تهجير "العربية" من الامارات الى السعودية.. لماذا؟

تهجير
الأربعاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

يُحكِمُ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوما بعد يوم قبضته على مفاصل الحُكمِ في السعودية بيد من حديد، ولكنه لايترك له لا صاحبا ولا صديقا ويستمر في قصقصة أجنحة الكبار ليصبح الاكبر بين الصغار.

العالم - كشكول

تلقى مذيعون وصحفيون وتقنيون يعملون في قناة العربية المملوكة للسعودية في مقرهم الحالي في دبي، إخطارات للانتقال تدريجياً إلى المملكة العربية السعودية، ومن الواضح ان ولي العهد الذي استولى على العربية والحدث وما يتبع لمجموعة "ام بي سي" من صاحبها الشيخ وليد الإبراهيم وشركائه من أولاد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز عندما احتجزه في الريتز كارلتون عام 2017، يعمل بن سلمان الان لاحكام قبضته أكثر على الاعلام بجلبه ليكون تحت انظاره مباشرة وان كان حقيقة المدير الفعلي لها منذ 2017.

كالعادة، الانتقال الذي أقره ولي العهد لم يراعِ الموظفين في القناة وعائلاتهم وجاء على ابواب افتتاح المداروس بدء الموسم الاجتماعي وسيبدأ الانتقال منذ اليوم (1/9) وسيتم على ثلاثة مراحل ليكتمل الانتقال النهائي بعد ستة أشهر، وبالطبع تضع السعودية في الحسبان رفض البعض الانتقال من دبي الى الرياض مع اختلاف المعيشة والضوابط ومدارس أطفالهم وحياتهم الاجتماعية، وبالتالي ستشهد هذه المجموعة الاعلامية تغييرات كبيرة في كوادرها وسيحل محل بعضها سعوديون رغم ضعف خبراتهم.

قد يرى البعض في هذا الانتقال خطوة ايجابية لتوطين الاعلام السعودي، ايجاد فرص عمل اضافية لأبناء البلد واقتصادا في المليارات التي تنفقها السعودية على الاعلام، وهذا صحيح في حال كانت النية الحقيقية لابن سلمان من هذا الانتقال تحقيق هذه الاهداف لكن بن سلمان يسعى من هذا الانتقال الى احكام قبضته الحديدة على الاعلام ومن غير المستبعد ان نرى بعض مذيعي او رؤساء تحرير العربية خلف القضبان في سجون بن سلمان مستقبلا، كما يريد تغييرات في سياسة هذه المجموعة الاعلامية ووضع ضباط مخابرات داخلية والاهم من ذلك قطع ارتباطها مع الامارات.

ينسى بن سلمان منذ البداية ان انشاء هذه المجموعة في لندن في تسعينيات القرن الماضي وجعل مقرها في دبي كان هدفه جمع كبار الخبرات الاعلامية العربية لإدارة مشروع ايديولوجي استعماري غربي يغزو عقول الشعوب العربية ومن أفضل من المال السعودي لتمويل مثل هذه المؤامرات، واليوم مع نقل بن سلمان لهذه المجموعة الى السعودية وتلاعبه بمشروعها يعني انه سيجعلها في خانة الدعاية المضحكة له وهو الفتى الغر في عالم السياسة والاعلام ولكن هل سيسمح له الغرب، وأين بن زايد من هذا وبن سلمان يخطف منه ايجارات بالملايين ويوجه ضربة قوية لمدينة الانتاج الاعلامي في دبي.