هل تعاني من مشاكل الجيوب الأنفية؟.. قد يكون الأمر متعلقا بدماغك!

هل تعاني من مشاكل الجيوب الأنفية؟.. قد يكون الأمر متعلقا بدماغك!
الأحد ٣١ أكتوبر ٢٠٢١ - ١٠:١٥ بتوقيت غرينتش

يصيب التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي يسبب انسدادًا للأنف والصداع والعديد من الأعراض الأخرى الكثيرين حول العالم، وقد وجدت الأبحاث الجديدة علاقة بين التهاب الجيوب الأنفية والتغيرات في نشاط الدماغ.

العالم - منوعات

يأمل الفريق الذي يقف وراء دراسة حديثة حول الأمر، أن الربط بين الأمرين سيساعد في تفسير بعض الأعراض الشائعة الأخرى للالتهاب المزمن مثل إيجاد صعوبة في التركيز، ونوبات الاكتئاب، ومشاكل النوم، والصداع والدوخة.

العثور على صلة بين المرض والمعالجة العصبية قد يساعد في فهم سبب الحالة المزمنة، إلى جانب الجهود المبذولة لإيجاد أفضل طرق العلاج وأكثرها فاعلية.

وقالت أريا جعفري أخصائية طب الأنف والأذن والحنجرة من جامعة واشنطن "هذه هي الدراسة الأولى التي تربط التهاب الجيوب الأنفية المزمن بالتغيرات العصبية البيولوجية".

وأضافت: "نعلم من الدراسات السابقة أن المرضى الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية غالبًا ما يتوجهون للرعاية الطبية ليس بسبب مشاكل في الأنف، بل لأن المرض يؤثر على كيفية تفاعلهم مع العالم. "هم أقل إنتاجية، نومهم رديء، يجدون صعوبة في التفكير، إنه يؤثر على نوعية حياتهم بشكل كبير".

واستخدم الباحثون مشروع Connectome البشري للعثور على 22 شخصًا يعانون من التهاب الجيوب المزمن و 22 شخصًا سليمين. ثم استخدمت البيانات المأخوذة من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمقارنة تدفق الدم ونشاط الخلايا العصبية في الدماغ.

ووجد الباحثون أن الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية، لديهم اتصالًا وظيفيًا أقل في الشبكة الأمامية الجدارية -التي نستخدمها للانتباه وحل المشكلات- واتصالًا وظيفيًا أعلى في شبكة الوضع الافتراضي -المرتبطة بالشرود الذهني- واتصال وظيفي أقل في الشبكة التي تدير المحفزات الخارجية والتواصل والسلوك الاجتماعي.

وأشار الفريق إلى أن الاختلافات كانت ملحوظة بشكل واضح لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد. وبالتالي فإنه يمكن أن تكون هذه البقع النشطة المتزايدة أو المتناقصة في الدماغ هي السبب خلف الأعراض التي أبلغ عنها المرضى.

ومع ذلك، فإن الأشخاص المصابين لم تظهر عليهم أي علامات ملحوظة للتدهور المعرفي في الاختبارات. نظرًا لأنه تم اختيارهم من مجموعة تتراوح أعمارهم بين 22 و 35 عامًا ويعتقد الباحثون أن هذا النوع من التراجع قد يحدث لاحقًا في الحياة.

وقالت كريستينا سيمونيان، أخصائية طب الأنف والأذن والحنجرة من جامعة هارفارد: "إن صعوبات التركيز أو اضطرابات النوم التي يعاني منها الشخص المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية، قد ترتبط بتغيرات طفيفة في كيفية تواصل مناطق الدماغ التي تتحكم في هذه الوظائف مع بعضها البعض".

ويمكن أن تستمر العلاجات الحالية لالتهاب الأنف والجيوب عدة سنوات، على الرغم من أن العمليات الجراحية يمكن أن تساعد إلا أنها لا تضمن عدم تكرار ظهور أعراض المرض.

ومع أن هذا البحث الجديد لا يظهر أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن يتسبب بشكل مباشر في تغيرات في نشاط الدماغ، إلا أنه أثبت أن هناك ارتباط قوي بما يكفي لجعل الأمر يستحق المزيد من الأبحاث.

وفي الوقت الحالي، يقول الباحثون إن الأطباء يجب أن يكونوا أكثر وعيًا بأعراض الصحة العقلية التي تترافق مع أمراض مثل التهاب الجيوب الأنفية وكيف يمكن أن يلعبوا في بقية الجسم.

وأوضحت جعفري "لا ينبغي أن تقتصر رعايتنا على تخفيف الأعراض الجسدية فحسب، ولكن التخفيف من العبء الكامل للمرض".