في العراق.. نجح الناخِبون وبدأ إمتحان المُنتَخَبين

في العراق.. نجح الناخِبون وبدأ إمتحان المُنتَخَبين
الإثنين ١١ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

إنتهت الإنتخابات البرلمانية في العراق التي طال انتظارها، وانتصر الشعب العراقي على كل الجهات التي حاولت منعه، ووضع العرقيل امامه ، وتثبيط عزيمته وكسر معنوياته، لدفعه الى الانزواء وعدم المشاركة في الانتخابات، لترك حبل العراق على غاربه، لافشال العملية السياسية، وبالتالي دفع العراق الى المجهول، ليتلاعب بمستقبله من يضمر الشر والعداء لعراق ما بعد عام 2003.

العالم كشكول

المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق اعلنت في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين إن نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات العامة بلغت 41 بالمائة، وهي نسبة ليست مقبولة فحسب، بل تجاوزت الكثير من التوقعات، التي كانت تؤكد على ان نسبة المشاركة ستكون متدنية جدا، بسبب الحرب النفسية التي شُنت على الشعب العراقي من جهات باتت مكشوفة للعراقيين، وبسبب فشل النواب السابقين في العمل بوعودهم الانتخابية، وفي مقدمتها محاربة الفساد والفاسدين، والعمل على تنفيذ رأي الشعب في اخراج القوات الاجنبية من العراق التي يشكل وجودها عاملا قويا لابقاء العراق في دائرة الفوضى.

الفضل كل الفضل في نسبة المشاركة المقبولة في الانتخابات يعود اولا الى وعي الشعب العراقي بما يحاك ضده من مؤامرت، وثانيا الى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة اية الله لسيد على السيستاني حفظه الله، التي حثت الشعب العراقي للمشاركة في الانتخابات، بطريقة واعية ومسؤولة، لانها الطريق الامثل لاحداث التغيير ونقل العراق الى بر الامن والامان، وثالثا الى القوت الامنية والجيش والحشد الشعبي، الذين وفروا اجواء أمنة امام الشعب للمشاركة في الانتخابات، حيث لم تسجل ولا حادثة امنية خلال فترة الاقتراع.

الناخبون العراقيون الذين ادلوا بأصواتهم لاختيار 329 عضوا في مجلس النواب من بين اكثر من 3240 مرشحا، على علم كامل بأن نظامهم السياسي هو نظام برلماني، إي ان كل الرئاسات الثلاث، رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس القضاء، والوزراء والوزارات والمؤسسات والاجهزة الحكومية، وكل ما يترشح عن هذه الجهات من سياسات وبرامج وخطط سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية، والتي تؤثر بشكل مباشر على المواطن العراقي، كلها تخرج من رحم البرلمان، لذلك، يعتبر الانتخاب الواعي والمسؤول للناخب العراقي، وفقا لتعبير المرجعية الدينية لعليا، هو انتخاب مستقبل هذا الناخب ومستقبل وطنه.

يوم أمس اثبت الشعب العراقي انه حريص على مستقبله، عندما شارك بالانتخابات، التي يرى فيها التعبير الافضل والوحيد لاحداث تغيير في واقعه السياسي، عبر نظامه الديمقراطي، رغم كل العراقيل والحرب النفسية والتهديدات الامنية والضغوط الاقتصادية والوضع المعيشي الصعب. واليوم ، يجب على من انتخبهم ان يثبتوا بالمقابل انهم على مستوى حرص هذا الشعب على مستقبل العراق وشعبه، وان يكونوا صادقين في تنفيذ وعودهم التي قطعوها للشعب، وعلى أساسها إنتخبهم، وعلى راس هذه الوعود محاربة الفساد والفاسدين واستئصال شأفتهم، ووضع حد للتواجد الاجنبي المخرب في العراق.. بالامس نجح الناخبون واليوم يبدأ إمتحان المنتخبين.