مؤسساتنا، مستشفياتنا، صيدلياتنا، مدارسنا، تجاراتنا، صناعاتنا، مزارعنا، كل شيء في هذا البلد آيل إلى الانهيار، بل انهار، وهناك من هم في السلطة وفي سدة المسؤولية يتفرجون.

هؤلاء "النيرونيون" بلدهم يحترق وهم ينظرون إلى ألسنة اللهب بكل وقاحة، ومن دون خجل، أوصلونا إلى جهنم، وهم يتبادلون الأنخاب ومتمسكون بالانتماء إلى هذا الغرب، الذي لم يكن يوما عادلا في سياسته وفي وقوفه إلى جانب القضايا المحقة، فلماذا الإصرار على الغرب؟ لماذا الخوف من الشرق؟ فما يعرضه علينا هذا الشرق يكفي لإنقاذ بلدنا في وقت قصير جدا، ومن شأنه أن يدفع واشنطن وحلفاءها إلى المساهمة سريعا بالإنقاذ، منعا لدور دول الشرق.

وألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك جنوب بيروت و قال البداية من لبنان الذي كان ينتظر فيه اللبنانيون أن تؤدي المشاورات التي جرت حول التشكيلة التي قدمها رئيس الحكومة المكلف إلى التوافق على صيغة حكومية تفرمل حالة الانهيار التي يعيشها البلد على كل الصعد وتخرجهم من معاناتهم اليومية، ولكنهم فوجئوا بما آلت إليه الأمور باعتذار رئيس الحكومة المكلف، والذي رأينا تبعاته على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والأمني والذي ظهر بتجاوز سعر الدولار عتبة العشرين ألف أو ما جرى في الشارع، وما سيحدثه من انسداد على الصعيد الحكومي، بعد أن أصبح واضحا صعوبة تأمين بديل في ظل الاحتقان الحاصل بين الأطراف السياسية والذي يأخذ أبعادا طائفية ومذهبية.

وتابع: لقد كنا نريد مع كل اللبنانيين أن يكون من يتولون إدارة دفة هذا البلد أكثر رأفة باللبنانيين، وحرصا عليهم بأن يجدوا المخارج لأزماته لا أن يوصلوا البلد إلى ما وصل من الطريق المسدود على كل الصعد، وأن يكونوا واعين بأن المرحلة الآن ليست مرحلة تحقيق مكاسب ولا بلوغ طموحات شخصية وأحلام خاصة بقدر ما هي مرحلة إنقاذ بلد يتداعى ولأجله تقدم التنازلات والتضحيات"، مؤكدا ان "البلد هو أحوج ما يكون إلى من يتنازلون لحساب وطنهم وإنسانه لا الذين يضحون به لحسابات مصالحهم.

وعن ذكرى حرب تموز، قال: في هذا الوقت نستعيد مع كل اللبنانيين الحرب التي شنها العدو الصهيوني على لبنان بحجة أسر جنوده، والتي كان من الواضح أن أهدافها أبعد من ذلك، بل كان الهدف فيها هو أكبر وهو ما أعلن عنه وقتها ببناء شرق أوسط جديد، ولكن صمود المقاومة وتضحياتها وتضحيات الجيش اللبناني وصموده وصبر اللبنانيين وتعاونهم فوت على هذا العدو الفرصة..

إننا أمام ما يجري، نعيد التأكيد على أهمية إبقاء كل عناصر القوة التي أدت إلى منع العدو من تحقيق أهدافه، لأن العدو لن يكل ويمل لاستعادة زمام المبادرة التي أفلتت من يده في هذا البلد، وبعدما بدا أمام العالم أنه سرعان ما يقهر إن تحققت الجدية برد عدوانه، وهو مستمر في عدم إخفاء نواياه العدوانية من خلال ما ظهر على لسان قادته السياسيين والعسكريين التي صدرت أخيرا.. وإن كنا نرى أن الهدف من وراء ذلك رد الاعتبار إلى كيانه وجيشه، والإيحاء بأنه استعاد قدراته، إننا نجدد دعوتنا إلى الحذر والجهوزية الدائمة وإلى ترميم الساحة الداخلية لتكون قادرة على مواجهة أي مغامرة يقدم عليها".

و رأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين في تصريح أن تسارع الانهيار على الساحة اللبنانية أسبابه تقديم أوراق الاعتماد لهذا السفير الاجنبي او ذاك التي بدأت من معراب وغيرها من الاماكن وانتهت بإعلان الاعتذار امس.

ورأى أن"عدم التأليف زاد من حدة التوتر الاجتماعي والامني، ما ينذر بفلتان عام لا يصب إلا في مصلحة المشروع الصهيو-أميركي.

وقال: ا"ن أكثر ما يثير التساؤل اصرار بعض المسؤولين على التمسك بمصالحهم الخاصة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين في هذه الظروف الخطيرة والدقيقة، ونناشد اللبنانيين من كل المناطق والطوائف الالتفاف حول بعضهم لدفع المخاطر عن وطنهم والابتعاد عن السياسيين الذين يسعون إلى استغلالهم في سوق مصالحهم وكراسيهم.

وتابع: إن ما يحصل يوما بعد يوم يؤكد اصرار المشروع الصهيو-أميركي على الضغط على الشعب اللبناني ليتخلى عن المقاومة وسلاحها ليعود الأمل إلى الصهاينة كي ينتهكوا السيادة اللبنانية ويسطوا على ثروات لبنان ويعيدوا لهم الامل بإسرائيل الكبرى، ما يفرض علينا التشدد بتمسكنا بالمقاومة وسلاحها حتى لو تحملنا الجوع والعتمة ليبقى الوطن حرا مستقلا وتبقى أرضنا لنا.