سوريا تفتح صفحة جديدة، لماذا الاردن اول العائدين ولن يكون الاخير؟

سوريا تفتح صفحة جديدة، لماذا الاردن اول العائدين ولن يكون الاخير؟
الثلاثاء ٢٨ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

ظهرت بوادر الانفتاح على دمشق من البوابة الاردنية، حيث حملت الايام القليلة الماضية العديد من البشائر حول عودة العلاقات السورية الاردنية بقوة كسابق عهدها في ظل مشاورات عالية المستوى على الصعيد الامني والاقتصادي.

العالم – كشكول

كان لزيارة وزير الدفاع السوري لعمان ابعاد اكبر من عناوينها المعلنة من تنسيق الجهود لضمان أمن الحدود والأوضاع في الجنوب السوري ومكافحة الإرهاب خاصة بعد استعادة الجيش السوري السيطرة على درعا، فقد جاءت هذه الزيارة لترميم العلاقات والتنسيق لانهاء حالة الجمود، وقد اعقب الاجتماع الامني بين وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي في عمان، عدد من الاجتماعات الوزارية الموسعة لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التجارة والنقل والكهرباء والزراعة والموارد المائية.

التي كان من ابرز نتائجها هو اعادة فتح معبر جابر الحدودي الذي يعد شرياناً مهماً لاقتصاد الأردن، بالاضافة لعودة شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية لتسيير رحلاتها لنقل الركاب بين عمان ودمشق بعد 10 اعوام من التوقف، وبحث التعاون المشترك بين البلدين في قطاع الطاقة وسبل إعادة تشغيل خط الربط الكهربائي الأردني السوري.

والمؤكد ان التقارب الأردني السوري يصب في صالح الدولتين على المستوى السياسي والاقتصادي، فهو يوجه ضربة لقانون "قيصر" الامريكي ضد سوريا ، كما هناك حاجة اردنية إلى فتح المنافذ التجارية وإعادة دورها السياسي الحيوي في المنطقة بعد انتكاسات اقتصادية وسياسية صعبة أبعدت الأردن عن دوره الاستراتيجي في المنطقة فضلاً عن تخلي دول مجاورة كانت حليف وتراجع مساعداتها لعمان. وعليه فان التحول الأردني تجاه سوريا بدأ منذ أشهر عندما تم عقد القمة الثلاثية بين الاردن ومصر والعراق وكان هناك دعوة آنذاك بوضوح لاعادة سوريا إلى الجامعة العربية.

ان الانفتاح الاردني على دمشق اتى بعد ظهور حاجة ملحة لاستعادة العلاقات مع سوريا في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة. ويرى مراقبوان انه اتى بعد حصول الاردن على الضوء الاخضر من واشنطن التي ذهبت الى تخفيف من اجراءات قانون قيصر لتسهيل نقل الطاقة إلى لبنان عبر سوريا، وذلك بعد ان ادرك العالم انه بعد انتصار سوريا وفشل الحرب الكونية عليها فانه يجب التعامل مع دمشق والرئيس السوري بشار الاسد، فامريكا على ما يبدو تسعى لإغلاق ساحات "الحروب الأبدية" وذلك بعد ان تاكد هزيمتها في تلك الحروب خاصة بعد الصفعة الافغانية لها.

ولذلك وفي خضم التحولات السياسية والاقتصادية التي تدور في المنطقة هناك حاجة لدى اغلب الدول إلى زيادة وتنويع مصادر الدخل، وعليه فانه هناك اشارات بان العديد من الدول العربية والاجنبية ستلحق بركب الاردن وستسارع لاعادة علاقتها مع دمشق بعد ان استنتجت ان خيارها كان خاطئا في فترة الحرب على سوريا وانه يجب اعادة بناء العلاقات على اساس احترام حق الشعب السوري في تقرير مصيره بعد ان حققت سوريا انتصارا ملحوظا على الارهاب كما استطاعات بمسانده حلفائها التصدي لكل الاجراءات الاقتصادية الظالمة احادية الجانب.