كيف وأدت القبائل مشروع "الصحوات" الأميركي شرق الفرات السوري؟

كيف وأدت القبائل مشروع
الأحد ٢٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٢:٤٥ بتوقيت غرينتش

في مؤشر واضح على تنامي أعمال المقاومة، وتزايد عملياتها ضد قواتها في شرق الفرات، حيث آبار النفط والغاز، وأخصب الأراضي الزراعية السوريا التي تشكل المخزون الاستراتيجي من الجنوب، بدأت الإدارة الأميركية تشعر بالخطر الزاحف على قواتها المحتلة، مثلما بدأت تدرك أن رهانها على قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية رهان خاسر حتما، ولهذا أرسلت مبعوثيها إلى القبائل العربية في المنطقة لتشكيل قوات "صحوات" من العملاء والمرتزقة، في محاكاة لتجربتها في العراق.

العالم - سوريا

الأنباء القادمة من شرق الفرات تؤكد أن المندوبون العسكريون الأميركيون، مصحوبين بخبراء من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ومترجمين عرب، زاروا العديد من البلدان والقرى في ريف محافظة الحسكة، والتقوا ببعض شيوخ عشائر "البني سبعة" أحد أبرز عشائر قبيلة طي، محملين بعروض مالية مغرية لهم في حال تبني مشروع الصحوات الأميركي من ضمنها رواتب شهرية عالية للشبان المنخرطين في هذه الصحوات.

الجميل أن هذه العشائر العربية الأبية، وزعماءها الشرفاء، رفضوا هذه العروض الأميركية، وطردوا المبعوثين الأميركيين، وأكدوا على انتمائهم الوطني العربي وللدولة السوريا، والوقوف في خندقها في مواجهة الاحتلال الأميركي وعملائه حسب ما ذكرته أكثر من وكالة أنباء عالمية.

ما لا تدركه الولايات المتحدة أن الزمن تغير، وأن ما كان يحدث في العراق إبان الاحتلال الأميركي، لا يمكن أن يتكرر في سوريا، لأن القبائل العربية اكتشفت الوجه الأميركي البشع، ورأت نتائج سياساته التدميرية في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ولهذا لم تعد تشتر أكاذيبه وبضائعه ودولاراته المسمومة.

حرب التحرير ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق بدأت تدخل مرحلة الحسم ولن تتوقف حتى خروج آخر جندي أميركي محتل في البلدين.

شكرا للقبائل العربية الأصيلة شرق الفرات التي قالت "لا" كبيرة للمخططات الاستعمارية الأميركية وأكدت على تمسكها بهويتها العربية دون تردد، وتأييدها وانخراطها في حركة المقاومة الوطنية التي تتسع دائرتها هذه الأيام لاستعادة السيادة السورية على منابع النفط وكل منطقة شرق الفرات.

أميركا انهزمت ليس في سوريا والعراق فقط، وإنما في جميع منطقة الشرق الأوسط، ومثلما غادرت قواتها أفغانستان من طرف واحد، ودون شروط، ستنسحب من سوريا والعراق مهزومة وبقوة المقاومة، والأيام القادمة حافلة بالأخبار الطيبة في هذا المضمار.

* رأي اليوم