تصريحات تيد كروز.. تؤكد صوابية موقف إيران من المفاوضات النووية

تصريحات تيد كروز.. تؤكد صوابية موقف إيران من المفاوضات النووية
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

"ان اي اتفاق مع ايران إن لم يوافق عليه مجلس الشيوخ - حيث يعلم بايدن بأن هذه الموافقة لن تحصل - فمن المؤكد ان اي رئيس قادم من الحزب الجمهوري سوف يمزقه في المستقبل"، هذا الكلام المتعجرف والاستعلائي وقبل كل هذا وذاك الذي يعكس روح البلطجة والنفور من القانون للكابوي الامريكي، هو للسناتور الجمهوري تيد كروز، جاء في تغريدة له، ردا على تصريح الرئيس الاميركي جو بايدن الذي قال فيه ان بلاده لو دخلت الى الاتفاق النووي مرة اخرى فانها سوف لن تخرج منه.

العالم كشكول

المتحدث باسم الخارجية الايرانية، سعيد خطيب زادة، رد في تغريدة له على تويتر على تغريدة السناتور الجمهوري كروز، قائلا:"ان العالم يدرك في الواقع ما اعترف به تيد كروز؛ وهو ان الانظمة في واشنطن متمردة"، واضاف ان من مسؤولية الرئيس الاميركي ان يقنع المجتمع الدولي، ومن ضمنه جميع اعضاء الاتفاق النووي ، بأن توقيعه له معنى في الواقع.. ان هذا الامر يستلزم ضمانات ملموسة، لا احد يقبل اقل من هذا الامر".

ما قاله كروز لا يعكس نظرة شخصية للرجل، بل يعكس ثقافة امريكية، ويظهر كيف ينظر الامريكي الى الاخر والعالم، انطلاقا من هذه الثقافة، وهي ثقافة الكابوي المتوحشة، التي كانت ترى سابقا في فوهة المسدس، ولاحقا في فوهة المدفعية ورؤوس الصواريخ، الطريقة الوحيدة للوصول الى الهدف، وهذه الطريقة تمثل "القانون الامريكي"، ولا فرق هناك بين بايدن ولا ترامب ولا بين تيد كروز الجمهوري وبين بوب ميننديز الديمقراطي، فاول من انتهك الاتفاق النووي وتهرب من تنفيذه هو الرئيس الامريكي الديمقراطي باراك اوباما الذي وقعت ادارته على الاتفاق!.

ليس هناك من شهادة أقوى من شهادة كروز على ان امريكا دولة متمردة وخارجة على القانون ، فالرجل الذي يعلن صراحة ان بلاده لا تحترم تواقيع رؤسائها، بل ان الرؤساء انفسهم لا يحترمون تواقيعهم، الامر الذي يؤكد صوابية الموقف الايراني من الحذر في الدخول في اي مفاوضات مع الامريكيين، الا بعد الحصول على تطمينات اكيدة بعدم نكوثهم بوعودهم وعهودهم، وهي تطمينات من الصعب الحصول عليها من الامريكيين، الذين جبلوا على قانون الغاب، ولم ولن يعترفوا يوما بالمفاوضات، الا بوصفها تكتيكا مرحليا ليس الا.