الإحتلال يبث الشاعات ليزعزع الوحدة الفلسطينية

الإحتلال يبث الشاعات ليزعزع الوحدة الفلسطينية
السبت ١١ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

لم تتوقف وسائل اعلام الاحتلال منذ اللحظة الأولى لاعتقال اثنين من محرري سجن "جلبوع" الإسرائيلي، عن بث الشائعات، في محاولة منها لتمزيق النسيج الوطني الفلسطيني، وانتزاع نشوة الانتصار، وتحديدا بعد الحالة الوحدوية، التي نتجت عن معركة سيف القدس الأخيرة، وفق مراقبين.

العالم - فلسطين

وزعم الإعلام الاحتلال الاسرائيلي، أمس الجمعة، أن عائلة فلسطينية من مدينة الناصرة، وشت بأسيري "جلبوع" المحررين، يعقوب قادري، ومحمود العارضة، الأمر الذي ساعد في اعتقالهما من قبل قوات الاحتلال.

ويرى سياسيون ونشطاء أن الاحتلال الإسرائيلي، "سعى إلى تمرير روايته القائمة على فكرة الخيانة والغدر من المواطنين العرب في الداخل المحتل، وأنها سبب مباشر لاعتقال المطلوبين، لتدمير الحالة المعنوية للفلسطينيين، ومحاولة زعزعة الجبهة الداخلية، لا سيما بين أهالي الضفة والداخل المحتل".

ثمار "سيف القدس"

وقال القيادي في حركة "حماس" من مدينة جنين، خالد الحاج، عقب الإشاعات التي تم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي: إن "الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني، التي تجلت في معركة سيف القدس الأخيرة، يحاول الاحتلال القضاء عليها على نار الإشاعات ضد مدينة الناصرة وأهلها".

وأوضح في حديثه لـ"قدس برس" أن "الاحتلال يعيش حالة من التخبط والغيظ منذ معركة سيف القدس، التي شكل أهلنا بالداخل المحتل فيها حالة من المقاومة الفريدة ضده، في الوقت الذي كان يراهن على قتل الروح المعنوية للسكان الفلسطينيين هناك".

وقال الكاتب السياسي، عامر سعد، لـ"قدس برس": إن "معركة سيف القدس الأخيرة، شكلت نقطة تحول في الوحدة في كافة الأراضي الفلسطينية، وتحديدا بالداخل المحتل، الذي حطم مآرب الاحتلال والخطط التي سعى إلى ترسيخها خلال سنوات".

ويرى "سعد" أن "الاحتلال وجد من قضية الأسرى، فرصة لإعادة استكمال ما بدا من توسيع الفجوة بين سكان الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل، من خلال بث الأكاذيب والإشاعات، الأمر الذي يتطلب درجة عالية من الوعي والثقافة".

روايات كاذبة

وقال وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق، إيهاب بسيسو، في منشور له عبر صفحته في موقع "فيس بوك": "لا تساهموا في ترويج الروايات الكاذبة، فالناصرة حقيقتنا الأكيدة أمام الزيف الذي تحاول ترويجه ماكينات الاحتلال، وستبقى الناصرة التاريخ والعراقة وصلابة الهوية الوطنية".

وكتب الباحث في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، قائلا: "شاءت الظروف أن تكون هذه المدينة الرائعة، والتي تعتبر الأرض الخصبة لخيرة قادة شعبنا ومثقفيه ومناضليه في الداخل؛ المحطة الأخيرة لرحلة مطاردة تعتبر من الأعقد والأوسع في تاريخ الاحتلال".

وأردف: "الإساءة للناصرة يحقق للاحتلال ما يريده، وهو تمزيق روح شعبنا الموحدة التي تجلت في تعلقها مع إبطال هذه الأسطورة".

وكتب الصحفي والإعلامي نواف العامر: "لا تفتحوا قلوبكم لرواية الاحتلال؛ بأن الاعتقال جاء بناء على وشاية من عائلة فلسطينية في الناصرة، فإن ما تم بثه وكتابته عبر وسائل الإعلام الاحتلال ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي؛ يهدف إلى إحداث شرخ مع فلسطينيي الداخل، فلا تعطوهم الفرصة".

وأضاف: "حتى لو صدقت الرواية؛ فإن خيانة بيت أو فرد لا تعبر عن إرادة وثورة شعب يرفض الاحتلال هنا أو هناك، فالأصالة والانتماء جزء ثابت لا يغادر الفلسطينيين أينما وجدوا".

ورافق اعتقال أربعة من الأسرى الستة، انتشار العديد من الشائعات، والتي تم دحضها من قبل منصات إعلامية مختصة.

وأوضحت منصة "تيقن" الفلسطينية المختصة بتفنيد الأخبار الزائفة، أن "الخبر الذي تضمن صورةً قيل إنها للشاب الذي أبلغ عن الأسيرين؛ هو خبر كاذب، والصورة للشاب الفلسطيني ابن مدينة أم الفحم عماد الدين يونس جبارين، وقد اعتقل عقب تظاهرة تضامنية مع الأسرى على مدخل أم الفحم".

وأضافت أن "الخبر الذي تضمن اسم وصورة قيل إنها لشرطي درزي يخدم في صفوف قوات الاحتلال؛ هو أيضًا خبر غير دقيق، والاسم في الخبر مختلف تمامًا عن الاسم المكتوب على سترة الشرطي في الصورة المرفقة مع الخبر".

وكانت حكومة الاحتلال، ليلة أمس، وفجر اليوم السبت، قد أعلنت تمكنها من اعتقال أربعة أسرى، تمكنوا من انتزاع حريتهم الاثنين الفائت، من خلال نفق حفروه أسفل سجن "جلبوع" بمدينة بيسان، شمال فلسطين المحتلة.