من يهدد الأمن الدولي.. قنابل أمريكا و'اسرائيل' النووية ام برنامج ايران السلمي؟

من يهدد الأمن الدولي.. قنابل أمريكا و'اسرائيل' النووية ام برنامج ايران السلمي؟
الأربعاء ٠٦ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٣:٥٨ بتوقيت غرينتش

اعلنت وزارة الخارجية الأميركية يوم أمس الثلاثاء، ان حجم مخزون امريكا من الرؤوس النووية الحربية، يصل الى 3750 رأسا نوويا مفعّلا أو غير مفعل، واضافت الوزارة في بيان لها ان "زيادة الشفافية بشأن المخزونات النووية للدول مهم الجهود منع الانتشار ونزع السلاح".

العالم – كشكول

اللافت ان عدد الرؤوس النووية التي اعلنت عنها وزارة الخارجية الامريكية، هي اقل بكثير عن العدد الذي اعلن عنه معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام في كانون الثاني/يناير 2021 ، حيث اعلن المعهد حينها، ان امريكا تمتلك 5550 رأسا نوويا، اي اكثر ب 1800 رأسا نوويا عن العدد الذي ذكرت الخارجية الامؤيكية!!.

كثيرا ما تمِنُ امريكا على العالم، من انها قامت بتخفيض المخزون النووي لديها، منذ ذروته في أوج الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق في 1967، عندما كان يبلغ 31255 رأسا حربيا، الى اكثر من 5000 رأس نووي، وكأن امتلاكها الان لالاف الرؤوس النووية، أمر يستحق الثناء والشكر من العالم، الذي مازال تحت تهديد هذا الكم الهائل من القنابل النووية التي يمكن ان تقضي على الحياة البشرية على الارض.

من المؤكد ان امريكا، لا تحتفظ بهذا العدد الضخم من القنابل النووية، من اجل ردع قوى نووية اخرى مثل روسيا والصين، كما تدعي، بل انها تستخدم هذا السلاح المدمر، كتهديد حتى ضد الدولة غير النووية ، التي تعارض غطرستها وهيمنتها، من اجل تمرير سياستها، وفرض ارادتها على الشعوب ونهب ثرواتها.

التجربة المرة للشعوب مع امريكا وسلاحها النووي، تؤكد ان امريكا لا تستخدم هذا السلاح للردع فقط، فهي البلد الوحيد في العالم الذي استخدم سلاحا نوويا ضد بلد غير نووي، وليس لمرة واحدة بل مرتين، ومات مئات الالاف من البشر في ثوان قليلة، لذلك لا تستبعد الشعوب ان تستخدم امريكا هذ السلاح مرة أخرى، لاسيما ان سياسة الهيمنة والغطرسة، والتدخل المباشر في شؤون دول العالم اجمع، والحروب التي تفرضها امريكا على الشعوب والدول منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، لم تتوقف فحسب ، بل تشهد اندفاعا اكبر، مصحوبا بجشع وطمع لا يوصفان.

اللافت ايضا، ان هذا البلد النووي، المتخم بالصواريخ والقنابل النووية، والذي دخل التاريخ كأول بلد استخدم السلاح النووي ، ليس ضد هدف مدني بل ضد مدن بأكملها ، ابادها على بكرة ابيها، هذا البلد هو اليوم، الى جانب الكيان الاسرائيلي، الغاصب لارض الغير، بعد ان شرد اهلها، ويقتل ويحاصر من تبقى منهم، ويمتلك رغم حياته القصيرة التي لا تعدى بضعة عقود، ترسانة نووية، يصل عدد قنابلها اكثر من 200 قنبلة نووية، ولا تخضع منشآته لمراقبة مفتشي الوكالة الدولية، ولا يعترف بمعاهدة حظر الانتشار النووي، ويهدد جيرانه ليل نهار، هذان الكيانان، يقودان حملة شرسة لمحاصرة ايران، التي يمتد تاريخها الى اكثر من 7000 سنة في اعماق التاريخ، بذريعة امتلاكها برنامجا نوويا سلميا، رغم انها عضوا في معاهدة الحد من الانتشار النووي، وتخضع منشآتها النووية لاكبر واوسع عمليات تفتيش قامت وتقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تاريخها، ونفذت البرتوكول الاضافي بحذافيره، والذي يقضي بزيارة المفتشين الدوليين للمنشآت النووية بشكل مفاجىء ودون سابق انذار.. انه حقا أمر مضحك.. وشر البلية ما يضحك.