بيان بايدن – الكاظمي؛ حبر أمريكي علی ورق عراقي ولاغير

الأربعاء ٢٨ يوليو ٢٠٢١ - ٠٨:٣٠ بتوقيت غرينتش

شكك الباحث السياسي هادي قبيسي في مدی فاعلية الاتفاق بين جو بايدن ومصطفی الكاظمي حول انسحاب القوات العسكرية الاميركية من العراق.

العالم - مع الحدث

وقال قبيسي في حديث لبرنامج مع الحدث علی شاشة قناة العالم الاخبارية النص والكلام الاميركي، لايتفق ضرورة مع العمل الاميركي والتجربة في العراق وخارجه تثبت ذلك، فمن تصريحات كولين باول في مجلس الامن حول اسلحة الدمار الشامل في العراقي وصولاً الی محاربة داعش وتركها تنقل النفط العراقي الی تركيا تحت عين التحالف الدولي، جميعها مواقف تثبت زيف الكلام الاميركي.

وأكد انه في موقف اخر، وقعت الولايات المتحدة اتفاقاً بـ150 صفحة وأصبحت طرفاً مع عدة دول في الاتفاق النووي الايراني، ثم مزقته في ليلة وضحاها، فكيف يمكن التعويل علی الكلام الاميركي؟.

وأشار قبيسي الی رسالة اميركية تم نشرها في كانون الثاني 2020 حول الانسحاب من العراق، مضيفاً ان قائد الاركان الاميركية مارك ميلي قال ان هذه الرسالة عبارة عن مسودة. ولكن وزیر الدفاع الاميركي مارك اسبر، قال يوماً بعد هذه التصريحات انه لاتوجد اصلاً هكذا رسالة.

وأشار قبيسي أيضاً الی تصريح انطوني بلينكن في 7 نيسان 2021 في بيان مشترك مع وزیر الخارجية العراقي فؤاد حسين قال فيه:"هناك تنفيذ لقرار البرلمان العراقي المتخذ في العام الماضي بشأن خروج القوات الاجنبية" ولكن يوماً بعد هذا التصريح قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جون كيربي:"لايوجد أي اتفاق مع بغداد حول الجدول الزمني للانسحاب من العراق".

وأوضح قبيسي:"هذه التصريحات والكثير من التصريحات المشابهة تثبت ان الولايات المتحدة تتخذ اسلوباً دبلوماسياً مبنياً علی تصريحات متناقضة من مؤسسات مختلفة للوصول لأهداف تبغيها".

وتوقع قبيسي تصريحات متناقضة تماماً مع بيان الكاظمي – بايدن حول انسحاب القوات الاميركية من العراق، تنشر علی الاعلام خلال الايام أو الاسابيع المقبلة، او اتخاذ سلوكيات متناقضة مع مسار الكلام الاميركي.

واعتبر الباحث والاكاديمي حيدر البرزنجي ان حوار بايدن – الكاظمي عبارة عن مناورة وليس محاورة لان الولايات المتحدة غيرجادة وان الحوار غيرملزم ولم تكن هناك اتفاقية ولامفاوضات ولن تلتزم الولايات المتحدة به.

وأضاف البرزنجي ان أصل وجود الولايات المتحدة في العراق كان بطلب وزارة الخارجية العراقية حيث لم تطلب قوات قتالية بل طلبت الدعم الجوي والدعم الاستخباري ولكن بعد انتهاء ولاية العبادي تفاجأ العراق بوجود قواعد اميركية وقوات قتالية ومنذ عام 2013 الی الان لم تؤد هذه القوات أية مهام ولم تشارك في المعارك بل استخدمت في نشاط سياسي جديد لدعم حلفاء امريكا في العراق واعطاء صورة للعالم بأن الولايات المتحدة لاتحتل العراق وفي نفس الوقت تحاول حصر المقاومة العراقية في زاوية ضيقة للحد من مكافحة القوات المحتلة.

واستبعد برزنجي التزام الولايات المتحدة بأقوالها مستشهداً بالاستهداف الاخير للحشد الشعبي في النجف الاشرف.

ورأی ان محادثات بايدن الكاظمي لم تأت بما أراده العراقيون وأقره البرلمان العراقي.

وأكد سفير العراق السابق لدی الاتحاد الاوروبي د.جواد الهنداوي ان المشكلة مع الولايات المتحدة هي التدخل في العراق وليست الوجود العسكري فيه، متسائلاً:"اذا خرجت قوات الولايات المتحدة من العراق وتمركزت في دول الجوار، هل هناك ضمان من عدم التدخل القتالي الاميركي في العراق أو السماح لطائرات مسيرة اسرائيلية في قصف العراق؟"

وأوضح ان حوار الكاظمي – بايدن لم يلبي تطلعات البرلمان العراقي في القرار المتخذ عام 2020 والقاضي بالزام الحكومة باخراج كافة القوات الاجنبية من العراق دون تصنيفها بقتالية او غيرقتالية.

وأكد الهنداوي ان بيان الكاظمي – بايدن يغيب عنه أية اشارة الی قرار البرلمان حول اخراج القوات الاجنبية من العراق.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/5720933