"ثائرون" .. محاولة تركية جديدة لنزع صفة الإرهاب عن المسلحين في ادلب  

السبت ٠٢ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٤:٢٠ بتوقيت غرينتش

في محاولة لإنهاء الفصائلية والشرذمة وتجارة المخدرات التي سادت بين الفصائل المسلحة المدعومة تركيا في الشمال السوري بحسب ما اعلنته مواقع موالية لهذه الفصائل تم الإعلام عن دمج عدة فصائل عسكرية منضوية فيما يسمى "الجيش الوطني السوري" في في تشكيل عسكري جديد سُمِّي "ثائرون".  

العالم - يقال أن

الإعلان جاء وفق بيان اصدرتها ما تسمى بغرفة عمليات عزم حيث قالت فيه أن الاندماج يضم كلاً من "فرقة السلطان مراد" و"فيلق الشام - قطاع الشمال" و"ثوار الشام" و"فرقة المنتصر بالله"، إضافة إلى "الفرقة الأولى" بمكوناتها "لواء الشمال" و"الفرقة التاسعة" و"اللواء 112".

هذا الإعلان الذي جاء بعد تواجد وزير الدفاع التركي في الشمال السوري بيوم واحد لم يكن شيء غير متوقع فقد تحدث بعض التقارير الإعلامية قبل فترة عنه بشكل مفصل ومنذ ما يقارب السبع أشهر تم طرح فكرة تشكيل مجلس عسكري موحد يضم جميع الفصائل والتشكيلات المسلحة التابعة تركيا هناك، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الترتيبات المتعلقة به على الأرض، ورغم بطئها إلا انها شهدت تقدما ولو شكليا.

وكانت ما تسمى بالـ"الجبهة السورية للتحرير" قد أعلنت الثلاثاء الماضي اندماجها مع فرقة القوات الخاصة بشكل كامل، وسبق ذلك في 15 يوليو/ تموز الماضي الإعلان عن تشكيل ما سمي آنذاك بـ"غرفة عمليات عزم" من قبل عدة فصائل مسلحة في الشمال السوري.

وفي الحقيقة فإنه لا يمكن فصل هذا الإجراء الذي جاء بتوجيه تركي عن نقطة وجوهرية في الشمال السوري تتعلق بموقع "هيئة تحرير الشام" الإرهابي والآلية التي من الممكن أن تدفع باتجاه حل معضلة تصنيفها الدولي على قوائم الإرهاب، يث يؤكد المراقبون لملف الشمال السوري أن ما يحصل من ترتيبات التوحيد العسكري في شمال سوريا وغربها يهدف إلى نزع صفة الإرهاب عن الفصائل المسلحة المتواجدة هناك.

ويرى المراقبون أيضا أن هذه الإجراءات لن تكون سوى بمثابة تغيير تسميات للفصائل المسلحة المدرجة على أنها إرهابية على القوائم الدولية ولن تغير من طبيعة او توجهات هذه الفصائل، اضافة إلى امكانية التمرد الموجودة دائما من قبل الفصائل المسلحة ضد بعضها وهذا ما شهدته هذه الفصائل أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية.

ويذكر ان ما يسمى بالـ"الجيش الوطني السوري" ومنذ تأسيسه في ريف حلب عام 2017 شارك في عدة عمليات عسكرية بدعم تركي، أبرزها في منطقة عفرين مطلع 2018، كما تم تسجيل تواجد لمسلحيه في معارك قتالية في كل من ليبيا وأذربيجان.

وتتحدث كل التقارير الإعلامية عن أن المناطق التي تسيطر عليها التشكيلات المسلحة المدعومة تركيا شمال سوريا تعيش حالة من الفلتان الأمني، فرضتها التفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، إلى جانب الانتهاكات التي ترتكبها بعض الفصائل المسلحة هناك.

وقد انتقدت منظمات حقوقية دولية ما يسمى بالـ"الجيش الوطني" ارتكاب مسلحيه انتهاكات ضد المدنيين في عفرين، وآخرين في ريف حلب الشمالي، وهذا ما يجعل هذه المحاولات التركية لتجميل صورة المسلحين في الشمال السوري تبوء بالفشل وخصوصا أن الوجود التركي بحد ذاته في الشمال السوري يعتبر احتلال غير شرعي لأرضي سورية وهذا ما اثارته الحكومة السورية في عدد من المحافل الدولية.