بيوت العنكبوت تستنجد بـ'اسرائيل'..

'بيغاسوس'.. لم تكن باكورة عمليات التجسس السعودي

'بيغاسوس'.. لم تكن باكورة عمليات التجسس السعودي
الخميس ١٢ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

يقال ان الكيان الاسرائيلي قدم في 2017 خدمات واسعة لقوات الأمن السعودية، عن طريق شركات تعمل في مجال الاستخبارات لرصد والتجسس على معارضين سعوديين منهم سياسيون او صحفيون وناشطون وما اطلقت عليه اسم "إرهابيين مفترضين" عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي.

العالم - يقال ان

قناة "i24 الإسرائيلية"، كشفت في تقرير جديد لها عن قيام الاسرائيلي "شموئيل بار" وهو "أحد الإداريين في شركات تعمل في مجال الاستخبارات"، بتقديم خدمات واسعة لقوات الأمن السعودية في فبراير 2017، وان الشركة التي يديرها "شموئيل بار" قامت بتعقب أكثر من 4 ملايين حساب على شبكتي "فيسبوك" و"تويتر" يوميا، وان هذه الشركة التي لم يذكر التقرير اسمها تعمل للتمويه من السويد وتقدم خدمات معلوماتية للمملكة السعودية، في حين أن الغالبية العظمى من العاملين في هذه الشركة هم إسرائيليون.

برسم الخدمة ولكن.. من خارج "تل ابيب"..

الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية سارعت في العام 2012 إلى الاستعانة بترسانة من الشركات العالمية لإحباط هجوم إلكتروني تعرضت له شركة النفط السعودية "أرامكو"، فكان كيان الاحتلال الإسرائيلي حاضرا بقوة ضمن صفقات المملكة السعودية الإلكترونية، من خلال شركات له مسجلة خارج تل أبيب، وفقا لما أعلنته وكالة بلومبرغ في 2 فبراير 2017.

الأمر لم يتوقف على التعاون الأمني بين المملكة وكيان الاحتلال اللقيط، إذ كشف أحد المحاربين القدامى في جيش الاحتلال الاسرائيلي، أن المملكة السعودية استعانت بشركة تابعة له لإقامة سور أمني عالي التقنية على طول الحدود بين السعودية والعراق، وقد أشرفت على تشييده شركة الدفاع الأوروبية العملاقة (EADS).

تقرير قناة "i24 الإسرائيلية" تطرق ايضا لشركة اسرائيلية اخرى تدعى "ألبيط معرخوت" وتعمل من ولاية "نيوهامبشير" الأمريكية، التي باعت منتجات للسعودية ودول خليجية أخرى، وقد طلب زوار هذه الدول من الشركة اثر وصولهم اليها، إزالة كافة الملصقات الإسرائيلية المكتوبة باللغة العبرية، كما تمت إزالة أسماء العاملين الإسرائيليين في هذه الشركة بشكل مؤقت عن الملصقات الموجودة على منتجات الشركة".

يذكر ان شركة "ألبيط معرخوت" الاسرائيلية افتضحت علاقتها بالسلطات السعودية اثر موت أحد العاملين فيها ويدعى "كريس كرمر" في ظروف غامضة في السعودية قبيل تجربة لمنظومة صواريخ هناك".

كيان "اسرائيل" وراء "نيوم" ابن سلمان

في تقرير لوكالة رويترز نُشر عام 2017، أن حكومة المملكة السعودية تعاونت مع شركات إسرائيلية في مجال الاستثمار في ما يسمى بـ"رؤية ولي العهد السعودي 2030"، وبخاصة في الاستثمار في مشروع مدينة نيوم، وقد تم الاتفاق حينها على العمل في سرية تامة، وأن تلتزم الشركات الإسرائيلية بكامل السرية، وعدم الإعلان عن أي تفاصيل تمت مع الصندوق السيادي السعودي، الذي يملك أصولا تبلغ قيمتها 230 مليار دولار، قد يتم استثمارها كاملة في مشروع نيوم، لتراجع المستثمرين فيه، وإصرار ولي العهد على إتمامه بتكلفة قدرت بـ 500 مليار دولار.

كشف تحقيق تم نشره في صحيفة جيروزاليم بوست في 25 أكتوبر 2017، أن "عدداً من الشركات الإسرائيلية يتحدّث مع صندوق الاستثمارات العامة في السعودية حول تطوير 26500 كيلومتر مربع من "المدينة الذكية" نيوم التي يعمل ولي العهد على تشييدها".

أما صحيفة "واشنطن بوست" فقد كشفت عن مراسلات بين دبلوماسيين عرب ورجال أعمال إسرائيليين، تؤكّد أن المحادثات جارية حول التعاون الاقتصادي، وأنّ عددا من الشركات الإسرائيلية تبيع بالفعل أدوات الأمن السيبراني للحكومة السعودية.

لعل كل تلك التقارير والمعلومات التي يكشف عنها مرور الأيام هو ما جعل الصهاينة يجاهرون بثقتهم المفرطة في خدماتهم التي يقدمونها للمملكة في الاستثمار في مشروع مدينة نيوم إذ يدّعون انها السبب الرئيس وراء نجاح المشروع الذي يكتمل بعد، بما يؤكد أن المشروع ليس فكرة سعودية، وإنما يقف من وراء ستاره كيان الاحتلال الإسرائيلي.

التجسس السعودي يشمل حجاج بيت الله الحرام

جاء في تقرير لوكالة (فرانس24/ا ف ب) في موسم حج 2016 ان السلطات السعودية اتخذت إجراءات جديدة لتأمين موسم الحج، حيث بدأت تزويد كل حاج يصل مكة المكرمة بأساور إلكترونية تحمل هوية الحاج وجنسيته ومكان إقامته في مكة المكرمة ومسؤول المجموعة التي ينتمي إليها، ما اطلق عليه اسم "اجراءات امنية احترازية جديدة مشددة" تبنتها السلطات السعودية زاعمة ان السوار الإلكتروني، هدف الى منع الاكتظاظ والازدحام خلال أداء مناسك الحج ومنع وقوع كوارث، فيما اعتبره الكثيرون بانه امر مريب طورته شركات اسرائيلية لصالح اجهزة اتصالات سعودية.. هكذا..

تكميم الافواه.. (يحسبون كل صيحة عليهم)

السؤال لماذا تجسس السلطات السعودية بهذا الحجم والكم الاستخباري المركز مستعينة باستخبارات وشركات اسرائيلية على مواطنيها السعوديين؟ والجواب بكل بساطة ان ذلك هو ديدن الحكومات غير الشرعية الزاحفة على اكتاف شعوبها بالإكراه وليس بتصويت الشعوب.. وكل طرق التجسس هي نشاطات غير قانونية خصوصا ما تقوم به سلطات هذه المملكة في أنحاء دول العالم.

في اكتوبر 2018، كشف تقرير لمختبر "سيتيزن لاب" في كلية مونك للشؤون الخارجية بجامعة تورنتو، تفاصيل واحدة من أبرز عمليات تجسس السعودية على معارضيها في ذلك الوقت، حيث افاد التقرير إن وكلاء للحكومة السعودية استخدموا تكنولوجيا "إسرائيلية" للتجسس على لاجئ يعيش في كندا عن طريق التنصُّت على هاتفه المحمول، فيما اعتبر مختبر "سيتيزن لاب" أن لديه "ثقة كبيرة" في أن برامج مراقبة استهدفت الناشط السعودي عمر عبد العزيز بين شهري يونيو وأغسطس 2018، منوها أن ذلك قد يكون بمثابة "تجسس غير قانوني" في كندا.

المواطن السعودي عمر عبد العزيز (27 عاما)، كان ذنبه الوحيد انه كان مواضبا على توجيه انتقادات صريحة للحكومة السعودية، وعام 2014، أُجبر على طلب اللجوء في كندا بعد مواجهته ضغوطا قوية من السلطات في بلده الأم. يتابع عمر دراسه الجامعية في مقاطعة كيبيك، ولا يزال صوتا قويا ينقل قضايا حقوق الإنسان في المملكة، وذلك ما تخشاه السلطات السعودية اشد خشية ان يتم كشف تجاوزاتها على حقوق المواطنين السعوديين بل حتى الحجاج الوافدين لهذا البلد الذي هو اساسا حِلٌ لجميع لمسلمين في العالم ولا يقتصر على السعوديين فحسب.

السيد ابو ايمان